خطاب إلى الأمّة بمناسبة رأس السنة الهجرية النبوية الجديدة

غسان النجار

خطاب إلى الأمّة بمناسبة

رأس السنة الهجرية النبوية الجديدة 1433 

مباركين للأمة عامهم الجديد والّذي سيهل نصرا على الشعب السوري بكل أطيافهم إن شاء الله

غسان النجار

أيّها الشعب السوري المقدام

 بسم الله الرحمن الرحيم

 النظام السوري ما فتأ يراوغ ويماحك ويماطل ويسعى جاهدا كي يقضي على الثورة في مهدها بأي ثمن كان وقد قام خلال أربعين عاما بكتم أنفاس الناس وكسر أقلامهم وما كان النظام يتصور أن يخرج عليه أحد بقول له كفى ظلما وقمعا وظلما وتهميشا وفسادا وافقارا، لأنه تشبّع ذات الفكر الّذي كان يخاطب به فرعون قومه بقوله " ما علمت لكم من إله غيري "ولكن الثورة فاقت كلّ التوقعات وقد صُعق الأسد بهؤلاء الشباب الأبطال، لا يحسبون حسابا للموت والتعذيب والتنكيل والاعتقال والتهجير، بفترشون الأرض ويلتحفون السماء، هم رهبان ليل وفرسان نهار، حقّا إنّهم جند الله أرسلهم الله عزّ وجل من عليائه ليقولوا للظالم أمسكناك ولن نفلتك مهما غلت التضحيات، ونحن نقول ما ضرّ الرئيس بشار لو خرج على الشعب وقال لهم لقد حكمتكم أحد عشر عاما ومن قبل حكم أبي ثلاثين عاما وإنني أعتذر لكم عن كلّ ماحدث والآن أسلّم السلطة للشعب ،أم أنّهم لايزالون يحسبون الوطن هو مزرعة آل الأسد ومخلوف وشاليش ورثها عن أبيه وأنّ الشعب هم أقنانٌ وعبيدٌ عند الحاكم المتجبر المتأله، لقد أرسلت شخصيّا للحاكم ومنذ سبع سنوات ولغاية الآن العديد من الرسائل وكان آخرها منذ عام ونيف رسالة بعثتها الى القصر الجمهوري مباشرة عن طريق الفاكس أعرض عليه مصالحة وطنية مع شعبه بالاستعانة ببعض العلماء ولكن النظام والرئيس بالذات أصمّ أذنيه عن جميع هذه المناشدات لطلب الاصلاحات حتّى أوصلنا النظام إلى هذا المرحلة الفاصلة من حياة الأمة والتي لم يعد يجدي معها نفعا سوى استئصال الورم السرطاني الخبيث . إننا وفي هذه اللحظات وقد بدأ العد التنازلي لسقوط النظام وهو يتهاوي أمام ضربات الثوار السلمية المعبرة بحناجرهم فليس أمامه سوى فرصة اللحظة الأخيرة.كما أننا نخاطب أفراد الشعب المترددين والصامتين والمتخاذلين كي نقول لهم ما قاله بشار في خطبة له : " لا مكان لمن يقف في الوسط " نعم ونحن نقول كذلك لأننا ندرك أنّ أكثرية شعبنا الصامت تقف معنا وإنّهم ينتظرون اللحظة الحاسمة ليعلنوا انضمامهم الفعلي إلى ثورتنا، كي يقوم الشعب بعزل نظام الحكم الأسري والمافيوي والتشبيحي والمخابراتي وإنّ الوقت ليمضي ولا مجال لمتخاذل، وإذا كانت معظم محافظات القطر قد خرجت عن الطوق غير عابئة بكل آلة النظام القمعية فأنني من موقعي أطالب أهل حلب الشهباء -المدينة - وليس الريف الّذي انحاز بالكامل للثورة وأظهر بطولات رائعة-، أخاطب أهلي وشعبي من سكّان المدينة الباسلة قائلا لهم : أنّ النظام ساقط لا محالة فمن كان من المترددين أو الخائفين فليحسم أمره لأن الثورة لن تنتظر طويلا لتعلن " من ليس معنا فهو علينا " وأنا كحلبي أعود أناشد العلماء أن كفى فقد استشهد العلامة الدكتور ابراهيم السلقيني و قد كان على أعتاب الجهر والصدع بالحق واستشهد على ذلك، وعائلة السلقيني الكريمة معروفة منذ حكم عائلة الأسد، أنّهم معارضون لسياسة النظام الباغية وكان أن وقف الشيخ ابراهيم وشقيقه الدكتور عبد الله وباقي العائلة بكل بطولة صامدين ومهجّرين عشرات السنين إبّان الثورة الأولى ولم يرضخوا لعائلة الأسد وسبق أن أسرّ لي الشيخ ابراهيم في جلسة خاصة أنّه رفض طلب المخابرات في الاشتراك في تشييع جنازة ناعسة والدة حافظ الأسد كما رفض حضور آخر وليمة إفطار القصر في رمضان ومما هو معروف للعامة قبل الخاصّة أنّه سبق أن أقيل الدكتور عبد الله سلقيني من خطابة الجامع الأموي لأن سلوكه ومواقفه لا تروق لهم، كما أنّ الدكتور ابراهيم بن الشيخ عبدالله سلقيني عُزل من موقع الخطابة في جامع أويس القرني وفي أنباء غير مؤكدة أن الشيخ الدكتور عبد الله سلقيني استدعي إلى فرع الأمن العسكري الساعة الحادية عشر ليلة أمس ولم يرجع لساعته ولم يتأكد الخبر.

