الطاغيتان: سابقٌ ولاحق

مجاهد مأمون ديرانية

عيد الدم السعيد

د. أسامة الملوحي

عيد الفطر في سوريا هذا العام خضب ولُوّن بالدم ,ودفعت زكاة فطره بالدم ,ودخلت الفرحة فيه الى قلوب السوريين الأحرار لأول مرة بالدم .

في هذا العيد أجمل الألوان وأزهاها سيكون لون الدم الأحمر القاني .و السوريون الأحرار في هذا العيد سيلبسون اللون الأحمر احتفالا واحتفاءا بدماء الشهداء التي خضّبت الطرقات ولوّنت البيوت والجدران .ولن يكون اللون الاحمر كذكريات حزن وإنما سيكون مظاهر فرح بزفاف الشهداء وبشائر عز  بقرب تسلم راية النصر العظيم الذي دُفع ثمنه وقُبل البيع فيه بإذن الله وكرمه .

ودفعت زكاة الفطر هذا العام بطريقة خاصة دفعت زكاة فطر خاصةعن كل السوريين دفع دم طاهر كثير غزير ليحيا الشعب المغلوب المستضعف المستباح في حريته وحقوقه منذ أربعين عاما .

ودخلت الفرحة هذا العيد الى قلوبنا وبطعم خاص و لأول مرة منذ عقود ,دخلت الفرحة العارمة التي نكاد لا نصدق مداها , فرحة بانبعاث السوريين الجدد ,انبعاث حقيقي لأجيال حرة كريمة عظيمة من السوريين اللذين لا يهابون الموت ولا يخشون غير الله ويسطرون ملاحم أسطورية في البطولة واشراقات عظيمة في الوعي والتطلع.

ومع الفرحة الحب الذي انفجر في قلوبنا ,حب كبير لكل بقعة ثائرة في أرض سوريا العزيزة,حب فجره الثوار في القلوب حب لم نكن نتصور أنه سيصل الى درجة العشق لكل مدينة ولكل قرية ولكل حي وشارع.

كل عام وانتم بألف خير يا ثوار الأحرار ,وعيد نصركم العظيم بإذن الله قريب .سلام على شهدائكم والله أكبر.

               

نداء استغاثة إلى السفارات الأجنبية في سورية

السادة موظفي سفارة                  الأكارم

تحية طيبة وبعد :

نظراً للظروف التي يمر بها بلدنا الغالي سوريا، وبسبب استمرار القمع الدامي والوحشي الذي تستخدمه الدولة ضد أبناء بلدها من المتظاهرين السلميين العزل، وبعد أن قامت قوات الأمن فجر هذا اليوم -السبت 27 أغسطس 2011م- مدججة بكامل عدتها وعتادها باقتحام عدة مساجد وترويع المصليين، حيث قاموا بمحاصرة جامع عبد الكريم الرفاعي الواقع بمنطقة كفر سوسة وسط دمشق ، واقتحامه وضرب إمامه واعتقال عدد كبير من المصليين، مع قتل شخصين وجرح العديد.

فإننا بناء على ما ورد أعلاه، وحيث إننا الآن نواجه حصاراً خانقاً، وشباب سوريا الآن منتشرون في شوارع دمشق وعلى بعد أمتار من مقرات سفاراتكم، فقد قررنا مراسلة سفارة بلدكم الموقرة لإعلامكم بحقيقة ما يحدث على الأرض.

راجيين منكم مساعدتنا بنشر الحقائق والوقائع، حيث إنه وكما تعلمون قد منعت المؤسسات الإعلامية عن التغطية.

لكم كل التحية والتقدير من الشعب السوري الحر

أحرار سوريا

               

الثورة السورية: خواطر ومشاعر (25)

مجاهد مأمون ديرانية

يا أيها المتكبّر الذي ظن أنه لا قوّةَ فوقه ولا سلطان: أين أنت اليوم؟ يا أيها المتجبّر الذي استعبد الناس واستلب الأوطان: أين أنت اليوم؟ يا أيها الأفّاك الذي شَبّه الأحرار بالجرذان، أين أنت اليوم؟ يا من طغى في الأرض وبغى وحالف الشيطان: أين أنت اليوم؟ أيُّ ذل أنت فيه اليومَ وأيُّ هوان؟

انظروا -يا أيها الناس- إلى عاقبة الطاغية الذي نافس الله في ردائه. أليست الكبرياءُ رداءَ الله؟ إني ما رأيته يوماً -وهو يختال على الناس ويترفّع على خلقه ويتكبر على العالمين- إلا تخيلت وعيدَ الله وكدت أسمعه يملأ ما بين السماء والأرض كصوت الرعد: "الكبرياء ردائي، فمن نازعني ردائي قصمته"! فاللهمّ لك الحمد، لك الحمد يا قاصم الجبّارين ويا مُذِلّ المستكبرين.

ويلك يا أيها المتكبر المتجبر، عَمِيتَ فلم تَرَ مصارع غيرك من الظالمين، ونَسيتَ فلم تذكر أن الفلك دَوّارٌ وأنه لا يستقر حالٌ على قرار، فدار دورته عليك؛ فصرت اليوم أنت الصريعَ وقد كنت توردُ الناسَ مِن قبلُ المَصارع، وصرتَ أنت الطريدَ وقد كنتَ تتخطّف الناسَ من الشوارع. اليوم خرست وقد طالما أوقرتَ بالهُراء المَسامع، اليوم فزعت وقد طالما أهرقت الدماء وأجريتَ المَدامع، فما أقربَ ما تتلقفك -بإذن الله- سيوفُ الكُماة القواطع.

يا كم رفعتَ يديك ولوّحت بقبضتيك تهدد عباد الله الآمنين، ونسيت أن فوق يديك يَدَ القدرة العليا التي لا يَدَ فوقها ولا قدرة. غَرّك قومٌ سبّحوا بحمدك وداروا حولك حتى فتنوك عن نفسك، فاستطلت إلى مقام الخالق الذي لا مقامَ فوقه، ومَدّ لك الله ليبتليَك بغرورك فأمنت مكر الله، فلما ارتفعتَ في عليائك وحفّ بك مَلَؤك وأحاطت بك كتائبك خسف الله الأرض بك وبهم وأخذك من بينهم وأنت في زينتك، فلا ردّك الله ولا ردّ ملأك ولا ردّ كتائبك.

أما أنت يا طاغية الشام: فإن كنت في شك من مصيرك فدونَكَ صاحبَ الأمس يُنَبّئك الخبر اليقين. لقد تكبر وتجبر وصنع ما لم يصنعه الفرعون الأكبر، وها هو اليوم طريدٌ شريدٌ ذليل مَهين. لا تظنه فرداً في العالمين، فإنما أنتما صاحبا طريق، أحدكما في السابقين والآخَر في اللاحقين. أمَا إن مصير صاحبك اليوم لَهو مصيرك بعد حين.

إنا لنعلم أن أيامك -يا بشار- إلى انقضاء كما انقضت أيام صاحبك، ونعلم أن مُلْكك إلى فناء كما فَنِيَ ملكه، ولكنّك اخترت تطويل الطريق علينا كما اختار صاحبك تطويل الطريق على قومه، لتُثقل الحسابَ على نفسك كما أثقل هو على نفسه الحساب. إنما نحن وإخواننا الليبيون شركاء في الصبر والعزيمة، وإنما أنتما شريكان -بإذن الله- في المهانة والعقاب.

يا ثوار ليبيا الأبطال، يا صناديد الرجال: لقد أوقدتم بانتصاركم على طاغيتكم سُرُج الآمال، فصرنا نَعُدّ الأيام ونحصي اللَيال، ننتظر سقوط طاغية الشام المتألّه المُتَعال. أمَا إنها قد انقضت من محنتنا الأيامُ الطوال ولم يبقَ منها إلا الأقل، فإنّ عاقبةَ الصبر النصرُ، وإن دوام الحال من المُحال.

ويا أيها الطغاة في كل مكان: هذا درسٌ لكم لو كنتم تعقلون. هذه مصارعكم أمام أعينكم لو أنكم تبصرون! إنّ فيمَن مضى أمام أعينكم لعبرة، ولكن أين المعتبرون؟