عن لقاء بوتين والقادة العسكريين وأشياء أخرى

زهير سالم*

بمتابعتي الدائمة للأخبار أجد أشياء كثيرة يجب أن تُشرح وأن توضح وأن تقال...

أعتقد دائما أن في الصف أناسا أمثالي يحتاجون إلى شرح، ويهتمون بالتفاصيل، ويستفيدون منها..

ثم التفت إلى صمت الصامتين، ولا مبالاة اللامبالين، فأفهمه أن لا شيء عندهم مهم. المهم عندهم قد حصل. وتعطلت لغة القول والفعل وساد صوت الصمت وعلا كل الأصوات..

أدركنا أساتذة يتشاغلون عنا على منبر الدرس بأمورهم الخاصة، وأدركنا أساتذة ينامون على المنبر أثناء الدرس. كانت عندنا حصة تسمى "أعمال حرة" كذا نحن في فضاء هذه الثورة..

منذ خمسة أيام أعاود قراءة مفردات خطاب بوتين في قادته العسكريين، فما زال مستغلقا عليّ قوله "حاولنا دائما أن نكون جزءً من العالم المتحضر إلا أن أحدا لم يكن ينتظرنا هناك"

هل كان الرد على هذا الرفض بالمزيد من الهمجية والتوحش؟؟!!

 

بوتين يتحدث عن خبرات عسكرية مكتسبة من سورية وأوكرانيا، وأنها ستوظف في كراريس تربية الجنود، أنا لا أعلم ماذا يجري في أوكرانيا، ولكن أي دروس يمكن أن تدرس للجنود من تجارب قتل الأطفال، وتدمير العمران، واستهداف المدارس والمساجد والمستشفيات في سورية ؟؟ . يقول بوتين المزيد من التوحش كرد على المتحضر الرافض ..

بوتين يبشر بصواريخ "سارمات" و "تسيركون" كما يبشر بالاهتمام بالغذاء واللباس، ويصف الأوكرانيين بالأشقاء ، وهو وصف لم يجد بمثله على السوريين أبدا ، هل ثمة تناقض في هذا..

ويتحدث بوتين في كلماته التاريخية عن نازية جديدة تزرع حول روسية، ربما عرفنا بدون شرح من يزرعها، ولكن ما يزال مستغلقا على رجل مثلي مم تكون مادتها...

بوتين الذي يرى في سقوط جدار برلين حين سقط فاجعة تاريخية، ينسى أن سقوط هذا الجدار كان ضرورة حضارية لتجاوز عقدة إنسانية، ماتزال مستحكمة في نفوس مستخدمي المخابرات.

وحين يحضر البطرك كيريل اجتماعات بوتين مع كبار القادة العسكريين، في حرب الأرثوذكس على الأرثوذكس، يستغرب بوتين المذعور، لماذا قد تشعر المستعمرات الروسية من الجمهوريات الإسلامية أنها في هذه الحرب مثل الداخل بين البصلة وقشرتها..

ووددت لو أنّ ...

ولكنكم دائما تردون عليّ : لا حياة لمن تنادي..

و "سيظل منادي ينادي" وهذا الاقتباس من رواية "الغيمة الباكية" لأخينا الشاعر المجيد "عبد الله عيسى السلامة : مع الاحترام ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية