بيان إلى الشعب السوري نعم لوحدة المعارضة

إعلان دمشق

ولكن كيف؟

حملت الجمعة الأولى من الشهر السابع من عمر الثورة السورية العظيمة اسم " وحدة المعارضة "، مطلب الشعب السوري الذي شكا من عدم توحيد صفوف المعارضة وشعر بالخذلان لذلك، وهو لا شك مطلب محق دون أن نهمل طبيعة اللحظة السياسية التي أنتجت الثورة وما ترتب عليها من إرباك وتذبذب عرفته المعارضة السورية، كما حصل لكل معارضات ثورات الربيع العربي دون استثناء، ذلك أن الثورة لم تكن وليدة نضال المعارضة بل فجرها الشعب المقهور الذي ثار في وجه الطغاة طلبا للحرية والكرامة، ناهيك عن حقائق أخرى، طالما تجاهلتها القراءات التقليدية، لعبت دورا في اعاقت توحيد المعارضة السورية وهي :

1. تقسيم المعارضة بين داخل وخارج الذي روجت له جهات سياسية وإعلامية معارضة معطية معارضة الداخل وحدها حق مناقشة الأزمة السورية ووضع حلول لها على خلفية التشكيك بوطنية معارضة الخارج، وهو ذات ما تذهب إليه آلة النظام  السياسية والإعلامية، بينما واقع الحال هو أن معارضي الخارج هم مواطنون سوريون قبل أي توصيف آخر دفعهم الاستبداد للهجرة وحرمهم من العيش في بلدهم وبين أهلهم، ويريد هؤلاء المروجون، كما النظام الاستبدادي، حرمانهم من حق المشاركة في صنع مستقبل وطنهم، وبتجاهل تام لموقف وإرادة هؤلاء السوريون والانجازات التي حققوها في حراكهم وفي مؤتمراتهم ودعمهم السياسي والمعنوي للثورة ولأهلهم في الداخل.

2. موقف بعض القوى والنخب السياسية المعارضة الضبابي والملتبس من الثورة وتعمدها التلاعب بقضية وحدة المعارضة بتمييعها لضرورة ومركزية وحدة الموقف السياسي لأي وحدة أو ائتلاف. كنا نعتقد أن خلف هذا الموقف خطأ في التقدير السياسي أو خوف من البديل المجهول أو خوف من بطش النظام  لكن مع مرور الوقت اتضح مسعاها الحقيقي : تجيير حركة الثورة لتوجهاتها وخياراتها في غياب كامل لحس المسؤولية التاريخية.

وفي هذا السياق فان من حق الشعب السوري أن يعرف إن اتهام إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي بتعطيل توحيد المعارضة الذي تروج له بعض قوى المعارضة غير صحيح ،وان الحملة المنظمة التي يتعرض لها الإعلان حملة ظالمة ومقصودة وتفتقر إلى الحس الأخلاقي لأنها لا تأتي على ذكر السبب الحقيقي للخلاف ألا وهو إصرار الإعلان على مركزية وضرورة الموقف السياسي في عملية توحيد المعارضة. لقد حاول الإعلان توحيد المعارضة منذ ما قبل انطلاق الثورة السورية العظيمة وطرح عددا من المشاريع في هذا الاتجاه أولها نداءه المعروف لتنسيق عمل المعارضة بتاريخ 24/2/2011 وآخرها رؤيته السياسية المعنونة: " أسس عامة لعمل المعارضة المشترك " بتاريخ 30/8/2011، وأكد، وباستمرار، في حواراته مع قوى معارضة على أن وحدة المعارضة يجب أن تنطلق من تبني رؤية سياسية مشتركة ،وان هذه الرؤية في هذه اللحظة ترتكز على الموقف من الثورة والانحياز الصريح والواضح لها والعمل على انجاز أهدافها والموقف من مستقبل سورية الديمقراطي.

لقد غيرت الثورة المناخ السياسي وشروط ومعايير العمل الوطني ومن بينها وحدة المعارضة بحيث بات معيار توحدها الرئيس هو الموقف من الثورة والعمل على خدمتها حتى تحقق أهدافها، وهو أمر لا تريده ولا ترغب في سيادته ولا يناسب تطلعات قوى وأطراف سياسية تنشط في الوسط المعارض. ولكننا على ثقة تامة بان الشعب السوري الذي أعلن حكمه في النظام الاستبدادي يعرف الحقيقة التي يحاول البعض تضييعها في ثنايا سجالات عامة ومجردة حول وحدة المعارضة خدمة لمصالح شخصية أو حزبية باتت صغيرة بالمقارنة مع تضحيات الشعب السوري.

كما في أيام الجمع السابقة عمت التظاهرات أغلب المدن والبلدات والقرى السورية وسقط على درب الحرية والكرامة خمسة عشر شهيدا تبعهم تسعة عشر شهيدا في اليوم التالي أغلبهم في محافظة حمص الصامدة في تأكيد عملي على استمرار الثورة وتصميم الشعب السوري على تحقيق النصر مهما غلت التضحيات .

تحية لأرواح شهداء الثورة

عاشت سورية حرة وديمقراطية.

دمشق في 26/9/ 2011

الأمانة  العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي