سورية: المنحازون لمشروع القتل

زهير سالم*

زهير سالم*

[email protected]

يبادر الكثير من كهنة الوعظ السياسي من رجال الفكر، وأكثر منهم من رجال السياسة من المتهربين عن تحمل أعباء موقف ، الناكصين عن نصرة ( بشر يذبحون ) في سورية، إلى التهويل من تبعات أي تدخل إنساني تحت أي عنوان لرفع سكين عن حلق طفل. ويفيض هؤلاء بما وسعهم البيان، وأمدهم خصب الخيال، ورواء البلاغة؛ إلى التضخيم من تداعيات أي محاولة عربية أو إسلامية أو إنسانية للأخذ على يد القاتل في سورية ورفع ساطور النقمة عن أعناق أبنائها...

لم تكن المطالبة بأي تدخل خارجي أو عربي في أي يوم من أيام من مشروع الشعب السوري. ولم تكن يوما  من أهدافه ولا من آلياته. وقد كنا ومازلنا نرى أن الحالة الوطنية يجب أن تتماسك لكي لا تُدفع الجماهير الوطنية الوفية والأبية لترى في مثل هذا الطرح مخرجا ومنجى..

ولكن القتل المتوحش والأحمق والأرعن هو الذي يصر على دفع العربة الوطنية إلى الهاوية بالطريقة التي نراها. وهو وحده الذي يتحمل المسئولية عن فعله الأحمق بكل تداعياته. يقول المحاور: ليست القضية في الموقف الوطني الضنك ( من يتحمل المسئولية؟ ) وأقول له ليس من العقل أن تطالب المذبوح ألا يتشحط بدمه، أو أن يفعل ذلك على إيقاع، وضمن سياق.

إن كل كلمة تقال في سياق حرب الإبادة والتطهير التي تنفذ على الإنسان السوري، لا تدين القاتل، وتستنكر عليه، وتنتصر للمقتول هي دعم لمشروع القتل وانتصار له، ودفاع عنه.وشراكة فيه..

نؤكد أن الأحاديث السياسية التي يطلقها من يتذرعون بالحكمة وببعد النظر من منظري السياسة أو من ممارسيها إنما هي رسائل تطمين شيطانية للقاتل ليمضي في مشروعه حتى يستنزف آخر قطرة دم لسوري حر شريف. ولكل كلمة مستقر وليس سياسيا ولا مثقفا من لا يدرك مستقر كلمته أين تقع ولمصلحة من تكون..

                

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية