أعِرنَ الرجولةَ بعضَ صُمودكنّ

رابعة الإبراهيم

رابعة الإبراهيم

خرجنَ يهتفنَ بقوة الحق: "  بيني وبين الجنة رصاصة ! "

تدفعهنّ عزيمتهنّ الجبارة للمشاركة في استرداد حريتهنّ المسلوبة ..

فحُكمنَ إحدى عشرة سنة سجناً .. 

ترفعُ يدها.. تتأمّلُ القيد !

تبتسمُ .. لأنّ أختها تشاركها فيه!

هي ليستْ حجراً أو صخراً ..

إنما بدأت طريقها .. مدركة ما ستؤول إليه.. وراضية به ..

الأملُ يسكن قلبها الذي يشعّ طهراً

هي لا تبالي بحكمٍ ، ولا بقاضٍ ، ولا بقفصِ اتهام ..

هي ترمق المعالي ..

ولا شيء غير المعالي يروي فكرها التوّاق للحريّة ..

 

تتأمّل قيدها .. وتتباهى به ..

هو في نظرها أغلى من إسوارة ذهبٍ مرصّعة بالألماس!

هي أنثى .. تحبّ زينتها ..

غير أنّ سموّ هدفها يُريها "الحديد" حُليّاً برّاقاً !

تنظرُ إلى القيد..

وعيناها تروي قصة حبّ طويلة الفصول ..

تنظرُ إليه وكأنهما افترقا منذ زمن بعيد .. والتقيا –بعد شوق- من جديد..

كأنّ حرّيتها مع هذا القيد .. وبه فقط تحيا كما تريد !

أسائلُ نفسي:

تُرى كم يحتاجُ سَجّانوكِ كي يَفقهُوا نظرة الصّمودِ تلك ؟

قسماً .. سيُدركون يوماً أنهم العبيد, وأنكِ الحرّة !!

................
أختي الأبيّة:

بكَتكِ عينايْ، لا تَحسَبي حزناً، إنّما خجلاً واستصغاراً لنفسي ..

فابتسامتكِ أحيَتْ قلوباً بائسةً، تراكمتْ فيها أحزان دنيويّة إلى زوال ..

ومِشيتُكِ الشامخة زلزلَتْ نفوساً ظنّت يوماً أنها من الرجال ..

وثقتُكِ جدّدتْ فينا روح الكرامة.. وذكّرتنا بأنّ الحرب سجال ..

أمّا صمودكِ..

فيا ليتَ صمودكِ يُوقظ عقولاً من سُباتٍ عميقٍ فوق وسادة التأمّل والشجب والاستبسال!