في تعريف الظاهرة والتعامل معها

زهير سالم*

حين يتكرر الحدث - الطبيعي- الاجتماعي- السياسي- الاقتصادي- مرات متتالية في ظروف متشابهة، ينتقل من كونه حدثا فرديا عابرا إلى أن يصبح ظاهرة تستحق المتابعة والدرس والاستقصاء..

في دراسة الظاهرة، يوصفون أبعادها، يتوقفون عند العوامل المنشئة لها، يصنفونها في خانات ما ينفع فيستجلب، وما يكره فيدفع، فظاهرة ننميها وأخرى نجتث أسبابها ودواعيها..

أزعم أن استهداف السوريين بالقتل الغيلة، في ساحات مهاجرهم قد أصبح ظاهرة، ولا يكاد يمر يوم إلا وتطالعنا الأخبار بخبر مقتل سورية أو سوري، ولكي يميّع الخبر أو يضيع، يؤطر الخبر بوقائع تفصيلية صغيرة، تجعل للواقعة أسبابا واهية لا تستحق أحيانا ان تكون سببا لذب ذبابة عن وجه..

 

في مواجهة الظواهر أول ما يبحث عن الأسباب المؤسسة لها، والعوامل المساعدة عليها، ثم يقترح الدارسون العوامل والخطوات الكفيلة بمصادرتها او مواجهتها أو التقليل من تداعياتها ومخاطرها..

أعود فأقول نحن أمام حوادث قتل السوريين أفرادا في بعض الدول أصبحنا أمام "ظاهرة" إن شئتم جنائية وإن شئتم عرقية، وإن شئتم سياسية..

ولقد أدمى أفئدتنا أول أمس اغتيال الشاب السوري فارس محمد العلي ابن الشهيد في مدينة انطاكية..

فارس محمد العلي لم يكن الأول ولن يكون الأخير

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا).

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية