تقاسيم في وجه سنة 2023

زهير سالم*

لقد مرت سنة 2023 على السوريين كالعشر التي سبقتها، ثقيلة قاسية. منذرة منفرة غير مبشرة. لا شيء في عالم الواقع يدعو السوريين للفأل، غير رسيس أمل في الله سبحانه وتعالى، أنه لا يضيع إيمان عباده المتقين,,,

وإليكم أبرز هذه التقاسيم التي ارتسمت أو تعمقت على الجبهة السورية خلال سنة خلت، نسأل الله أن يبدلنا خيرا منها...

أولا -لقد كانت سنة 2023 سنة الزلزال المدمر الذي راح ضحيته آلاف السوريين/ أكثر من خمسة آلاف شهيد.، وأتى على الكثير مما تبقى من بقايا العمران... ولا يحمد على المكروه غير الله... لقد كان الزلزال امتحانا ربانيا إضافيا، لقدرة الصابرين على الصبر، وقدرة العاملين على العمل والعطاء..

ثانيا - وكانت سنة 2023

 سنة الانهيار الكارثي لليرة السورية، فقد دخلنا سنة 2023 وقيمة الدولار حوالي 7000 ليرة ونخرج منها اليوم وقيمة الدولار 14000 ليرة. ولم يبلغ الدولار مستقره بعد... وقيمة الليرة السورية ليس رقما في سوق المال، هو الرقم الذي يختزل لنا كثيرا مما وراءه من قيمة السلعة الذليلة التي يحتاجها لضروري العيش أفقر الناس...

ثالثا- كانت سنة 2023

 

سنة التطبيع مع بشار الأسد أمميا -منظمات الأمم المتحدة- ودوليا انفتاح العديد من دول العالم عليه. إقليميا تغير ملحوظ في الموقف التركي. عربيا وحدث عن "بني إسرائيل ولا حرج" حتى عاد بشار الأسد إلى الجامعة العربية وحاضر في "...الرجال" ما زلت أستحيي أن أقول ما قال

رابعا- كانت سنة 2023...

سنة استمرار القتل والتدمير اليومي الممنهج. ولا يكاد يمر يوم، لا تتحدث فيه الأخبار عن قصف وقتل وتدمير, ومن أحب الإحاطة ففي تقارير اللجنة السورية لحقوق الإنسان، والشبكة السورية لحقوق الإنسان غنى...

خامسا- وكانت سنة 2023,,,

سنة العدوانات الصهيونية على الأرض السورية، ولاسيما على المرافق الحيوية، وأهمها المطارات؛ .حتى ملّ السوريون من الاهتمام والتعليق. وأصبح قصف الأرض السورية بالنسبة للطرف الإسرائيلي مثل الوظيفة الصباحية البيولوجية!! وما زال السوريون مختلفين في تقويم العملية.. بأبعادها الاستراتيجية والآنية. أنا ضد، ولا ألوم من كان له اختيار آخر,

سادسا- كان عام 2023,,,

عام انتفاضة العشائر العربية في الجزيرة السورية ضد المستعمرين الجدد، الذين ترعاهم وتمدهم وتؤزهم أمريكا. هذا مجرد رصد. كان الحدث بالغ الأهمية. وما زال. ربما يقال للثعبان: "لقمة أكبر من شدقين." وما تزال القضية عالقة. والسؤال من يذكر الفارس بترسه إن لم يذكره بسيفه ورمحه...

سابعا- كان عام 2023...

عام انتفاضة أهلنا في السويداء، انتفاضة وطنية خيرة. ما تزال تحتاج إلى النصر والمؤازرة وحسن التفهم...والمزيد من التعاون.

ثامنا- كانت سنة 2023...

سنة انفجار قضايا الكبتاغون على المستوى الاقليمي والدولي. عاد من خلالها نظام الأسد إلى فكرة حرب الأفيون بآفاقها الاستراتيجية و التكتيكية. ونجح في توظيفها شر توظيف..

تاسعا- كانت سنة 2023 ..

سنة الضعضغة والبعثرة بالنسبة لهيئات المعارضة، واختيار بعض الأطراف المعارضة سياسة الصمت أو إدارة الظهر أو مداراة الأمر الواقع. يقول لك أحدهم بعد أن يلقي نظره أو أذنه لما يجري في سورية المحررة: ما أردنا هذا، ولاسعينا إليه، ولا مر لنا على بال,,,!!

عاشرا- كانت سنة 2023

سنة الاضمحلال العملي لما يسمى هيئات المعارضة السورية، المعترف بها أو غير المعترف, الأمر المريج هو سيد الموقف..وكلٌ يقول ويطالب ويوجب ولا أحد يفعل..

حادي عشر- كانت سنة 2023

 سنة عودة المعابر لتفتح أو تغلق بقرار من بشار، بعد أن أحكم القطبين اللعبة في مجلس الأمن، بقراري فيتو متواجهين متزامنين، خسر السوريون آحر غطاء دولي لمشهدهم...!!

ثاني عشر- كانت سنة 2023..

سنة تخلف الموقف الدولي. وتماهيه مع تعليق سورية الذبيحة من كراعيبها، على الحالة التي نبصر. الحالة القلقة المتوفزه هي التي يجب أن تعلق فيها سورية والسوريون، وربما حتى حين. إحاطات بيدرسون في مجلس الأمن لم تعد تعني للسوريين الكثير. وربما كان هذا هو المطلوب...

ثالث عشر- سنة 2023

سنة انفجار الدعوة إلى التشيع على الأرض السورية. والمجاهرة بالشعارات والدعوات والاحتفاءات. وما بطن مما ظهر أعظم.

عام 2023 كان عام... طوفان الأقصى...

هو عام أو سنة طوفان الأقصى,,, الشام وفلسطين هي بعض الأواني المستطرقة!!ويكتشف السوريون والفلسطينيون والغزيون أن قتلهم وتهجيرهم بعيدا مطلب. مطلب للكثيرين...

وسوف تعلمون...

اللهم اهدنا رشدنا ويسرنا لليسرى.. عامكم فأل مليء بالمسرات..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية