حول تفجير مسجد الإيمان في دمشق

زهير سالم*

الشيخ سعيد رمضان البوطي..

صار إلى ربه الحكم العدل

زهير سالم*

[email protected]

ضرب الإرهاب ضربته في مسجد الإيمان في دمشق . حيث وقع تفجير إرهابي مستنكر ومريب أودى بحياة العشرات من رواد المسجد وأصاب عددا كبيرا منهم بجراح . وقضى في التفجير الآثم الشيخ سعيد رمضان البوطي . الرجل الذي أعلن انحيازا سافرا لبشار الأسد وعصابته ، ودأب على لغة مستفزة للخاصة والعامة من المسلمين .

إن التفجير الإرهابي المريب مقرونا بالقصف بالغاز الكيمائي الذي حدث قبل يومين في منطقة خان العسل في حلب يشيران بوضوح إلى تحول الزمرة اليائسة إلى أسلوب جديد من أساليب التضليل والإثارة بممارسة أشكال من العدوان على المقربين منه ليأخذ مكانة الضحية ودورها وليستعدي المجتمع الدولي على من يريد أن يدعوهم (بالإرهابيين ) ..

إن عادة قتل المقربين للتخلص منهم تارة ، ولتقديمهم ككباش محرقة تارة أخرى عادة قديمة التصقت بهذه الزمرة الحاقدة وجدت تمثلاتها في قتل كل من محمود الزعبي رئيس الوزراء الأسبق الذي خدم هذه الطغمة سنوات طوالا ، ثم في اغتيال غازي كنعان الذي لم يحصنه أنه كان عضوا فاعلا في بنية زمرة الشر والبغي والعدوان . وربما لا يغيب عن السياق مقتل ( الشيخ ) أبو القعقاع في حلب بعد أن أدى دوره الذي وكل به ، ومقتل سارية ابن المفتي حسون الذي وصل به حبه للجاه والمنصب أن يحتقر دم ولده بعد أن احتقر دماء كل أبناء سورية وأعراض بناتها . وسيرد هؤلاء الظالمون غدا فيعلمون ...

كما أن افتعال التفجيرات وأشكال الفبركات والإدعاءات الإرهابية ظل أسلوبا مشهودا به لهذه الزمرة تعرفها الدوائر الخاصة على المستويين الإقليمي مما لا يحتاج في إثباته إلى كثير عناء ..

إننا في موقفنا من جريمة التفجير المنكرة التي وقعت في مسجد الإيمان في دمشق ..

نؤكد أولا رفضنا القاطع لكل التفجيرات الإرهابية ، ولكل أشكال القتل العبثي والفوضوي . ونؤكد أن اللجوء إلى هذا الأسلوب المستنكر في القتل والتدمير بعيد عن أخلاق الثورة والثوار ..

 وندين التفجير الآثم ، ونعتبره جريمة منكرة نحمل زمرة بشار المجرمة مسئوليتها المباشرة أو غير المباشرة ، إذ السؤال الذي يجب أن يسأل في هذا السياق هو كيف تمكن الإرهابي المزعوم من التسلل إلى قلب المسجد أو المربع الأمني كما يقولون ..؟!

كما نؤكد رفضنا المطلق للاغتيال السياسي كأسلوب من أساليب التعاطي مع المخالفين . إن ثوارنا ما حملوا السلاح إلا للدفاع عن الأبرياء وحماية المدنيين والتصدي لعصابات الإثم والعدوان ..

نترحم على الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في التفجير المنكر الآثم . ونتقدم من أسرهم وأهليهم بأحر مشاعر العزاء . ونسأل الله أن يتغمدهم برحمته وغفرانه وأن يتقبلهم في الشهداء والصالحين ..

لقد مضى الشيخ سعيد رمضان البوطي إلى ربه الملك الحكم العدل . ولمثل هذا فليعمل العاملون . وحسبنا فيه قول العزيز الحكيم : ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين . ..

وحسبنا الله ونعم الوكيل ..

               

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية