على أجندة التواصل السوري
على أجندة التواصل السوري
زهير سالم*
دائما يجب أن نظل نطرح مشروع تحررنا الوطني في إطاره الإنساني . وبعيدا عن جميع المحاور أو التصنيفات المسبقة . يجب أن نصر دائما وبلا ملل على تقديم مشروعنا الوطني في إطاره الوطني التحرري المطالب بالعدل والحرية والكرامة الإنسانية لكل قوى الرأي العام ؛ الحكومات والأحزاب والنخب والتيارات على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها .
يجب أولا أن نقطع الطريق على النظام الذي وضع استراتيجيته منذ اليوم الأول على تقديم ما يجري على الأرض السورية في إطار ( مؤامرة دولية ) تستهدف صموده وممانعته !!! إن دحض هذا الإفك المبين بالنسبة لكل الأحرار الشرفاء في سورية ، كان وما زال يستحق حملة نوعية مركزة ومستدامة على مستوى الخطاب وعلى مستوى العلاقات لكشف الزيف وتوضيح الحقائق وكسب القوى التي نجح النظام في خداعها وتضليلها من الذين يفترض فيهم حسن النية المسبق ..
كان ومازال المطلوب - ثانيا - أن نفضح لعبة النظام الخبيثة في إلباس هذه الثورة ثوبا طائفيا أو مذهبيا لنؤكد أنها ثورة وطنية ضد الاستبداد والفساد في أي صورة تلبسا . ربما تنبهت القوى الوطنية لهذا الأمر على المستويين الوطني والإقليمي ؛ ولكن تصريحات لافروف ، وغير لا فروف من وزراء خارجية ورجال دين ودنيا في الشرق والغرب أوجب أن يجعل من أولوية الخطاب المشفوع بحملة اتصالات مستدامة لرد هذا البهتان مطلوب على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية . يجب ألا تجرنا المواقف الحادة أو غير المتفهمة إلى حالة من ردود الفعل . المطلوب أن توضع هذه المهمة على الأجندة الوطنية وأن يتحرك سفراء الثورة كلٌ إلى من يصغي إليه لينقضوا على النظام مكره .
والمطلوب – ثالثا – التركيز على بعض قوى اليسار القومي العربي الذين انخرطوا في تحالف تاريخي وشرير مع المستبد بشار الأسد . ووظفوا أنفسهم بطريقة مريبة للدفاع عن مشروع ذبح الأطفال وانتهاك الأعراض في سورية ... لا ينبغي أن يترك هؤلاء إلى وصمة العار التاريخية التي اختاروها لأنفسهم . وهذه القوى ليست بكل أفرادها ممن باع نفسه للشيطان ، أو زيّف وعيه مقابل مغلف أبيض محشو بعرق الكادحين السوريين وبدموع الأمهات ودماء الشهداء ؛ لا بد من حملة تواصل حقيقية مع هذه الدائرة تلقي بالحق على الباطل فتدمغه ، وتحيّد من يمكن تحييده ، وتستنقذ من يمكن إنقاذه من المصرع الوخيم الذي اختاره هؤلاء لأنفسهم بانحيازهم ضد إرادة الشعب السوري وخداع نفسه بعبارات التدليس والتلبيس ...
والأهم من كل ما سبق – رابعا – السعي الدائب للخروج بمشروعنا الوطني من حمى التجاذب بين الحاكمين والمعارضين في كل الأقطار . وكما نتواصل مع الحكومات يجب أن نتواصل أيضا مع القوى المعارضة بكل أطيافها . فلا يمكن أن يكون مشروع ( حرية الشعب السوري وكرامته ) موضع تجاذب بين حزب حاكم في تركية أو في تونس أو في الجزائر وبين حزب أو تيار معارض هنا وهناك . قضيتنا العادلة في ثوبها الوطني المدني الإنساني ينبغي أن تكون المشترك السياسي مع كل القوى المحبة للعدل والحرية والمدافعة عن الكرامة الإنسانية ...
التواصل المستدام والخطاب الموضوعي والسفير الموائم هو واجب الوقت بالنسبة للممثلين للثورة السورية على تنوعهم وتعدد مشاربهم ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية