ليذهب مؤتمر جنيف والداعون إليه والمستجيبون له إلى قرارة الجحيم
إذا كان هذا التوحش في القصف على المدن تمهيدا لجنيف
فليذهب مؤتمر جنيف والداعون إليه والمستجيبون له
إلى قرارة الجحيم
زهير سالم*
كلما اقترب موعد جنيف المشئوم ، الذي يعلم الجميع أن لن يحمل للسوريين أي بارقة انفراج ؛ ازدادات الهجمات الأسدية توحشا وضراوة على المدن والبلدات والأحياء السورية . في وقت يدير فيه المجتمع الدولي المتآمر والمتواطئ ظهره للمشهد ليستكمل المجرم جريمته ، وليبلغ مخططو الإدارة الأمريكية هدفهم المرسوم بالحفاظ على بشار الأسد خيارهم الأفضل والرعيب ..
لم تمنع الكارثة الجوية التي نزلت بالشعب السوري ، والتي جعلت كل المنظمات الإنسانية في العالم تحار كيف تقف إلى جانب المستضعفين والمعذبين من السوريين ، وكيف تساندهم في الداخل والخارج ولاسيما بعد أن بلغت إحصاءات هذه الكارثة أكثر من عشرين إنسانا ماتوا من البرد ، ومعظمهم من الأطفال ؛ لم تمنع هذه الكارثة مجرم الحرب القاتل المبير بشار الأسد من استثمار ظروف الكارثة الجوية بالمزيد من القتل والمزيد من القصف والمزيد من البراميل المتفجرة ..
وما انفك أفراد عصابة حرب الإبادة الأسدية يؤكدون بمناسبة وبغيرها أنهم لن يذهبوا إلى جنيف إلا لتثبيت سلطتهم ، وتأكيد كلمتهم ، والحصول على ترخيص دولي في قتل المزيد من مخالفيهم ومعارضيهم . وفي الوقت الذي ينغمس فيه الروس والإيرانيون وأتباعهم كل يوم بطريقة أعمق وأعنف في دعم حرب الإبادة على الشعب السوري ؛ فإننا ما زلنا نتابع موقفا دوليا وإفليميا ليس متشككا ومترددا فقط بل ومتواطئا على شعب سورية : وجوده وحقوقه وثورته ..
إننا وإزاء الهجمات الجوية المتوحشة ، التي ما زالت تشن منذ أيام على المدن والبلدات السورية في درعا وريف دمشق والقلمون وحمص وحلب وريفها والتي تجاوزت في وحشيتها اليوم في أحياء الصاخور والحيدرية كل حد حتى قارب عدد ضحاياها المئة شهيد ..
نحمل المجتمع الدولي قاطبة والأمين العام للأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية للأمم المتحدة مسئولية جرائم الحرب هذه ، ونعتبر هذه الأطراف شركاء في كل ما يقع على شعبنا من عدوان الطاغية بشار الأسد وشركائه من الروس والإيرانيين واللبنانيين ..
ونؤكد أن صمت الهيئات الدولية على هذه الخروق المستمرة والبالغة للقانون الدولي سيفرغ هذا القانون من كل معانيه . وسيجعل من الصعب على شركاء الجريمة هؤلاء أن بتحدثوا بعد اليوم عن هذا القانون ، أو أن يتذرعوا به عندما يحتاجون إليه ..
نعلن للعالم أجمع أنه إذا كان هذا التوحش في الهجمات الأسدية على المدن والبلدات السورية إنما هو تمهيد لمؤتمرهم المزعوم في جنيف فليذهب جنيف والداعون إليه والمشاركون فيه والمستجيبون إليه إلى قرارة الجحيم ...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية