نحو إسقاط (لعبة الأمم) الجديدة

التيار الشعبي الحر

بيان إلى الرأي العام:

نحو إسقاط (لعبة الأمم) الجديدة..

والإصرار على إسقاط النظام 

إلى شعبنا السوري العظيم ... أبطاله وثواره . والى الرأي العام العربي والدولي ... شرفائه وأحراره :

إننا من موقع المسؤولية والالتزام ومن منطلق المصارحة نخاطب شعبنا الصابر الصامد في كل موقع من مواقع الثورة والرباط والجهاد : إن محصلة ما تقوم به الدول الكبرى على أرض سوريا حاليا هو (لعبة أمم) تشبه إلى حد كبير سوابق تاريخية بارزة في آسيا الوسطى وفي الشرق العربي وفي البلقان ..إلخ ؟ لعبة أمم كبرى وجديدة من النوع الذي يكشف مرة أخرى نفاق الدول ذات المصالح الإمبريالية, وتنكرها لكل المبادئ الإنسانية المتحضرة , وصفقاتها القذرة على حساب الشعوب . لقد أصبح واضحا للجميع أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة قد رضخت للابتزاز الروسي - الصيني - الإيراني , هذا الثالوث الذي يحمي بشار الأسد ويسانده ويسلحه ويموله ليرتكب أكبر جريمة في هذا العصر . لقد تنازلت الدول التي تصف نفسها بالديمقراطية عن سوريا شعبا وثورة وتاريخا للدول الثلاث ولبشار الأسد يعيثون فيها فسادا وقتلا وتدميرا واغتصابا بلا رحمة , لأن النظام الدولي وحماته عادوا للعبة تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ واقتسامها بحسب المصالح , وعلى حساب الشعوب , وعلى حساب الشرعية الدولية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية مع إنشاء الأمم المتحدة . ثم تجددت بعد انهيار جدار برلين والاتحاد السوفياتي وحلف وارسو . إن الرئيس الأمريكي الذي يستعد للقاء بوتين قريبا لإبرام عدة صفقات دولية في زمة واحدة , إنما يعود مع نظيره الروسي بالعالم والنظام الدولي إلى تقاليد الاستعمار القديم في القرن التاسع عشر . عهد تقسيم وتقاسم الدول وتوزيعها بحسب مصالح الأقوياء لا بحسب مبادئ الشرعية الدولية . لقد أصبح المعيار في سوريا معيار القوة والبطش والميزان ميزان المصالح الإمبريالية . ولذلك لم نستغرب أن يخرج علينا مجددا الأخضر الإبراهيمي في توقيت مريب ليقول إن الأسد ما زال قادرا على حكم سوريا , وخرج علينا قبله الرئيس الأمريكي ليذرف دموع التماسيح على ضحايا الشعب السوري , ويعلن تبرعه بحفنة دولارات تافهة للاجئين , مثله كمثل من يتبرع بثمن الأكفان للقتلى . إننا أمام مثال لا يحدث كل عقد او عقدين ولا يتكرر إلا كل مائة سنة مرة . ولذلك فإن هذا المثال الصارخ والسافر والبشع للسقوط القيمي والأخلاقي الدولي نتذكر باحتقار محادثات السفيرين سايكس وبيكو ممثلي بريطانيا وفرنسا في القاهرة قبل مائة سنة لرسم مصير الشرق العربي على حساب شعوبه , وهو الاتفاق الذي شكل طعنة في ظهر العرب وخيانة لعهود قدمتها الدولتان آنذاك لأجدادنا , وما زلنا نتحمل نتائجه الى الساعة . إن ما يجري اليوم من اتفاقات سرية وصفقات بين موسكو وواشنطن على حسابنا لا يختلف عما جرى قبل مائة سنة بين الدولتين العظميين في حينها . لقد قدمت الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا لنا عهودا قاطعة قبل شهور قليلة بالعمل لدعم شعبنا وإنقاذه من الهولوكست الجديد الذي ينفذه بشار السفاح . ولكن الدول نكثت عهودها , ونكصت الى الوراء , وتخلت عن شعبنا للجزارين والقتلة والمرابين وتجار السلاح الروس وأفاقي طهران السفال الذين ما بنوا جيشا في التاريخ إلا وكان هدفه قتال المسلمين العرب .ولم يسبق أن قاتلوا لا صليبيين ولا إفرنجة في أي مرة . بل إن حكام طهران الحاليين أنفسهم الذين يتشدقون بمقولات الدفاع عن وحدة المسلمين وقفوا في الأمس القريب مع الصرب ضد مسلمي البوسنة , ولذلك لا يستغرب منهم حاليا السعي لإبرام صفقة سرية مع إسرائيل وأمريكا للتخلي عن برنامجهم النووي مقابل الحفاظ على عميلهم الطائفي المجرم الذي لا يمت بصلة انتماء ولا ثقافة الى شعبنا السوري أو أمتنا العربية .

أيها الشعب السوري البطل لا نقول هذا ضعفا ولا خوفا , بل إقرارا بالواقع , وتوصيفا لمعطيات التحدي الكبير الذي نواجهه بإيمان وثبات ويقين بنصر الله وقوتنا وثقتنا بأنفسنا كشعب هزم عشرات الطغاة والبغاة عبر التاريخ . نقوله من باب تقدير الموقف بشكل علمي وواضح لا نخدع أنفسنا ولا نبني أوهاما على اي دعم خارجي بعد الآن . ومع ذلك نجدد التأكيد على مواقفنا الثورية ومطالب شعبنا المحقة ونتمسك اكثر من أي مضى ببيت القصيد في كل المداولات السياسية : لا تفاوض مع العصابة التي تحتل سوريا ولا رضوخ لضغوط الدول الكبرى , ولا تنازل عن محاكمة السفاحين والقصاص العادل من كل الأوباش الذين قتلوا واغتصبوا وعذبوا وسرقوا ودمروا . وإننا إذ نحيي مواقف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وكذلك المجلس الوطني الثابتة على الحق أمام ضغوط العالم نطالبهما بالمزيد من الصمود والتلاحم والاتحاد والاستمرار في الثورة والقتال والمقاومة الشعبية بكل وسائلها حتى نسقط ( لعبة الأمم ) الجديدة التي تستهدف ثورتنا وبلدنا . فالوحدة بيننا ثوارا ومعارضة وجيشا حرا وشعبا هي السلاح النوعي الأمضى والأقوى في وجه الجميع ومواجهة الأعداء داخليا وخارجيا, وإن النصر مع الصبر , وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله .

عاشت الثورة السورية , والخلود لشهدائها الأبرار , والحرية للمعتقلين والأسرى , والشفاء للجرحى والعودة للنازحين واللاجئين , والمجد دائما لسوريا العربية .

صدر في 29 /1 / 2013 

الناطق الرسمي باسم

التيار الشعبي الحر