إهابة ... بالقيادات العملية للشعوب العربية الأكثر تضررا بمشروع الرفض الشيعي الطائفي القومي الشعوبي

زهير سالم*

وهي إهابة عملية مفتوحة ، نتوجه بها في فضاء مفتوح ، ولا أظنها بحسب الذين نتوجه بها إليهم ، تحتاج إلى كثير من شرح وتفصيل . بل هي قابلة كدعوة أولية للتطوير والتحسين . ونقتنص العبرة من حادثة نقض الصحيفة ، وزهير بن الحارث يقول لعمرو بن هشام ابغنا ثانيا .. ابغنا ثالثا .. ابغنا رابعا ..

وأما خطورة مشروع الرفض الشيعي الطائفي القومي الشعوبي ، وكونه فوق أنه مشروع هيمنة ونفوذ ، مشروع تبديل دين ، ونسخ عقيدة ، وتغيير ديمغرافي ، وإحلال مذهبي ، وأنه صنو المشروع الصهيوني المقيت ، حذو النعل بالنعل ، أو القذة بالقذة ، كما تقول العرب ؛ إلا أنه يتفوق على المشروع الصهيوني ، في كونه يعمل على مساحة أكبر ، ويستهدف مسلمين أكثر ، ويجد من جسور العبور إلى عقول البسطاء وقلوبهم ، ما لا يجده الأول . ولذا فقد راهن عليه الذين تحالفوا معه ، منذ استبدلوا الشاه المنبوذ المرذول " رضا بهلوي " بالشاه المحبوب " الخميني - خمنئي" ومنذ 1981 ، هاجر عالم سوري إلى كوريا يدعو إلى الإسلام البوذيين ، وعاد إلينا بعد سنين ، يقول وأشد الناس علينا في الصد عن دين الإسلام الملحق الثقافي الإيراني...أولئك هم منذ أن قتلوا الخليفة الراشد عثمان .

ويظل أولو الأحلام والنهى من بني قومنا يرددون : إن المشروع لا يقاوم إلا بمشروع . ولكن قد طال بنا انتظار المشروع ، وما زلنا في انتظار غودو الموعود!! ..ألا يا قومنا ، قولوا متى ؟!

أربعون عاما ، وقسمات المشروع المربد الكريه تتضح بين ظهرانينا عاما بعد عام بل يوما بعد يوم ، وبالأمس أعلنوا التأييد لحفتر ...!!

أربعون عاما ودولنا كما نخبنا : بعضٌ يداري ، وبعضٌ يماري ، وبعض يردد كلاما كمخض الماء بلا إتاء . ودع عنك أحاديث رواغها كرواغ المصابيح في عتمة وريح ....

نتوجه بهذه الإهابة العاجلة إلى القيادات المعتبرة في الأقطار العربية ، الأكثر تضررا ، من مشروع الرفض الطائفي الشعوبي ، في كلٍ من العراق وسورية ولبنان واليمن ، ليكون لهم " وحدة مركزية عليا " تتبنى بمنهج موضوعي مقاومة مشروع الهيمنة والنفوذ الإيراني الصفوي الطائفي الشعوبي في أبعاده كافة ، بما فيها بعديه الادعائيين في تولي آل بيت النبوة ، وفي الدفاع عن القدس والأقصى وفلسطين .

إنه حين يصرح حسن نصر الله بأعلى صوته أنه جندي في مدرسة الولي الفقيه ، وحين يلقي أكثر أدوات المشروع الصفوي في العراق خطام أعناقهم في يد علي خمنئي ، وحين يكون المذكور قادرا على تجنيد الجنود ، وعقد الألوية ، من باكستان وأفغانستان ومن كثير من مواطني دول مستهدفة بالمشروع ؛ ثم لا نجد عند الفريق المستهدف بالعدوان غير الفوضى ، والضجيج ، والشكوى والنواح ، ..وأحاديث أفراد مهما أجادت تبددت في فضاء التحالفات المريبة ، والقوى المنظمة ، والقصف اليومي على العقول والقلوب !!!

وإذا تخلى عن الواجب الكفائي الأول والأولى ، انتقل الوجوب الشرعي إلى من يليه ، فإذا تخلى، فإلى من يليه ، فإذا تخلوا أثم كل المسلمين..

ويحسبون التفريط والتضييع وتخلية الثغرات واللاأبالية هينا وهو عند الله عظيم .

إن محددات مشروع " الانتصار " " ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل " الانتصار في مقاومة مشروع البغي والعدوان، يجب أن تكون علمية عملية اختصاصية بحدود القدرة لتنتج ، وفي أفق الطموح لتتطور .

محددات يتعاون على تبنيها من يعمل عليها. ومشروعها يبقى في دائرة العدل والحكمة والكلمة الحرة والرأي السديد .

إهابة تتوجه عمليا لرجال السياسة ، وأهل العلم ، ورواد الفكر ، للذب عن الدين والعقيدة والإنسان والحياة والعقل والحاضر والمستقبل ..

ليس عبثا يوم علمونا : مني زهرة ، ومنك زهرة نصنع البستان .من العراق وسورية ولبنان واليمن ، ثلاثة وثلاثة وثلاثة وثلاثة ، نرجو أن لا تنقصهم الكياسة في رد حجر العدوان من حيث جاء .

ولنترك النواح واللطم لأهل اللطم والنواح ..

( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ )

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية