نداء إلى شعوب الأمة العربية
نداء إلى شعوب الأمة العربية
د. برهان غليون
إخوتي وأصدقائي في كل بقعة من بقاع الأرض العربية، في تونس ومصر وفلسطين والجزائر والمغرب وموريتانيا ولبنان والأردن والعراق والسودان وبلدان الخليج العربي وفي بلاد المهجر. اتخذ جهاز الأمن القومي لنظام الاستبداد والفساد والقهر في سورية قرارا يقضي بالقضاء بالقوة المسلحة على ثورة الكرامة والحرية التي عمت، منذ جمعة الصمود في 8 ابريل، جميع مدن وقرى سورية، من الشمال إلى الجنوب. وقد أعلن هذا القرار وزير الداخلية في الثامن من الشهر الجاري، الذي ورد فيه أن السلطة لن تسمح بعد الآن بالمظاهرات وستقضي عليها بأي ثمن. كما أكد ذلك استقبال وزير الخارجية وليد المعلم سفراء الدول العربية والاجنبية لينقل لهم الرسالة ذاتها. وقد بدات قوات الجيش الموالية للنظام بالفعل في محاصرة المدن السورية، بموازاة حملة من الاغتيالات والاعتقالات التي تستهدف الناشطين والمثقفين، وحملة مسعورة من الافتراءات حول وجود مؤامرة خارجية ودخول أسلحة إلى سورية وانتشار مسلحين خارجين عن السيطرة، وهم ليسوا إلا رجال أمن مموهين باللباس المدني. إن النظام السوري الذي يدرك أنه يعيش آخر معاركه الحاسمة يراهن على التعتيم الإعلامي شبه الشامل، وانشغال الشعوب العربية كل بمشاكله الداخلية، وتواطؤ الحكومات الغربية، لتوجيه ضربة حاسمة للثورة الديمقراطية السورية يعتقد أنه سيستعيد بعدها سيطرته المنهارة على الشعب والبلاد.
وبالرغم من أن هذه ستكون حملته الأخيرة على الشعب قبل أن يسدل عليه الستار، إلا أن ما يخطط له يحمل في طياته كارثة إنسانية ومئات الضحايا من الأبرياء.
أطلب منكم التحرك منذ الغد بمسيرات شعبية تضامنا مع الشعب السوري الذي يعيش أخطر مراحل تاريخه الحديث، كما حصل في ميدان التحرير في القاهرة منذ أيام، وإعلان مواقف حاسمة لشل يد القتل وإدانة الاعتداءات الغاشمة لأجهزة المخابرات والأمن على حياة المدنيين المطالبين بالحرية، المتهمين بالتغطية على مؤامرة خارجية ليس لها وجود إلا في مخيلة ضباط الأمن ولخدمة مخططاتهم الرامية إلى إحباط أي إصلاحات جدية لنظام القهر والاقصاء والاذلال الذي يعاني منه الشعب السوري منذ نصف قرن.
ليس للشعب السوري نصير حقيقي اليوم سوى شعوب الأمة العربية التي يشكل الانتماء لها الهوية الحقيقية للسوريين. وإليكم ينظر السوريون اليوم من أجل وضع حد لهذه الحملة القمعية الغاشمة، وحالة الحصار السياسي والإعلامي الذي تضربه سلطة البطش والاستبداد على ثورة الديمقراطية السورية التي هي مفتاح أي تحول ديمقراطي مقبل في المنطقة العربية الآسيوية.
لا تتركوا أخوتكم السوريين وحيدين أمام رصاص الغدر الذي أسقط في ثلاثة أسابيع أكثر من مئتي شهيد وآلاف الجرحى والمعاقين. أنتم وحدكم من يستطيع أن يردع النظام الذي يستخدم مواقفه السياسية الخارجية لتبرير استباحة حقوق شعبه، وفي مقدمها حقه في الحياة، وفي حد ادنى من الكرامة والحرية. ولا أعتقد أن هناك عربي واحد يقبل بأن يعاقب الشعب السوري وتنتهك حقوق أبنائه بسبب مواقفه الوطنية والعربية وروحه الاستقلالية الأبية.
