مأساة كربلاء .. في ميزان الشورى الإسلامية !!

زهير سالم*

لسنا نواصب كما يقول عنا الروافض..

ونحب الآل والصحب. وينضبط حبنا بموازين الشريعة التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم.

خرج سيدنا الحسين رضي الله عنه إلى مصرعه. حيث تفطرت قلوب المسلمين لمصرعه وما تزال.

كثير منا عندما يتحدث عن سيدنا الحسين، يتصوره الطفل السبط الصغير الذي يحمله رسول الله فيقبله، ويداعبه..

مفيد أن نتذكر أن سيدنا الحسين غداة استشهاده رضي الله عنه، كان رجلا قد ناهز الستين.

شيخ كبير عاقل مجرب، إن لم يكن قد ورث الحكمة من جد وأب وشقيق، فلا بد أن يكون قد اكتسبها من تجارب الأيام..

ولكن قدر الله كان غالبا..

 

خرج سيدنا الحسين رضي الله عنه، من مكة، بعد مراسلات كثيرة من قوم شهد عليهم أبوه وأخوه بالخيانة والكذب والنكث والغدر، فردّ كل ما ورد في ثراث أبيه وأخيه بشأنهم، وصدقهم، ونغصُّ بريقنا ونقول، حبا وإيثارا، رضي الله عنك يا سبط رسول الله.

وخرج سيدنا الحسين من مكة، مجيبا دعوة الكذابين الأفاكين، وحوله خيرة الخيرة من أهل بيته وفي مقدمتهم ابن عم أبيه سيدنا عبد الله بن عباس، وخيرة الخيرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ في كتب التاريخ أن رجلا واحدا من هؤلاء ، قال له في خروجه هذا نعم، فليدلنا عليه!!

الكل بلا استثناء، قال له على سبيل الحب والنصح: لا ، لا تفجعنا بنفسك يا ابن بنت رسول الله، وظل سيدنا ابن عباس الذي هو في مقام القرابة مقام والده، يتردد عليه قبل خروجه ذاك، يوما بعد يوم ليثنيه عن رأيه ولكنه أبى إلا أن يسير إلى مقادير الله..

ولو كان الحديث عن غير سيدنا الحسين، لكان في للحق في وصف الحالة، أي كلام!!!

ومن كان يؤمن بمشروعية الشورى، بأحقية الشورى، وأهمية الشورى، وبركة الشورى؛ عليه أن يتذكر شؤم النقيض في هذا المقام.

قلّ المؤرخون المسلمون الذين درسوا الواقعة، واقعة كربلاء، في أبعادها الشرعية، وأبعادها السياسية العملية. والذي فعلوا صفعونا بإصدار بعض الأحكام.

ويبقى الحب والعاطفة والانفعال سيدَ الموقف، في كثير من الأمور التي قضى بها القضاء

ورضي الله عن سيدنا الحسين وأرضاه..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية