الخيار بين التوافق الأممي والفيتو الروسي

زهير سالم*

زهير سالم*

[email protected]

يرسل بازار المساومات الذي انطلق في مجلس الأمن لاسترضاء الدب الروسي رسائل سلبية إلى الثوار من أبناء الشعب السوري. يقدر المعارضون السوريون أن للعمل الدبلوماسي في صياغة التوافقات الدولية طرائقه واستحقاقاته؛ ولكنهم يتوجسون من فاجعة تحل بدارهم تكون من وزن فاجعتهم بالفريق السوداني مصطفى الدابي، الذي تحول إلى شاهد زور في خدمة النظام تلبية لمصالح صغيرة دفع السوريون ثمنها من دماء أبنائهم، وما زالوا يبحثون عن ارتباطاتها ودوافعها..

 يحاول بوتين اليوم أن يستعرض عضلاته في غمرة حملته الانتخابية ليثبت للناخب الروسي أن حكومته قد استعادت مكانتها قطبا مهما في صناعة القرار الدولي، بعرقلة أي جهد دولي يحاول وضع حد للقتل في سورية. فهل ستسمح المعارضة السورية لبوتين أن يلعب ورقته على حساب دماء أطفال سورية؟

من المفيد بل من الضروري للمعارضة السورية أن تعلن موقفا مبكرا من هذه المساومات قبل أن يفجؤنا مجلس الأمن الدولي بقرار من عيار البرتوكول التي عملت من خلاله بعثة المراقبين بقيادة الدابي السوداني!!!!

إن متوالية التنازلات التي يتم تقديمها للحصول على موافقة روسية معلولة، وبعد المسودة الثالثة لمشروع القرار الأممي لا تبشر بخير. بل نستطيع أن ننظر إليها على أنها محاولة للهروب من استحقاقات موقف دولي فاعل، يتم من خلال مجلس الأمن أو من خارجه إن اقتضى الأمر.

ولنقل بصراحة إننا نفضل أن تخرج الدول المعنية من هذا الماراثون بلا قرار، على أن تتوافق على قرار هزيل، يعفيها من الحرج، ويقدم لنظام القمع في سورية المزيد من الوقت، و لمناصريه في الجامعة العربية وفي المجتمع الدولي المزيد من الفرص للعب على الحبال.

ليس من المقبول أن ندفع ثمن الفيتو الروسي من دماء أطفالنا. وسيكون هذا الفيتو- إن أصر عليه الروس- على المدى الاستراتيجي أبقى للثورة السورية من أن تصبح قضيتنا في سلة الروس أو رهن مشيئتهم. وسيتحمل بوتين أمام الرأي العام العالمي مسئولية قراره المخضب بدماء السوريين. كما سيتحمل مسئولية انعكاس هذا الموقف على علاقاته بالشعوب العربية والإسلامية وليس على علاقته بالشعب السوري فقط..

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية