توقفوا عن قذف السوريات

ابتهال قدور

ابتهال قدور

[email protected]

لاعتلال الضمير دلائل أبرزها أن يَفجر المرء في الخصومة حداً يجعله يختلق الأكاذيب، و يروج لها، ثم يبني عليها أموراً، كأنما أصبحت مسَلَمات...

إنقلابيو مصر فعلوا ذلك، حين تجاوزا الحد في الردّ على خصومة منافسهم السياسي، فانقلبوا على كل إنجازات هذا الخصم، حتى تلك الانسانية والأخلاقية منها..

والمرأة السورية تلك العفيفة المرفوعة الرأس دوماً، مالذي زج بها في دوامة العراك السياسي المصري؟ إن كانوا قد فعلوا ذلك بدافع ردة الفعل، والانقلاب على كل المسارات التي قام بها نظام "محمد مرسي" فتلك مصيبة!

أما إن كان زجُّها عن عمد وفي سياق خطة مدروسة، فستكون المصيبة حقاً أعظم...

لأن النيل من شرف النساء و أعراضهن كان دوماً في عرف شعوب هذه المنطقة وديانات أهلها من المحرمات، وعلى الدوام كان هذا الفعل كالسهم القاتل لمروءة الرجال...

وسيسجل التاريخ أن النظام السوري هو أول نظام طعن في أعراض بناته "جملة" ففقد بذلك بقية مروءة...

و لا يخلو الأمر من مرارة، كتلك المرارة التي تشعر بها وأنت تستمع إلى أب يطعن في عرض ابنته، شيء مقزز يخرج عن طبيعة الأمور ويشذ عن سليم العلاقات، فكيف يستقيم أن يقذف نظام بنات الوطن بينما يقع عليه واجب حمايتهن، والذود عن سمعتهن؟!

عموماً هو تساؤل يبدو خارج سياق المنطق حين نعود للواقع الذي يشهد على أن هذا النظام هو من اغتصبهن، وهو من آذاهن في فلذات أكبادهن، وعذبهن في السجون، وفجر البيوت على رؤوسهن، وأُخرجهن من ديارهن، ثم حين خرجن لاحقهن بالإشاعات الباطلة...

 بداية الأباطيل كانت في المخيمات التركية...إلاَ أن الحقائق انجلت ناصعة فأشهر ست لا تكفي للحمل والولادة، إلاّ عند الأفاقين !

ثم لاحقت الإشاعات البريئات الغافلات في مخيم الزعتري، و بعد سؤال و تتبع، وجدنا الكثير من الزيف والكذب والمبالغة في أحسن تقدير...

وجاء دور مصر، ولكن ليس بلسان النظام السوري هذه المرة، إنما بلسان بعض المصريين ممن تحالفوا مع الباطل، وحلف الباطل متطابق السمات والصفات، لكأننا أمام نسخة مماثلة للتشبيح السوري، ذات الأسلوب الدنيء، ذات التلفيق الرخيص، ذات الصياغات المبتذلة التي يترفع الكريم عن الخوض فيها...

إن للخصومة السياسية شروط، وإن لها أخلاقيات فإن تخلت عن هذه الشروط والأخلاقيات تحولت إلى جريمة في حق الأوطان والشعوب...

وعلى الساسة أن يدركوا أن الخوض في أعراض النساء عار، وأن الزج بالأبرياء في حربهم السياسية جريمة، وأن تجاهل القيم الإنسانية نكاية بالخصم هي قمة الرعونة...

ابتعدوا عن بنات الشام، فما أدراكم لعل الله نظر إلى ما تكبدنه من ظلم ومشقة واضطهاد، ولعل الله اطلع إلى ما قدمن من تضحيات، فأصاب بغضبه جل وعلا كل من أرادهن بسوء...