 أخواني :

 لم يعد لأحد عذر في تردده وتقاعسه وسكوته والساكت عن الحق شيطان أخرس وكما أخاطب أيضا السادة الصوفية الكريمة في مدينة حلب السادة المشايخ الأفاضل آل الحوت والباذنجكي وآل البيانوني وشيوخ وعلماء آل مسعود والشهابي والقطان والحياني والشيخ نبيه سالم والشيخ عبد الهادي بدلة ومشايخ وتلاميذ مدرسة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله قائلاً: أن الاسلام لا يعرف الاستعباد ولا الذل والهوان وسبق أن وقف الأسياد العلماء العارفين بالله الشيخ محمد النبهان والشيخ عبد القادر عيسى والشيخ عز الدين البيانوني وأولاده العلماء، مواقف بطولية ضد الظلم والطغيان وانحازوا إلى الثورة عام 1980 وتوفي الشيخ العلامة عبد القادر عيسى في المهجر، فماذا أنتم فاعلون ياعلماء أتباع السادة العلماء الأجلاء؟؟، الشعب ينتظر منكم وقفة العز والكرامة ولا تتزرعوا بأي اجتهادات تعني مجملها الوقوف مع الظالم الّذي يفرض على أسرانا أن يسجدوا للحاكم المتأله في كفر بواح قال عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أم ترضون أن يقول عاطف نجيب-ابن عمة بشار الأسد- لرجال درعا وأشرافها : أرسلوا نساءكم لعندنا كي يلدن لكم أطفالا عوضا عن الأطفال الّذين قتلناهم ؟! وهناك جرائم يندى لها جبين الانسانية ترتكبها أجهزة النظام، إن سلوك النظام وأجهزته في قتل الناس وتعذيب الشباب والأطفال والنساء والتمثيل بهم وقطع وسرقة أعضائهم ورمي جثثهم في الشوارع وملء السجون والمستشفيات وحتّى بعض المدارس وفروع الحزب بالمعتقلين وتهجير الناس من بيوتهم لا يجدون مأوى أو طعام أو كساء هذا فضلا عن اغتصاب الحرائر من اخواتنا وبناتنا كل ذلك يدل على أنّ النظام قد أفلس وإنّ اصراره على البقاء في السلطة يستدعي اعلان الجهاد والنفير العام والعصيان المدني، بعد أن رفض استقبال لجان المراقبة العربية والتي ستكشف جرائمه وذلك بداعي سيادة الدولة وهم قد سلّموا السيادة لإيران وجماعة مقتدى الصدر وحزب الله امعانا في قتل الشعب بل أنّ وجود القوات الدولية على مرمى حجر من العاصمة في الجولان السليب ليدل كثيرا على الدولة السيادية الّتي يزعمون !! ولقد سبق أن أعلن شبيحة اعلامه أن النظام مستعد لإبادة ثلثي الشعب كي يبقى متربعا على الكرسي .

أيّها الأخوة المواطنون والثوار البواسل :

لقد أزفت الآزفة كي نزيح هذا النظام المجرم القاتل عن عرش السلطة واستلامها أبناؤها البواسل كي يقيموا عليها حكم العدالة والحرية والكرامة والمساواة بين جميع المواطنين بكل أعراقهم وطوائفهم وأديانهم لا فضل لأحد على أحد إلاّ بالعمل الصالح وخدمة الأمّة، ألا هل بلّغت اللهم فاشهد .