قمة طهران الثلاثية القضية السورية الحاضر الغائب

زهير سالم*

وكما يستغل الناس المناسبات، فيحلوا على هوامش لقاءات الأتراح والأفراح كثيرا من قضاياهم، متناسين الميت أو العروس؛ كذلك تناسى المتداعون إلى قمة طهران القضية السورية، تناسوا الأمل والألم...

لا شيء يخص القضية السورية في بعدها الإنساني " الضحايا والمعتقلين والمهجرين والمجوعين والآطفال المحرومين من الغذاء والدواء والتعليم..

لا شيء يخص سورية...

لا شيء يخص القضية السورية في بعدها السياسي " حق الشعب السوري في تقرير مصيره، وسيادته على أرضه، وعلى قراره، وحقه في الحياة الحرة الكريمة من غير تمييز طائفي أو عنصري أو إيديولوجي، وكأن الشعب السوري ليس جزءً من سكان هذا العالم، يحق له في موطنه ما يحق لكل أبناء الأوطان ...

كل البيانات تؤكد على سيادة الجمهورية العربية السورية متمثلة في نظام المجرم القاتل المبير وعصابته..لا أحد يتحدث عن سيادة الشعب السوري على أرضه وقراره وثقافته وحاضره ومستقبله..

 

لا شيء ..لا شيء...

لا شيء يخص هوية الشعب السوري، لا شيء يخص ثقافته، لا شيء يخص كرامته، لا شيء يخص كفايته، لا شيء يخص حاضره، لا شيء يخص مستقبله..

والجرح السوري على عمقه واتساع رقعته، قد قرر الجميع، الذين مُلكّوه ، أي ملكهم إياه - بشار الأسد وشركاه الأخيرون- أن يتركوه يلتئم على مُدة وقيح، وأن يهدروا على مذبح مصالحهم، وحقائبهم التي حملوها معهم إلى لقاءات أستانا المتراكمة، ظلّ نسيا منسيا...

لاشيء نأمله من لقاءات أستانا، والكثير مما نخافه، ونقلق من أجله. ولا نملك مدخلا أو وليجة لندفع عن قضيتنا وعن ثورتنا ...فالذين استلبوا قرار هذه الثورة أسلموها..

أيها السوريون الأحرار الأبرار ...

لقد فجرتم بأدواتكم المحدودة أعظم ثورة شهدها تاريخ الإنسانية القديم والحديث ...

نقول ثورة المليون شهيد ونعما بها من ثورة قدمت مليون شهيد على مذبح الحرية والكرامة الإنسانية ..

ونقول ثورة ثلاثة عشر مليون ثائر ومهاجر ونازح... شعبٌ سداته ولحمته من الكرام البررة الذين أبوأ .. وما زالوا يأبون .. وسيظلون يأبون ..!!

أيها السوريون الأحرار الأبرار ...

لا أحد على ظهر هذه المعمورة ثار مثل ثورتكم، ولا أحد على ظهرها ضحى مثل تضحيتكم، ولا أحد على ظهرها صبر مثل صبركم ، ولا على أحد على ظهر هذه المسكونة خُذل كما خُذلتم، وطُعن في ظهره كما طعنتم، وآخر الخناجر خنجر هؤلاء الذين إذا ذكرناهم استعذنا من الشيطان الرجيم. ومن الخيانة والمهانة

لا تيأسوا .. لا تجلدوا أنفسكم .. لا تستقلوا تضحياتكم.. وعززوا علاقاتكم، وثقوا بأنفسكم، واعلموا أن ربكم ناصركم، ومفرج كروبكم أفرادا وجماعات...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية