متى سيشدون عقدة الجوازات حول أعناقنا

زهير سالم*

أما ماذا وراء لعبة بشار الأسد، بإعلانه عبر أكثر من سفارة، أنه لم يعد قادرا على تقديم جوازات سفر للسوريين، فهذا أمر قصته تطول، وتكثر حوله التكهنات والتحليلات، وضرب الأخماس في الأسداس..ولسنا في وارد أن نخوض فيه مع الخائضين..

إلا أن نقول إنه أمر مريب. ومكر له ما بعده فيما عودنا هذا الطاغية الأثيم.

والأمر المهم أو الذي يهمنا أكثر، هو أنه في لحظة قادمة، وفي بلد بعد بلد، سيجد المهاجرون السوريون أنفسهم أمام فكي كماشة: نظام يمتنع عن تجديد الجوازات، وتسجيل الولادات، وبلد مضيف يطالبهم- وبراءة الأطفال في عينيه- بوثائق صالحة، ليجدد لهم إقاماتهم، أو يسمح لهم الاستمرار في جامعاتهم، وهو أمر يستحق ممن تولى قارّ هذه الثورة أن يبادر لتولي حارها. وأن يكون في هؤلاء الناس المسودين من يبادر لقطع الطريق على مكر الجوق الذي تحت والجوق لذي فوق، في وقت مبكر.

تحتاج المعارضة السورية إلى رجال يجلسون إلى مسؤولين أمميين معتبرين، لوضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته..

 

لماذا لا تتولى الأمم المتحدة مبادرة تسعى من خلالها إلى تقديم جواز سفر أممي لكل الذين تبتزهم حكومات بلادهم لكي تعطيهم وثيقة تثبت وجودهم. الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ذات الصلة المشغوفة بحقوق الطالعين والنازلين وكما نقول في بلدنا وبحقوق "دقاقي الطبلة وشراقي ....." لماذا لا تهتم بالحقوق الوجودية لملايين البشر، التي تحاول حكومات مستبدة ظالمة أن تلغي وجودهم، وهم أحياء يرزقون...

يقولون إن مضغ اللبان العربي "المر" نافع ومفيد، ولكنهم يقولون أيضا: كل شيء في وقته حلو..

وهذا أمر قد حان حينه فماذا سيصنع هؤلاء المطوقون..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية