سؤال محير بالفعل
30تموز2020
فواز تلو
- لماذا يصاب ويموت أهل دمشق وغوطتها بهذا الشكل الهائل نتيجة فيروس كورونا .. سؤال محير بالفعل،
- فدمشق خاصة وغوطتها يسكنها كثيرون من أهالي باقي المحافظات خاصة من العلويين حيث يسكن ثلث عدد هؤلاء في دمشق وريفها الملاصق وقد جاؤوا كأدوات وشركاء للنظام الأسدي يوم احتل سوريا واستولى على السلطة، ومن المفروض أن يصيب الفيروس الجميع بغض النظر عن طائفتهم؟
- فيروس كورونا بالفعل يصيب الجميع منذ دخل سوريا على يد الميليشيات الطائفية الشيعية العميلة لإيران والآتية من كل مزابل الأرض،
- ففيروس كورونا عادل لا تعنيه السياسة الطائفية للنظام العلوي وطائفته الشريكة والمنخرطة معه في جرائمه (ولا يغير واقع التوصيف بضع مئات من المعارضين منهم نحترمهم) ومعهم جزء من الاقليات وقلة من الأكثرية المتحالفة معه في إطار حربهم الإرهابية على أهل سوريا الحقيقيين وروحها الجميلة أي العرب السنة.
- إذا ما السر؟؟؟ والإجابة تكمن أولاً في إدراك عدة نقاط :
- قبل اندلاع الثورة السورية بعقود أنشئ في دمشق مستشفيان كبيران جهزا بأفضل ما يلزم هما مشفى تشرين العسكري (وقد ساهمت دول الخليج بتمويل إنشائه بشكل كبير)، وبات مشفى العلويين بشكل رئيسي كونهم لا يمارسون من مهن إلا وظائف الأمن والمخابرات ويستفيد منه إلى جانبهم قلة قليلة جداً من باقي الطوائف الملتحقين بهذه المهن.
- أما المستشفى الآخر فهو المستشفى الجامعي الذي مولته ونفذته وسلمته ألمانيا الغربية (تسليم بالمفتاح) عام 1987 كمنحة منها عبر هيئة GIZ الحكومية الألمانية التي تشرف على منح حكومتها للخارج، وكان أن بات من يومها مشفى العلويين المدنيين الذين لا تسمح الأنظمة بدخولهم إلى مشفى عسكري ليستفيدوا من القسم العام ويترك القسم الخاص المأجور لآخرين غير علويين أو يدخله العلويون المتنفذون دون دفع رسوم تذكر.
- قبل هذين المشفيين كان هناك مشفى 601 العسكري الذي يدخله ايضا العلويون وباقي العسكريين من باقي الطوائف مع انخفاض مستوى الخدمات فيه، وهو المشفى/المسلخ الذي كان يرسل له المعتقلون ويتم تصفية جزء منهم هناك.
- أيضاً كان هناك المشفى الوطني أو كما يدعى "المجتهد" نسبة للحي المقام به، وهو مشفى حكومي مجاني قائم منذ العهد الوطني قبل انقلاب البعث العلوي (عمران/جديد/أسد) عام 1963، ليتراجع فيه مستوى الخدمات منذ ذلك اليوم ويبقى ملجأً للفقراء والموظفين من غير العلويين (خاصة السنة من أهل دمشق وريفها).
- أما مشفى المواساة فقد أنشأه رجال الأعمال الدمشقيون في العهد الوطني بأرفع المواصفات وخصصوا فيه قسماً خاصاً مأجوراً كانوا يرتادونه هم وكل منعم مالياً من دمشق وسوريا، بينما خصص قسم آخر كبير ومجاني للفقراء يتم تمويله من القسم المأجور، وهو المشفى الذي تم تأميمه ليتراجع فيه مستوى الخدمات، وليبقي رواده من سكان الطبقة الوسطى المفقرة وفقراء أهل وسكان دمشق وريفها.
- باقي المشافي الحكومية كالتوليد والأطفال كانت تحمل قصصاً مشابهة من حيث التأسيس والنزلاء مع أفضلية للعلويين إن احتاجوها ولم يدخلوا مشفيي تشرين والجامعي الكبيرين المجهزين.
- يضاف إلى كل ما سبق من مشافي عامة حكومية، يضاف عدد من المشافي الخاصة في دمشق والتي لا يدخلها إلا المليئين مالياً وهم قلة بين أهل دمشق وريفها خاصة بعد الكوارث الاقتصادية والتهجير والابتزاز التي مروا بها خلال السنوات الماضية.
- وأخيرا، ومع كل ما سبق تبقى المرافق الصحية المطلوبة لمعالجة المصابين بكورونا من أجهزة تنفس نظامية وأسرة وعناية خاصة أو مركزة، تبقى مرافق وموارد محدودة جداً في سوريا نسبة لعدد السكان ومقارنة بأي دولة مجاورة أخرى حيث تأتي سوريا الأسد الاب والابن في ذيل قائمة دول العالم خاصة بعد الخراب الذي أصابها على يد النظام وبسبب أفعاله خلال سنوات الثورة التسعة الماضية.
- وبالعودة إلى النقطة الرئيسية في سر نسبة الوفيات العالية نسبياً نتيجة فيروس كورونا بين سكان دمشق وريفها مقارنة مع العلويين ..
- السبب لا يكمن في فيروس كورونا "العادل"، فالجميع يصابون بغض النظر عن طائفتهم أو مركزهم، والجميع غاب عنهم الوعي نتيجة المعاناة الاقتصادية وانعدام أي خطط وقاية جدية من قبل النظام الأسدي الطائفي.
- إنما يكمن السر والقطبة المخفية في أن كل المرافق الصحية المحدودة في المستشفيات التي ذكرت باتت الأولوية فيها للعلويين والميليشيات الإيرانية بعد أن بات مشفيا تشرين والجامعي لا يكفيان لهم، أما أهل دمشق وريفها فليس لهم إلا العودة إلى منازلهم مهما ساءت حالهم وأصروا على دخول أي مشفى حكومي نتيجة سوء حالهم بحجة ما أو بطريقة ما فالإهمال الكامل هو ما ينتظرهم هناك ليتركوا للموت اختناقاً خلف الأبواب المغلقة دون أي تجهيزات تنفسية أو دواء وأحياناً مرميين على الأرض في الممرات دون سرير، بعيداً عن محبيهم وعن أعين أي رقيب، ليتلقى الأهل اتصالاً هاتفياً يخبرهم بموت المريض (بل ودفنه أيضاً في حالات عديدة) في مقابر "نجها"
- نسمع يومياً عن أشخاص من دمشق وريفها يملكون المال جرى إدخالهم إلى المشفى الوطني/المجتهد سيء الذكر وليس إلى مشفى آخر، وكلهم تقريباً يموتون هناك ولا يخرج أحد معافى، وآخرين يموتون في بيوتهم بعد رفض استقبالهم في المشافي، والسبب ما ذكرت :
- المشافي السيئة مخصصة لهم إن بقي لهم مكان بعد تخديم كل العلويين الذين فتحت لهم كل المشافي،
- أما المرافق في المشافي السيئة التي قد يدخلها الآخرون فأولوية الاستفادة منها للعلويين، وبذلك تخصص أجهزة التنفس والإنعاش والدواء والعناية المحدودة للعلويين فقط، بينما يُترك الدمشقيون والغواطنة (نسبة لغوطة دمشق) ليموتوا ببطءٍ ومعاناة خلف الأبواب المغلقة التي بتنا نعرف بعضاً من قصصها وما فعله الأطباء العلويون القليلون فيها ومعهم الممرضات العلويات الكثرة والإدارات العلوية المسيطرة في هذه المستشفيات، ما فعلوه بالمتظاهرين المعتقلين الجرحى من قتل وتعذيب فقط لأنهم مسلمون عرب سنة تظاهروا من أجل الحرية والديموقراطية بوجه نظام علوي طائفي إرهابي نازي خائن، لتستمر الحرب الطائفية والمجزرة بحق العرب السنة أينما استطاع النظام الاسدي العلوي الطائفي وأتباعه وبكل وسيلة متاحة لهم وهذه المرة عبر منع المرضى الدمشقيين والغواطنة من الاستفادة من مشافي ومرافق هم أصلاً وفقط من يمول عملها.