المجاهد رائد صلاح في ركاب الربيع العربي، سورية نموذجاً

د. عبد الله الطنطاوي

بسم الله والحمد لله والشكر لله ناصر المؤمنين المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيله، والصلاة والسلام على أستاذ الحياة وقائد الغر الميامين عبر الزمان، والنصر المبين لجنوده الأبرار بعون المنتقم الجبار رب العالمين.

حديثي اليوم عن شيخ جليل مجاهد عظيم من عظماء العروبة والإسلام في هذا العصر، وموقفه المشرف من الربيع العربي الذي وقف في وجهه أشرار العرب والعجم، والصهاينة والصليبيون المتصهينون..

الربيع العربي وما أدراك ما الربيع العربي الذي فرحت به الشعوب العربية وغير العربية، واستاء منه الطواغيت، وحاربوه وما زالوا يحاربونه حرباً لا هوادة فيها..

فرح به الأحرار والأبرار والمستضعفون، ومن فرح به وأيده واستبشر به شيخ الأقصى، المجاهد رائد صلاح، وقد برزت فرحته في مواطن عدة.. في مجالسه الخاصة، وفي محاضراته وخطبه، وفي تصريحاته ومقابلاته.. ولو أردت أن أحصيها لشقّ عليّ ذلك..

 

ففي خطابه، وهو في الداخل يعاني من المحتل الصهيوني ألوان التضييق والاضطهاد والاعتقال.. قال في جمهرة من الفلسطينيين الذين جاؤوا من عدد من البلدات، من الجليل والنقب والمثلث ومن عكا وحيفا ويافا واللد والرملة ومن الجولان المحتل، قال:

باسمكم جميعاً نقدم تحية إكبار وتقدير وإجلال إلى كل شهيد في سورية، إلى صبر كل سجين، إلى دمعة كل أرملة، إلى صرخة كل يتيم سوري، إلى جهد كل ثائر في شوارع سورية، نؤكد لكم جميعاً أننا معكم في طريق الحرية والكرامة والاستقلال، لأننا على يقين أن حرية سورية تعني حرية فلسطين، وأن حرية دمشق تعني حرية القدس الشريف، وأن حرية الجامع الأموي تعني حرية المسجد الأقصى، وأن حرية كنائس سورية تعني حرية كنيسة القيامة، ونحن على يقين.. يا شعب سورية.. أن زحوفكم التي خرجت من دمشق وحمص وحماة ودرعا واللاذقية وحلب.. ستبقى تزحف وتصرخ حتى تصل إلى القدس الشريف إن شاء الله..

وتابع يقول:

صبراً يا أهلنا في سورية.. إن السلاح الذي يقتلكم الآن هو السلاح الذي قتل الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات لبنان، وآن الأوان أن ينكسر هذا السلاح، لأنه ليس سلاحاً لتحرير الجولان، ولا لتحرير فلسطين، بل هو سلاح لقتل الإرادة في نفس الإنسان العربي، وفي نفس الإنسان المسلم، وفي نفس الفلسطيني الذي يسعى لصناعة فجر كريم للأمة المسلمة، وللعالم العربي، وللشعب الفلسطيني..

فليُكْسَر هذا السلاح الذي حاول ويحاول أن يذل أهلنا في سورية، وتونس، وليبيا، ومصر، واليمن، هذا السلاح الذي في أيدي من قاموا بدور الاستعمار البائد، وآن الأوان أن يتردد صوت الحرية، وصوت الكرامة، والحرية على امتداد الأمة الإسلامية والعالم العربي، ولنكن كما قال شاعرنا الشابي:

وهو منكسر إن شاء الله في يوم قريب في سورية، سورية الحرية والكرامة والاستقلال..

ثم يعلق على نفاق الغرب بقوله:

لقد سقط الضمير العالمي في امتحان سورية، لقد سقط الضمير المسلم في امتحان سورية، لقد سقط الضمير العربي في امتحان سورية، لقد سقط هذا الضمير في امتحان مجازر (الحولة)، ومجازر حمص وحماة..

وقال في هذا الخطاب التاريخي الصريح، الذي يدل على وعي محلي وإقليمي وعربي وعالمي.. كما يدل على ما يتمتع به الشيخ الجليل من حس عربي إسلامي إنساني أصيل عميق، قال:

أناشد كل عربي وكل مسلم فأقول لهم:

أرامل سورية تناديكم

أيتام سورية ينادونكم

سجناء سورية ينادونكم،

جرحى سورية ينادونكم،

لاجئوا سورية ينادونكم..

ثم انظروا إلى هذا الاقتراح الذي لا يقترحه إلا رجل رباني ومجاهد استشهادي مسكون العقل والقلب وسائر الجوراح بالروح الجهادية والاستشهادية.. يقول:

أقترح عليكم القيام بزحف لثورة مليونية من أبناء العروبة والإسلام، من شبّانها وفتيانها، زحف ثورة مليونية تسير على حدود سوريةـ وتسعى إلى اختراق سورية أمام هذا الخبث، وأمام هذ الصمت المبيت من قوى الاستعمار العالمي على ما يجري في سورية..

هذا الشيخ المجاهد:

- تبرع بالجائزة الكبيرة (جائزة الملك فيصل رحمه الله تعالى) إلى أطفال سورية المناضلة وأراملها وإلى القدس، مناصفة..

- تبرع من سجنه في (شيكماه) بمدينة عسقلان المحتلة بقيمة الجائزة المقدمة له من مؤسسة محمد عاكف التركية إلى اللاجئين السوريين في لبنان، حيث يعانون من سوء الأحوال المعيشية، لشراء خيام خاصة لهم..

وكانت هذه المؤسسة التركية كافأته على جهوده الكبيرة ومواقفه من القضية الفلسطينية عامة، والقدس خاصة..

- أيّد الشيخ رائد الثورة السورية منذ اندلاعها في درعا عام 2011، ورفع علم الثورة السورية واللافتات المنبثقة عنها، وخاصة في مدينتي حلب وداريا بدمشق..

- وقف ضد التدخل الإيراني المجرم في سورية، وضد تدخل الميليشيات الشيعية التي استقدمها النظام الإيراني من إيران، والعراق، ولبنان، وأفغانستان، وغيرها.. وهي ميليشيات طائفية مجرمة، كما ندّد الشيخ باستغلال إيران اسم القدس في تنظيمه الطائفي المجرم (فيلق القدس) وذلك في العديد من خطاباته الجريئة الصريحة، وتغريداته الرائعة في الفيس بوك، حيث أعلن براءة القدس مما يسمى (فيلق القدس) وهو تنظيم عسكري إيراني طائفي إرهابي ذبح أهلنا في سورية عامة، وحلب خاصة.. ونقل تلفزيون القدس عن بعض الحاضرين في المسجد الأقصى أن الشيخ رائد صلاح ردّ على حسن نصر الله بقوله: لن يحرر القدس من يشتم فاتحها عمر..

وقد أكدت صفحة الشيخ هذا الكلام على الفيس ليكون أول رد من المسجد على كلام حسن نصر الله..

- أصدر المجاهد الشاعر رائد صلاح أول ديوان عربي حول الربيع العربي وبعنوان: (الربيع العربي)..

الله أكبر... ما أروعك أيها العالم العامل بما علم، فلم يكن من علماء اللسان فحسب، وما ينبغي لمجاهد مثله إلا أن يكون كالشيخ المجاهد القسام الرائع وتلميذه المجاهد العظيم أحمد ياسين، ورفاق دربه المزروع بالقنابل والمتفجرات والصواريخ الأرضية والجوية، من أمثال الرنتيسي ومشعل، ثم يطلب من النظام الأسدي القاتل الخائن وريث بائع الجولان، خائن الأوطان، يطلب منه الرحيل عن سورية العروبة والإسلام، فقد خانهما.. خان الشعب السوري الحر.. خان وحدة الشعب، وفرّط بالأرض، وفعل ما لم يفعله حاكم بشعبه، إلا إذا كان مثل الأب والابن هذين..

ويبدي شكوكه بأمريكا، وروسيا، والصين، فكلهم كاذبون لا خير فيهم، ويذكر الجماهير المحتشدة بالمعادلة التي طالما تحدث عنها والتي تقول:

يوم التقت جهود دمشق مع جهود القاهرة تحررت القدس من الاحتلال الصليبي..

ويوم التقت جهود دمشق مع جهود القاهرة تحررت القدس من الاحتلال التتري..

ويوم تلتقي جهود دمشق مع جهود القاهرة تحرر القدس من الاحتلال الإسرائيلي إن شاء الله..

لذلك نقول هنا في (طمرة) –مكان الخطاب-: نعتبر مسيرتنا جزءاً مكملاً لمسيرة درعا وكل أنحاء سورية.. ولن نتوقف حتى تعلن كل الدنيا بفضائياتها ووسائل إعلامها انتصار الثورة السورية على ممارسات الاحتلال البعثي السوري في سورية..