حول حكم القضاء المصري بحظر جماعة الإخوان المسلمين

زهير سالم*

ألا يتعظ الظالمون ؟!

حول حكم القضاء المصري

بحظر جماعة الإخوان المسلمين

زهير سالم*

[email protected]

الحكم القضائي الذي أصدره قاض مغمور في سلك القضاء المصري بحظر جماعة الإخوان المسلمين في مصر وجميع أنشطتها دليل مباشر على حجم العمى الذي يغطي على أبصار وبصائر هؤلاء الانقلابيين ، وعلى مدى كرههم للإسلام وحقدهم على دعاته ، وانحرافهم عن سبيله .

لا يحسب الحكم القضائي المريب بأي شكل من الأشكال على القاضي المغمور الذي أصدره ، وكذا كل الأحكام ومذكرات التوقيف التي يصدرها عملاء صغار في جهاز القضاء المصري ، الذي طالما أراده المصريون نزيها محايدا بعيدا عن غمرات السياسة ؛ بل يحسب الحكم المذكور وبطريقة صدوره من محكمة غير مختصة أصلا على قادة الانقلاب العسكري والأدوات السياسية من الشخصيات والقوى والأحزاب التي تحف به ..

إن الهدف من الأحكام القضائية التي يصدرها العملاء الصغار هي في حقيقتها أحكام استفزازية مدبرة ومبرمجة لدفع شباب مصر المسلم إلى دوامة من ردود الفعل ، يسعى هؤلاء الظالمون إلى توظيفها لتبرير سياسات استئصالية ، تهدم أركان السلم الأهلي وتدفع مصر إلى دورة جديدة من العنف المجتمعي يستغلها المجرمون لتنفيذ مخططاتهم المبيرة .

إن إدانة الحكم الجائر ا الصادر اليوم عن محكمة القضاء المستعجل في القاهرة وكذا كل مذكرات التوقيف التي سبقته هي أحكام قضائية مسيسة في الدرجة الأولى ، تفتقر إلى النزاهة والعدالة والمصداقية .

وإن إدانة هذه الأحكام لن تتم إلا بإدانة مصدريها الحقيقيين من الانقلابيين والسياسيين على السواء . وإدانة الإرادة الخفية والشريرة الدافعة إليها ، وإدانة الأهداف المدمرة المبيتة وراءها . إنها فعلة سوداء تنم على نفوس تنضح بالكراهية والحقد ، كما تنم على جهل هؤلاء المتآمرين وغبائهم وعجزهم عن الاستفادة من دروس التاريخ حيث أثبتت هذه الجماعة الربانية المباركة أنها عشب الأرض ، وغرس محمد بن عبد الله ، وتجلي الكلمة الطيبة في العصر الحديث : أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ...

الإدانة الحقيقية للأحكام الجريمة ستكون بالتسامي فوقها . ليبقى شباب الإسلام على أرض مصر فوق الاستفزاز ، وبحجم التحدي . وليدركوا حقيقة خطاب ربهم : ( لن يضروكم إلا أذى ) . أذى عارض قريب إن شاء الله . وسيذهب الزبد جفاء ، وسيمكث ما ينفع الناس في الأرض . وكما طوت هذه الأمة كل طغاتها خلال قرن مضى ستطوي الموجة الجديدة من الطغاة ، وستكونون أنتم ياشباب مصر ويا صبايا مصر بإذن الله الباقين والمنصورين . فاعتصموا بالصبر . ولا يستفزنكم هؤلاء الطغاة ، فيدفعونكم إلى التي لا تحسن ولا تجمل بكم وبدعوتكم . ولابأس أن تمدوا للطغاة ألسنتكم وتقولوا : موتوا بغيظكم ..

صبرا أيها المصريون الشرفاء ..

صبرا إخوة الدعوة من قادة جماعة الإخوان المسلمين ورجالها وأبنائها وبناتها :

وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ (177 ..

وغدنا بفضل الله قريب ..

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ...

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية