الملاك الشهيد حمزة الخطيب

غرناطة الطنطاوي

شباب حلب ليسوا نائمين

وسيعملون ما بوسعهم لرفع الظلم عنهم وعن سوريا

أتحدث مع حلبيين ساخطين على صمت حلب أولا، ودمشق ثانيا.. يقولون أن حلب ستكسر ظهر النظام لعدد سكانها وقوتها الاقتصادية ولأن الناس تعرف بعضها وتعرف أزقتها وشوارعها، ليس كأهل وسكان دمشق، عاصمة العمل، القادمين من كل مناطق سورية المختلفة التي يعودون إليها في المساء أو نهاية الأسبوع أو لا يملكون امتدادا عائليا في العاصمة يؤازرهم  ويسندهم.

يقول لي المحاورون أن المصيبة أن بعض الناس مقتنعة بالرواية الرسمية للإحداث.. طلب مني بعض الحلبيين أن أوجه الأسئلة التالية لأهل حلب الشهباء:

1.   كيف أنكم تخربون الدنيا وتحرقون الأخضر واليابس في كل مكان عندما يخسر فريق نادي الاتحاد في مباراة ولا تسألون عن الأمن والشرطة وتضربونهم؟

2.   كيف تخربون حلب في ملعب الحمدانية والملعب البلدي وفي كل الملاعب في سوريا وتقطعون الطرقات وتسمع أصواتكم في كل حلب؟

3.   لماذا تثورون لأجل كرة قدم فارغة ولا تثورون لحرية وكرامة شعبكم؟!

4.   أين رجولة وشجاعة أهل حلب؟! آما آن الأوان ليراها، بدلا من أن يسمع بها، السوريون والعرب!

5.   في هذه الأثناء، أين موقف أكاديميي وكتاب وأدباء وشعراء ومثقفي حلب أيضا؟

                

صحيفة بلجيكية:

النظام السوري يلقي جثث المتظاهرين في البحر

موقع سوريون. نت

ذكرت  صحيفة ” دي بيرس” البلجيكية أن أجهزة المخابرات السورية لجأت إلى طرق جديدة لإخفاء جثث المتظاهرين الذين اختفوا بعد اعتقالهم، والذين ربما يكونون قد تعرضوا للقتل تحت التعذيب.

ونقلت الصحيفة الواسعة الانتشار، عن مصدر في وزارة العدل التركية قوله إن «ثلاثين مواطنا سوريا لجأوا إلى تركيا مؤخرا تقدموا إلى القضاء التركي بدعوى جزائية ضد رأس النظام السوري و58 من مسؤولي وعناصر أجهزته الأمنية بتهمة الإبادة الجماعية».

وأكد الناشطون في دعواهم أن «المخابرات السورية تلقي بجثث المعارضين في عرض البحر، تجنبا لافتضاح أمر المقابر الجماعية كما حصل في درعا مؤخرا».

وأكد المدعون، أنهم يستندون إلى شهود عيان أكدوا أن أجهزة الأمن السورية استخدمت خلال عطلة الأسبوع الماضي زوارق تابعة للبحرية السورية من أجل نقل جثث معارضين، ورميها في البحر قبالة شاطئ اللاذقية بعد وضعها في مستوعبات ( حاويات) معدنية من أجل تثقيلها.

من جهة أخرى, قالت صحيفة النيويورك تايمز نقلا عن ناشطين ومنظمين للمظاهرات الليلية في سوريا أن ثمة تكتيك استراتيجي في المظاهرات التي بدأت تخرج ليلا وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان على قوات الأمن التعاطي معها من حيث اعتقال المتظاهرين أو إطلاق النار عليهم بسهولة.

وأضافت الصحيفة أن التكتيك الجديد يظهر قدرة فائقة لدى المتظاهرين على مواصلة الاحتجاجات، لكنه يعكس مدى قلق المتظاهرين من الاعتقال،وتقدر منظمات حقوقية عدد القتلى بـ ألف قتيل وعدد المعتقلين بعشرة آلاف معتقل.

                

نصائح عاجلة إلى ثوار سوريا ومؤيديها

هذا عصر المعلومة والإعلام والتثقيف والتثوير والتنوير والتفكير..لا يكفي أن تتحدث مع نفسك، عليك أن تكون ذكيا ومهاجم حضاريا..

موقع الثورة السورية محجور في سوريا كما يعلم الجميع:

http://www.facebook.com/Syrian.Revolution?ref=ts

http://www.facebook.com/ShaamNews

موقع مؤيدي الصنم المعجزة بشار الأسد (على الرابط التالي) هو أكبر موقع ومستودع لمزابل وتنابل النظام على الإطلاق:

http://www.facebook.com/home.php?sk=group_190441824308029&notif_t=group_activity

كثير منهم أغبياء لا يعرفون الحقيقة وكثير منهم حاقدون وكثيرون منهم بذيئون كابر عن كابر، فعليك ايصال الحقيقة لهم من خلال ارسال أشرطة الفيديو ومقالات الخ.

افعل ما يلي:

1. تصفح صفحتهم جيدا واطلع على أسمائهم..

2. خصص فريقا يقوم بإرسال أشرطة الفيديو عن جرائم النظام إلى كل شخص ترى اسمه على الصفحة. استخدم سياسة الأرض المحروقة

3. بادر كمؤيد للثورة السورية بارسال أشرطة الفيديو إلى المسجلين في هذه الصفحة..

4. إن بادر الجميع، سيتم ارسال أشرطة الفيديو إلى آلاف إن لم يكن عشرات الآلاف منهم شخصيا.

5. بعضهم سيغير من رأيه والآخر سيشعر بالرعب، والباقي سيظل حاقدا وبذيئا كعادته، لكنك ستحدث بلبلة وفوضى خلاقة بينهم. ستشتت شملهم.

6. لا بأس أن تستخدم اسما مستعارا إن رأيت ذلك

                

صباح الكرامة يا وطني

نوال السباعي

 صباح الكرامة ايها الوطن العزيز 

صباح الحرية والسلام والأمن والمحبة والوئام

صباح الأحرار والأشراف 

صباح الكرام من كل انتماء عرقي وديني وفكري وسياسي

صباح الأكراد والعرب والآراميين والتركمان والشركس

صباح المسلمين والمسيحيين والشيعة والسنة والآشوريين والنصيريين العلويين والأرمن والدروز 

صباح درعا وحمص ودمشق وحلب وحماة والرقة والحسكة والقامشلي ودير الزور واللاذقية وبانياس والرستن 

صباح دوما والبيضة وإنخل وداعل وتلبيسة

صباح الصمود والتحدي والصبر والمصابرة والمرابطة 

صباح الورد والياسمين والقهوة الصباحية ونزار قباني وفيروز

صباح الأحبة الكرام الاحرار الأطهار 

صباح المآذن الشامية التي علمتنا ان التكبير لايكون للصلاة فحسب 

والتي علمتنا ان النهار يمكن أن يأتي في عتمة الليل 

والتي علمتنا أن العيد يثبت برؤية الشهداء للمستقبل الآتي 

يستشرفونه ..ينادونه..يلتمسونه على عتبات الغد والمستقبل المزدان بأقحوان دمائهم الزكية الطاهرة التي رووا بها أرضنا العطشى

صباح الكرامة والحرية أيها الوطن الذي ماكان يجب أن يسكت ثلاثين عاما على الذل حتى صار شريكا في الجريمة

صباح الحرية والكرامة أيها الشعب الذي لايختلف كثيرا عن جلاديه إن هو سكت واستكان وخضع ومضى في حياة 

حياة …أي حياة!

صباح الحرية لكل من أثبت لنا اليوم أن التغيير لايجب أن يكون خاصا بالحاكم ..وأن المحكوم يجب ان يبدا رحلة التغيير من نفسه التي بين جنبيه

صباحات الحرية والكرامة والحياة ياأبناء سورية الحبيبة الذين نموا وامتدوا كعرائش الياسمين وعروق الكروم على جدران الصمت والخوف ، فأينعت العناقيد ، وفاحت زهور الياسمين بعبق الخلاص

صباح الخير ..وهل من خير أكبر من الحرية ، وأعظم من الكرامة الإنسانية

صباحات الصبر المرير لأطفال درعا ..شهدائها الاحياء ..قرابين الوطن الذي قام لتوه من الموات والعفن ليقول للعالم : الشعب السوري مابينذل

صباحات الآلام المقدسة لأمهات وآباء وإخوة وأخوات وزوجات وأزواج وبنات وأبناء الشهداء والمعتقلين والمعذبين والمفرومين

الذين قدموا كل هذه التضحيات العظيمة من أجل كرامتهم التي ديست في سجون الظلمة ، من أجل أبنائهم الذين انتهكت براءتهم بين ايدي مصاصي الدماء ، من أجل مستقبلكم وغدكم أيها السوريون أن لايكون فيه مكان للوحوش البشرية

صباحات السلام

سلمية ..سلمية..سلمية

لاطائفية ..ولاقومية..ولادينية

سلمية سلمية ..بثبات وصبر ورباط ودأب ..حتى تشرق الشمس وتنهمر أمطار الرحمة تطهر بسيلها وطوفانها كل حياتنا من الرجس والدنس

ليس من حكامنا الوحوش وأعوانهم المسعورين فحسب ..بل من أنفسنا وأمراضنا الاجتماعية وكل ماكبلنا وأذلنا وجعلنا نرتكس إلى الأرض عقودا

صباح الحرية والكرامة والورد والياسمين ياسورية

صباح الخير والأمن والحياة …والحياة…والحياة…على الرغم من رائحة الدم والجراح والموت والدمار.

                

يا "حمزة الخطيب":

يا بني باستشهادك حررت سوريا

أ.د. ناصر أحمد سنه

[email protected]

يا "حمزة": لن أبكيك، وإن كان القلب يدمي لفراقك.

يا "حمزة": لن أبكيك رغم هول صورة جسدك الطاهر البرئء ـ ذي الثلاثة عشر عاماًـ وفيه ما فيه من شواهد تعذيب وصعق وضرب وسحل وتمثيل وطلقات رصاص في صدرك ويديك.

يا "حمزة": لن أكتب سطوراً في رثائك، بل رثاء من أعتقلوك وعذبوك وقتلوك ومثلوا بجثتك البريئة، بكل هذه الوحشية التي لم تترك للذئاب والضباع شيئاً لتفعله فوق ذلك.

يا "حمزة": يابني، إن رصاصات الغدر قتلت "محمد الدرة" بين يدي والده، فقام العالم يدين مجازر الصهاينة الأوغاد بحق الأطفال والشيوخ والنساء.

يا "حمزة": لقد فعلوا بك ـ ولعلك لن تكون الأخير ـ أكثر مما فعل الصهاينة بـ "الدرة"، وكلهم في الغدر والقتل والتعذيب والبطش والقهر.. والإحتلال والإستخراب سواء.

يا"حمزة": طالبت بالحرية لتحرير القدس وفلسطين والأمة جمعاء، فكانوا أسوداً عليك، وهم في الحروب، ضد الصهاينة وغيرهم، نعامة.

يا بني: لقد سطرت أنت ـ بدمائك وجثتك المستباحةـ ومن قبلك عشرات المئات من الشباب والأطفال والرجال والنساء في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها أنصع صفحات التاريخ العربي.

 يابني: دع الطغاة وأذنابهم وفرق موتهم وشبيحتهم، ومرتزقتهمن وبلاطجتهم يثملون من شرب دماء الشعب العربي. فالحرية ثمنها نفيس، والخفافيش مصاصي الدماء لا ترتوي، لكن الشعب العربي باقِِ عازم علي كنس هؤلاء وغيرهم، فهم إلي زوال، وغداً القصاص.

يا بني: إن كنا قد "هرمنا ـ كما قال أحمد الحفناوي ـ من أجل هذه اللحظة التاريخية".. فها قد جاءت ـ بفضل الله ومنته علي هذه الأمةـ ثم بدمائكم وتضحياتكم، بعزيمتكم وأرادتكم وأصراركم علي الحرية والتحرر والإنعتاق من أسار ذل وقهر وأستبداد وفساد وإفساد هذه النظم ـ التي ترفع شعار الوطنية والقومية والوحدة والعروبة والديموقراطية الخ ـ علي مدار عقود.

يا "حمزة".. يا بني: إن لأرجو أن يكون لك ـ علي درب الشهادة والتضحية والفداء ـ  من اسم وشخص جدك الكبير "أسد الله ".. "حمزة بن عبد المطلب"، رضي الله عنه ـ عم رسول الله صلي الله عليه سلم، نصيب.

يا بني، يا فلذة الكبد: لقد مُثل بجسد جدك، "حمزة بن عبد المطلب"، رضي الله عنه،  في "أحد"، وبقر بطنه وجدع انفه وأذناه، ولاكوا كبده الشريف.  فأنت خلَف لخير سلف، ومعركة الحق في بدر الكبري ، وأحد والخندق وخيبر، وبني قريظة وتبوك، والقادسية وحطين وعين جالوت، ضد الباطل، ضد الطغاة والمستكبرين والمتجبرين والفاسدين المفسدين في قصورهم في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها.. واحدة متصلة مستمرة إلي يوم القيامة.

يا بني: أني لأفتخر أن أنتسب لك أباً، وفهل تقبل أن تكون لمثلي إبناً؟؟.

فيابني، ياحمزة: نم قرير العين، فبإستشهادك ـ  يا قرة العين ـ حررت سوريا، وحررت الأمة العربية الإسلامية، وبت في ضمير العالم، وفي ذاكرة تاريخه الناصع، من أجل الحرية والتحرر.

                

رسائل الثورة السورية المباركة (22)

السبت 28 أيار 2011

جمعة حماة الديار

مجاهد مأمون ديرانية

كنت قد أنذرتكم في مطلع رسالتي الماضية بأني لن أعود إلى متابعة وإحصاء مواقع الثورة بعدما اتسعَت رقعتُها وانتشرت في طول سوريا وعرضها، لكني استدركت فوجدت أن الجهد العظيم الذي يبذله الأبطال في الساحات يستحق جهداً متواضعاً يبذله مثلي في التغطية، وليكن هذا هو سهمي في الثورة، مظاهرات على الورق بدلاً من المظاهرات على الأرض... وأين هذه من تلك؟

استقبلَت مدنُ ومناطق سوريا الثائرةُ يومَ الجمعة بمعنويات محلقة في عنان السماء على إثر أجواء الحماسة التي عاشتها مع التكبير الليلي، ففي منتصف الليل ومع الاقتراب من فجر الجمعة ارتجّت مدنُ سوريا بالتكبيرات المدويّة، وشملت حملةُ التكبير المدنَ التالية: اللاذقية، جبلة، بانياس، درعا البلد، درعا المحطة، إنخل، داعل، الحراك، بصرى الشام، بصرى الحرير، الجيزة، المسيفرة، ناحتة، دمشق (المعضمية، برزة، ركن الدين)، دوما، الزبداني، مضايا، سرغايا، بقين، حمص، تلبيسة، كفرنبل، تلكلخ، الرستن، إدلب، حماة، حلب (حي الشعار)، دير الزور، البوكمال، تدمر.

سقط في ليلة التكبير خمسة شهداء في بلدة داعل (استشهد ثلاثة على الفور واستشهد اثنان من المصابين اليوم، السبت) وشهيد في جبلة، رحمهم الله.

حاولت أن أحصر -فيما يلي- أسماء المناطق المشتعلة في جمعة حماة الديار، ولكني لا أستطيع أن أجزم بأن ما في هذه القائمة هو كل ما شهد مظاهرات من المدن والقرى حصراً، لأني ما أزال أكتشف أن كثيراً من المناطق النائية والصغيرة تتأخر أخبارها في الوصول أو أنها لا تصل أصلاً، وكثيراً ما نعرف بمشاركة قرية صغيرة حينما نقرأ أسماءَ شهدائها. لذلك سوف أستغل رسالتي هذه لأرجو كل متظاهري القرى والمناطق -مهما كانت صغيرة- أن يُطْلعوا صفحات الثورة على أخبار مظاهراتهم، فكل مشاركة مهما كانت صغيرة ترفع الروح المعنوية وتشجّع الآخرين.

عدد المواقع الساخنة التي أمكن تحديدها هذا الأسبوع قريب من عددها في الجمعة الماضية، ويبلغ 174 موقعاً (على الأقل)، وإليكم التفصيل:

دمشق وضواحيها (14 موقعاً): العقيبة، البزورية، مدحت باشا، ركن الدين، الميدان، الشاغور، القابون (مظاهرة نهارية ومظاهرة ليلية)، برزة، المعضمية، كفرسوسة، نهر عيشة، الحجر الأسود، التضامن، القدم (3 مظاهرات).

ريف دمشق (19 موقعاً): برزة البلد، داريا، قطنا، التل، دوما (عدة مظاهرات، رغم الحصار)، حرستا، سقبا، زملكا، عربين، حمورية، جسرين، الكسوة، مضايا، الزبداني، الضمير، زاكية. ومدن وبلدات القلمون: قارة، يبرود، النبك.

حلب وريف حلب (6 مواقع): حلب (سيف الدولة، صلاح الدين)، منبج، دارة عزة، تل رفعت، عين العرب (كوباني).

حمص (20 موقعاً): باب السباع، حي المريجة، حي الخضر، البياضة، دير بعلبة، طريق الشام، الحمراء، الغوطة، الإنشاءات، بابا عمرو، الخالدية، باب الدريب، الوعر القديم، الوعر الجديد، العدوية، حي عشيرة، القصور، المحطة، كرم الشامي، القرابيص.

بلدات وقرى حمص (11 موقعاً): قرى الحولة: كفرلاها، تلذهب، الطيبة، عقرب، طلف: تجمعت في تلدو. تيرمعلة، الغنطو، تلبيسة (والقرى القريبة)، القصير، تلكلخ.

حماة وقراها وقرى سهل الغاب (14 موقعاً): حماة (مظاهرات عديدة وحاشدة جداً)، طيبة الإمام، صوران، حلفايا، كفرزيتا، قلعة المضيق، قسطون، الحواش، الزيارة، عين الطاقة، العمقية، الحرية، الحويز، العنكاوي.

محافظة إدلب (30 موقعاً): إدلب، معرة النعمان، الرستن، جسر الشغور، أريحا، كفرنان (قرية علوية)، بنش، معرتمصرين، بداما، جرجناز، الغدفة، كفرنبل، كفررومة، كفرعويد، حاس، بسقلا، البارة، تلمنس، معرشورين، معرشمشة، معرشمارين، دير الشرقي، دير الغربي، معرحطاط، شنان، بلين، البارة، بليون، كنصفرة، حزارين.

محافظة الحسكة ومنطقة الفرات (24 موقعاً على الأقل): القامشلي، عامودا، الدرباسية، رأس العين، الرقة (منطقتان)، تدمر، البوكمال، دير الزور (6 مناطق)، الميادين، القورية، شحيل، الطيانة، البصيرة. كما تظاهرت عشائر بكارة والعقيدات والبوسرايا وجبور وشمر في جميع قراها ومناطقها (ولا أعرف عددها الدقيق للأسف).

الساحل  (10 مواقع): اللاذقية (الصليبة، الطابيات، الرمل الفلسطيني، بالإضافة إلى أربعة مواقع أخرى في مظاهرات الليل التي سيأتي بيانها بعد قليل)، بانياس، المرقب، جبلة.

حوران (26 موقعاً): درعا (خرجت مظاهرة حاشدة قدرت بعدة آلاف في درعا البلد، حي الأربعين، بالإضافة إلى عشرات المظاهرات الصغيرة في الحارات الفرعية). مدن أخرى محاصرة خرجت فيها مظاهرات: نوى، جاسم، إبطع. وخرجت مظاهرات في أنحاء أخرى من حوران عرف منها: داعل، الحراك، خربة غزالة، المسيفرة، السهوة، الغرايا، كحيل، تسيل، صيدا، المتاعية، كفر شمس، بصرى الشام، بصرى الحرير، الصورة، الجيزة، الطيبة، أم المياذن، ناحتة، المليحات، غصم، معربة. وخرجت مظاهرات في مدينة السويداء للأسبوع الثاني.

النشاط الليلي: التكبيرات الليلية عمَّت المدن والمناطق التالية: دوما، درعا، برزة البلد، الزبداني، مضايا، اللاذقية، جبلة، بانياس. وخرجت مظاهرات ليلية في دمشق: (ركن الدين، القابون، نهر عيشة، القدم)، حمص (باب السباع، الوعر، القصور، الخالدية، المريجة)، اللاذقية (الصليبة، السكنتوري، قنينص، بستان الصيداوي، الرمل الجنوبي)، قارة (ريف دمشق)، طيبة الإمام (ريف حماة)، دير الزور.

الشهداء والجرحى: سقط في جمعة حماة الديار أحد عشر شهيداً، وعدد كبير من الجرحى منهم من هو مصاب بجراحات خطيرة (في حمص وقطنا تحديداً)، ومن الجرحى ثلاث نساء في مظاهرة مضايا. الشهداء: حمص (4)، قطنا (3)، الزبداني (1)، عربين (1) (قُتل بالصدم المتعمَّد بسيّارات الشبيحة ثم بإطلاق النار عليه بدم بارد)، معرشورين (1)، غصم (1).

مدن تحت الحصار والاحتلال

نوى ودرعا ما تزالان تحت الحصار الكامل لليوم الرابع والثلاثين، ودوما في حصار ومنع تجول شبه كلي منذ أربعة أسابيع وحرستا منذ أسبوع، وإبطع وداعل وجاسم والضمير تحت الحصار منذ أسبوعين على الأقل. هذه المدن ما تزال بلا صلاة جمعة في جوامعها الكبيرة، لكن كثيراً من رجالها نجحوا في إقامة الجمعة في جماعات صغيرة في الأزقة والحارات الفرعية. ورغم الحصار فقد خرجت فيها كلها مظاهراتٌ صغيرة واشتعلت بيوتها بالتكبير ليلاً ونهاراً. معرة النعمان بقيت تحت الحصار منذ الجمعة الماضية، وبدأ حصار جديد على البوكمال، واقتحام وحصار لطفس وتل شهاب في حوران. ووردت أخبار كثيرة عن اشتباكات عنيفة (قيل إنها مؤكدة) بين قوات من الجيش السوري وقوات من الأمن والمخابرات قرب المسطومة (إدلب).

بعض المقتطفات من أحداث الجمعة:

(1) دمشق، ساحة العباسيين: ورد أن الآلاف من عناصر الحرس الجمهوري المدججين برشاشات آلية احتلوا كل مداخل ساحة العباسيين وأقاموا حواجز لتفتيش المارة، وربما كان ذلك تحسباً من تحركات قرى الغوطة القريبة، حيث تحركت مظاهرتان كبيرتان من سقبا وحمورية باتجاه عربين، أي أن مظاهرات الغوطة الباسلة اقتربت (ولو قليلاً) من المدخل الشرقي لساحة العباسيين. من الواضح أن هذه الساحة صارت هاجساً لقوات الأمن السورية، وأرجو أن تزيدهم صداعاً على صداعهم في قابل الأيام.

(2) دمشق، الميدان: بعد الاستقالة العلنية للشيخ كريم راجح في الجمعة الماضية أرسل له بشار تعهداً شخصياً يطلب فيه منه العودة إلى الخطابة مقابل ألا يقمع الأمن المظاهرات الخارجة من المسجد، فعاد الشيخ كريم راجح وخطب كعادته خطبة جريئة وأكد للمصلين أن الرئيس أكد له أن قوات الأمن لن تهاجم المسجد، فخرج المصلون بعد الصلاة وبدؤوا بالتكبير والهتاف، ولم يكن رجال الأمن في المكان فعلاً، ولكن ما إن تقدم المتظاهرون قليلاً حتى فوجئوا بكمين نصبه لهم نحو ألف عنصر من عناصر الأمن الذين كانوا مختبئين في البنايات والحارات الجانبية، فأطلقوا على المظاهرة الغازات المسيلة للدموع وحاصروا شبابَ طليعة المظاهرة بأعداد كبيرة وانهالوا عليهم ضرباً واعتقلوا منهم الكثير.

(3) اختراق الحصار المفروض على معرة النعمان: تدفق أهالي القرى المحيطة بالمعرة بأعداد كبيرة بلغت عشرات الآلاف، وحاولت القوات الأمنية التي تحاصر المدينة دفع الجموع البشرية القادمة من القرى من جهاتها الشمالية والشرقية والغربية، وفي سبيل منعها من اختراق الحصار أطلق الأمن الرصاصَ الحي والقنابل المسيلة للدموع، لكن الجماهير الحاشدة نجحت في عبور الحواجز الأمنية ودخلت إلى معرة النعمان من خمسة مداخل في حين انسحبت القوات الأمنية من أمامهم، ومن ثم التقت المظاهرات القادمة من القرى بمظاهرات حاشدة داخل المدينة. التقارير الواردة من المدينة تحدثت عن أجواء من الحماسة العارمة وتكبيرات تشق السماء وعن أعداد تجاوزت مئة ألف متظاهر. لا بد أن نأخذ بعين الاعتبار أن مصدر التقرير لا بد أن يتأثر بالجو الحماسي المسيطر على المدينة، ولعله بالغ في تقدير عدد المتظاهرين بسبب هذه الحماسة ولعل العدد الفعلي لن يبلغ مئة ألف والله أعلم، لكنه لا بد أن يبلغ عشرات الآلاف والله أعلم، نظراً إلى كثرة القرى التي شاركت في الحملة وإلى المشاركة الكبيرة من أهالي معرة النعمان أنفسهم، بارك الله فيهم أجمعين.

*   *   *

ملخص للمناطق الساخنة التي شهدت مظاهرات خلال الأسبوع المنصرم:

السبت: خرجت مظاهرات في دمشق وريفها (القدم ودوما وحرستا وسقبا وقطنا وسرغايا)، وفي حمص وحماة وطيبة الإمام وكفرنبودة، وفي ريف إدلب (جرجناز وكفررومة وكفرنبل وحاس)، وفي اللاذقية والبوكمال والقورية (دير الزور)، وفي بعض قرى حوران. وكانت مجزرة مقبرة تل النصر في حمص هي ملحمة اليوم.

الأحد: خرجت مظاهرات في دمشق وريفها (المعضمية والحجر الأسود ودوما وسقبا وحرستا والكسوة وكناكر والضمير)، وفي حمص (الإنشاءات والقصور والخالدية وبابا عمرو ودير بعلبة) وتلبيسة، وفي حماة والرستن (مظاهرات حاشدة)، وفي إدلب والغدفة والقرى المجاورة، وفي اللاذقية ودير الزور. وفي ذلك اليوم اقتحمت القوات الأمنية والجيش خربة غزالة في حوران وحاصرت سقبا في غوطة دمشق.

الإثنين: في دمشق سارت مظاهرة صغيرة في شارع بغداد (قريباً من فرع أمن الدولة 251 وإدارة المخابرات الجوية)، وخرجت مظاهرات في القابون ودوما وحرستا وسقبا (كالعادة)، وفي حي صلاح الدين بحلب، وفي حمص وإدلب وسرمين وأم مويلات (تشييع شهيد من الجيش) ومعرة النعمان وكفرنبل وكفررومة وحاس وبسقلا واللاذقية ومعربة وبصرى الحرير. وحوصرت تلبيسة والرستن ومعرة النعمان بالدبابات.

الثلاثاء: خرجت في دمشق مظاهرة نسائية صغيرة طيارة في سوق مدحت باشا بعد العصر، ومظاهرة في عرنوس ومظاهرة في الميدان. وفي ريف دمشق (الزبداني والكسوة وقطنا)، وفي حلب (شارع النيل)، وفي حمص (البياضة وباب السباع)، وفي الرستن وكفرنبل وكفررومة وحاس والقامشلي ورأس العين ودير الزور.

الأربعاء: في دمشق وريفها (الميدان والزاهرة القديمة وداريا وبرزة البلد ودوما)، وفي حلب (صلاح الدين وسيف الدولة) وفي حمص وحماة والرستن وبنش واللاذقية والحسكة ودير الزور والقورية، وفي حوران: درعا والمسيفرة وبصرى الحرير وناحتة والقرى المجاورة.

الخميس: في دمشق (القابون) ودوما ومضايا وحمص وحماة وقلعة المضيق وكفرنبل وجرجناز والقرى المجاورة، وفي اللاذقية وجبلة ودير الزور والصالحية (في ريف دير الزور)، وفي حوران: المسيفرة والجيزة وبصرى الشام وبصرى الحرير والمليحة الغربية.

وقبل قليل ورد خبرٌ نشرته صفحةُ "طل للأنباء" يفيد بأن أهلنا في تدمر خرجوا في مظاهرات يومية طول الأسبوع الماضي لكنهم لم يستطيعوا توصيل الأخبار في الوقت المناسب بسبب انقطاع الاتصال.

*   *   *

مع نهاية الأسبوع حققت الثورة ثلاثة انتصارات كبيرة:

(1) اهتدت -بفضل الله- إلى سلاح جديد وبدأت باستعماله على الفور بكفاءة عالية، وهو التكبير الليلي. هذا العمل السهل ظهرت نتائجه الكبيرة فوراً وعلى الجانبين: (أ) الروح المعنوية للشعب الثائر ارتفعت ارتفاعاً كبيراً، ولا سيما في المدن المحاصَرة، فالناس الذين حوّلهم الحصار إلى أسرى في بيوتهم وعانوا مما يعانيه سجناء العزل الانفرادي من وحشة وضيق، هؤلاء أحسوا بأنهم عادوا جزءاً من الجماعة حينما اشترك الجميع في التكبير، فسمع أهل الشارع الواحد أو أهل الحي الصغير تكبيرات جيرانهم وأسمعوهم تكبيراتهم، فصار هذا بديلاً عن تواصلهم الاجتماعي (الذي هو حاجة بشرية مُلِحّة)، وهو أيضاً اتصال جماعي بالله ترتفع فيه الأرواح فوق القهر الدنيوي الذي يحاول الآسرون بواسطته كسر إرادة أسراهم ودفعهم إلى الاستسلام. (ب) أما الروح المعنوية للقوات المعتدية فإن تأثرها السلبي بذلك التكبير المدوّي لا يمكن وصفه. أنا أحاول في العادة أن أحذف العبارات الشاعرية والكلمات الحماسية الرنانة من تقارير الأخبار لأفهم الخبر بشكل مجرد بعيداً عن الإيحاء والتأثير، لكني في هذه الحالة تحديداً وافقت على استعمال تعبيرات من مثل "جُنّ جنون الأمن وراحوا يطلقون النار في الهواء" أو "أصيب الأمن بحالة من التوتر الشديد" أو "بحالة هستيرية"، إلخ؛ فهذا كله متوقَّع من جيش معتد يستمد قوته من الأرض لا من السماء، ولطالما نجحت جيوش المسلمين في إنزال الرعب في قلوب أعدائهم بمجرد التكبير. فاستمروا باستعمال هذا السلاح العظيم منذ اللحظة يا أبطال سوريا، واجعلوها عادة من عادات الحياة الرتيبة: التكبير المتصل ساعة أو بعض ساعة في منتصف كل ليلة. وأنا على يقين من أنكم لن تتركوا التكبير منذ اليوم، فلقد تنسَّمَت أكثرُ المدن والقرى المحاصرة نسائمَ الحرية لمّا صدحت بذلك النشيد السماوي العلوي، فأنّى تتخلى عن ذلك المكسب العظيم؟

(2) الانتصار الكبير الثاني للثورة جاء هدية مجانية من النظام، فقد ارتكب واحدة من حماقاته الكبرى فأطلق رصاصة الرحمة على علاقته المترنّحة بقطر وأمير قطر وقناة الجزيرة.

لقد ظهرت في الماضي عدة صفحات فسبوكية تدعو إلى ثورة شعبية في قطر، وبعضها ما يزال مفتوحاً منذ أشهر، لكن أعضاءها لم يتجاوزوا بضع مئات في الصفحات الهزيلة إلى نحو ألفين لأكبر الصفحات (ثورة 16 مارس)، وفجأة وُلدت صفحة جديدة وتجاوز عدد أعضائها أربعين ألفاً في ثلاثة أيام، وإذا بها صفحةٌ سوريّةُ الإنشاء وسوريةُ الإدارة، وإذا بالذين يشرفون عليها وينضمّون إليها ويكتبون فيها هم عناصر المخابرات السورية! لم يكن عسيراً اكتشاف هذه الحقيقة على المتابع العادي من أمثالنا، فما بالكم بالأجهزة الأمنية الاستخباراتية القطرية، هل ستغيب عنها هذه الحقيقة؟ لا بد أن الأمور كلها قد انكشفت للسلطات القطرية منذ الساعات الأولى، وسوف ينعكس هذا الأمر بإذن الله في تَخَلّ رسمي قطري عن النظام السوري، وفي انحياز أفضل من "الجزيرة" لثورة شعب سوريا المُصابر. فأبقوا أعينكم مفتوحة على القناة خلال الأيام القادمة لتروا الفرق بين التغطية القديمة والتغطية الجديدة إن شاء الله.

لا أستطيع أن أتصور إخفاقاً سياسياً وإعلامياً أسوأ من الحركة الغبية التي قام بها النظام السوري عندما روّج لثورة شعبية في قطر، بدءاً بالصفحة الفسبوكية التي أنشأها لهذا الغرض، ثم بحشد طاقته الإعلامية البائسة لتغطية ما اعتبره حادثة القرن الكبرى. ولم يخطر ببال النظام الغبي أن أبطال الثورة السورية له بالمرصاد، فقد تعقبوا الأفلام التي بثتها فضائياته فوجدوا أن مظاهرات البحرين التي تناقلتها المواقع الإلكترونية قبل شهرين صارت فجأة -في الفضائية السورية- مظاهرات قطرية في الجمعة الأخيرة، وما كان مظاهرة قطرية في الدوحة للتضامن مع الثورة المصرية في الأول من شباط صار -على شاشة تلفزيون الدنيا- تضامناً من المصريين مع إخوانهم القطريين في ثورتهم! وأمثال ذلك من "الفبركات" الساذجة التي لا تنطلي على الأطفال!

(تساءلت باستغراب: إذا أرادت الفضائيات السورية "فبركة" أخبار جيدة فلماذا لا تستفيد من خبرة الخبراء من مجرمي العصابات المندسة الذين قبضت عليهم وعرضتهم على شاشاتها؟ هي قالت لنا إن أولئك المندسّين فبركوا كل ما شاهدناه من لقطات للشهداء والمعذَّبين والمظاهرات والاعتصامات، فإذن لا بد أنهم محترفون في الفبركة إلى أقصى الحدود لأنهم نجحوا في خداع الفضائيات الكبرى ووكالات الأنباء العالمية، فلماذا لم تستفيدوا من خبراتهم -يا عباقرة قناة الدنيا- بدلاً من أن تُضحكوا عليكم الناس بإخفاقاتكم وفبركاتكم السخيفة؟)

(3) الانتصار الكبير الثالث هدية أخرى من النظام، ولكنها ليست مجانية أبداً، بل هي غالية جداً, ولكنها كبيرة جداً. الجريمة الفظيعة التي ارتكبتها أجهزة الأمن السوري الساديّة بحق طفل بريء تحولت بسرعة إلى نار ستحرقها وتحرق النظام، فقد تلقفتها وسائل الإعلام العالمية ونشرتها في أرجاء الدنيا فهزت ضمير العالم، وتحولت إلى فضيحة دولية بحق النظام المجرم سوف تلوي أعناق الكثيرين، بدءاً بالساسة ومروراً بالمنظمات والهيئات وانتهاء بالدول والحكومات.

كما أن الثورة نفسها كسبت اليوم رمزاً مُلهِماً جديداً. لا شك أن الثورة تستمد الإلهام من كل شهيد يسقط وكل حر يُعتقَل، لكن بعض الرموز أكثر تأثيراً من غيرها. على سبيل المثال: الأسيرة طل الملوحي تحولت إلى رمز مُلهم في وقت مبكر وكان لها دور واضح في تحريك السطح الراكد وتهيئة الجو للانتفاضة، والشهيد معتز الشعار ساهم بشكل واضح في إلهام وتحريك شباب دمشق، وشهيدات المرقب الأربع حرّكنَ مشاعر ملايين الناس أكثرَ مما حركها مئات الشهداء من الرجال، والبطل أحمد البياسي صار رمزاً ملهماً للشعب كله، وكثيرون آخرون أثروا فينا وما يزالون، كالأسير البطل أنس الشغري والشهيد (المتخلف عقلياً) مرشد راكان الأبازيد الذي استشهد تحت التعذيب وسرقت أعضاؤه، ومثلهم كثير.

كل هؤلاء (وغيرهم من الشهداء والمعتقَلين) من رموز الثورة الكبيرة، لكن أياً منهم لم يبلغ ما بلغه الشهيد الصغير حمزة الخطيب رحمه الله، فقد تحول بسرعة البرق إلى "أيقونة" شعبية عارمة. يمكنكم بسهولة الوصول إلى هذا الاستنتاج من مجرد مقارنة أعداد معجبي الصفحات، فأعضاء صفحة "كلنا طل" ما زالوا أقل من اثني عشر ألفاً بعد افتتاحها بأشهر، وصفحة أحمد البياسي جمعت أربعة آلاف معجب في ثمانية أيام، حتى بطل جبلة الأسير الذي يذهل صمودُه شجعانَ الرجال ويصغّرهم في عيون أنفسهم، طارق بدرة، لم يصل عدد معجبي صفحته إلى سبعمئة (للأسف) بعد أسبوع من نشرها... أما الشهيد الصغير حمزة الخطيب فقد تجاوز عدد معجبي صفحته عشرين ألفاً في أربع وعشرين ساعة. لقد صار مثل البوعزيزي في تونس، بل ربما يصبح في تاريخ ثورة التحرير السورية مثل جان دارك في التاريخ الفرنسي، وسوف تستفيد منه الثورة الكثيرَ بإذن الله، رحمه الله وصبّر على فراقه والديه وعوّضهم خيراً.

                

نداء كتّاب سوريين

استكمالا للنداء الذي وجهه بعض السينمائيين السوريين إلى زملائهم في العالم وجمع مئات التواقيع لسينمائيين صانوا بأفلامهم وبمواقفهم حرية الإنسان وحقوقه، نتبنى نحن الكتاب السوريين هذا النداء ونعيد توجيهه باسمنا إلى كل الروائيين والشعراء والنقاد في العالم وندعوهم للتوقيع عليه:

"إن المواطنين السوريين العُزَّل السلميين يقتلون وتُغتال أحلامهم في التغيير لمجرد مطالبتهم السلمية بمواطنتهم.

إن الاستبداد والفساد الأمنيّ الذي اعتقل السوريين وعذبهم وابتلع أحلامهم وأموالهم وعيشهم يَقتلُ اليوم أجسادهم وأرواحهم بالرصاص.

نحن الكتاب السوريين الموقعين هنا، نرى أن إصلاحاً لا ينطلق الآن من كفّ يد الأجهزة الأمنية عن عيش المواطنين والكفّ عنْ مَنحِ هذهِ الأجهزةِ الحصانةَ والرخصة للقتل أو الاعتقال أو التعرض للمتظاهرين السلميين... وإغلاق صفحة السجن السياسي إلى الأبد، هو إصلاح موؤود.

وننادي كل كتاّب في البلدان العربية وفي العالم للمساهمة فيوقف القتل بكشفه وشجبه وبإعلان التضامن مع شعب سوريا ومع حلمه بالعدالة والحريَّة والمساواة".

الإسم              المهنة                 الموطِن

للتوقيع الإرسال إلى العنوان

[email protected]

                

غرناطة عبد الله الطنطاوي

ويح قلبي..

ويح عمري..

كيف لي أن أعيش بعد أن رأيتك يا حبيبي مسجّى، وآثار التعذيب الوحشي على جسدك الغض الطاهر..

قالوا عنك شهيد!!

ولكنك يا حبيبي لم تفقه بعدُ معنى الموت..

بل لم تفقه بعد معنى الشهادة..

ما زلت صغيراً صغيراً بعمر الورد الجوري الدمشقي وهو زرّ صغير..

ولكنك يا زر الورد بطل هصور

وا لهفَ قلبي عليكِ يا أم حمزة..

والله عندما رأيت جسدكَ الطاهر المسجّى، ورائحة الموت الزؤام تملأ جوانبك الطفولية البريئة، ملأ عويلي أرجاء البيت..

علت آهاتي وتأوهاتي واشتدت تشنجاتي وأنا أرنو إليك يا ابن الثالثة عشرة.

هل تصدقون ابن الثالثة عشرة شهيد

استشهد بأيدي وحوش القرن العشرين

في سورية الحبيبة

فكيف بأمك يا حبيبي..

بل كيف تلقّتك أمك يا حبيبي؟؟؟

أعانها الله.. أعانها الله..

والله لو بكيناك العمر كله لا يكفي صرخة ألم صرختَها بين أيدي جلاديك..

إنهم وحوش.. قاموسي لا يجد كلمة أقسى من وحوش

وقاتلوك أضرى من الوحوش

وأشد وحشية..

فالوحش لا يعذب فريسته، بل يصطادها ليعيش..

ولكن أولئك الجبناء اصطادوك يا حبيبي، حتى يفرغوا ما في قلوبهم من وحشية وأمراض نفسية وأحقاد لم نعهدها في أوباش التاريخ كله..

حتى هولاكو ووحوشه لم يفعلوا ما فعله أذناب الأسد..

والله لو بكاك العالم بأسره، فبكاؤهم لا يساوي نظرة خوف وهلع من عينيك الجميلتين يا حبيبي..

والله لو سمعت عنك وما جرى لك لما صدقت ولما صدق العالم، ولكن جسدك الطاهر كجسد عصفور ذبيح، خير شاهد على بطولة الأسد ابن الأسد..

آهات حرّى تزفر من صدري، ولو وصلت إلى جلاديك يا حمزة لأحرقتهم..

لن يهنؤوا بالعيش.. لن يهنؤوا..

سيكون دمك الطاهر زيتاً نصبه على نار غضبنا يا حبيبي، حتى يشتعل في أجساد الخونة قاتلي الأطفال..

سيكون دمك لعنة تطاردهم على مدى التاريخ،

سنلاحقهم في كل مكان..

فاهنأ يا حبيبي في جنان الخلد..

فاهنأ يا حبيبي في جنان الخلد..