ثمن الحرية والكرامة...!!!
يتساءل الكثير من المرعوبين ، والمفزوعين ، والمرهوبين ، من أمتنا ، من الذين يهولهم بطش الحكام الظلمة ، ويرهبهم غدر أجهزتهم الأمنية المتغوّلة على شعوبنا ، وتفزعهم فداحة التضحيات ، ويؤمنون ( بالواقعية ) و ( العقلانية ) و ( الرضى بالأمر الواقع ) ، ويدّعون الحرص على ( أرواح المدنيين ) و( دماء الأبرياء).
يتساءلون بمنتهى الدهشة والاستغراب ، عن السر الذي يدفع هؤلاء الشباب المؤمنين في سورية ، لمثل هذه المواقف الباهرة ، التي يخرجون فيها بصدورهم العارية ، فيملؤون المساجد والشوارع والساحات العامّة ، مطالبين بالحريّة والكرامة ، ومعرّضين أنفسهم للخطر ، حدّ الشهادة الكريمة ، على أيدي العصابات المجرمة من ( البلطجية ) و ( الشبّيحة ) و( الزعران )وغيرها من أجهزة النظام المجرمة ، ولقد كان بوسعهم أن يترخصوا ويجاملوا ، كما فعل من هو أكبر حجماً ، وأكثر قوة منهم ..
وللإجابة على تساؤل هؤلاء المرعوبين ، ولتبديد دهشة أولئك المفزوعين ، المسكونين بالرعب الأمني والمخابراتي ، الذي دأبت أجهزة القمع الأسديّة على تثبيته في أذهان الناس عبر نصف قرن خلى ، حتى أصبح ( ثقافة ) في المجتمع السوري ، نقول : إن المؤمنين المجاهدين الثائرين من شباب سورية أيها السادة ، يمثلون اليوم روح الأمة المختارة ، التي شرفها الله تعالى بخلافته في الأرض ، وأناط بها قيادة البشرية ، وترشيد الحياة ، وإخراج الأمم من الظلمات إلى النور ، واقامة العدل بين الناس ..
ولقد ارتضت أمتنا المختارة لنفسها- تحقيقاً لهذه المعاني – أن تمتهن الجهاد وتحيا تحت ظلال السيوف ، وتعيش فوق صهوات الخيل ..
كما أيقنت منذ لحظة التكليف الأولى بهذه الرسالة الخالدة ، أن العقيدة التي تحملها ، والعزة التي تنشدها ، والقيادة التي تشرفت بها ، والواجبات الجسام المنوطة بها ، لا بد لها من ثمن .. وأي ثمن ...!!!؟
ولقد ارتضت الأمة بدورها ، واستشعرت عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقها ، وقبلت التحدي المنوط بها ، ووافقت على دفع ضريبة العزة والكرامة والخيرية ، وهي راضية مطمئنة ، غير جزعة ولا متبرمة ولا مستكثرة . ولقد دفعت في تاريخها الطويل الحافل بالجهاد والاستشهاد ، قوافل من الشهداء ، وأنهاراً من الدماء .! ولئن كان التاريخ قد نعى للدنيا كثرة من ارتقى من أبنائها في دروب العزة والكرامة والمجد من المجاهدين وحملة المبادئ .! فان هذا في منظور الأمة ، هو المهر الذي لا بد منه سداداً لحياة العزة والكرامة والخيرية ...
بسم الله الرحمن الرحيم (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) صدق الله العظيم .
وهي الضريبة التي لا بد منها على طريق القيادة والريادة والقدوة …
ولقد دفعتها الأمة راضية مطمئنة ، ثم خرجت جحافلها من جزيرة العرب فانساحت شرقاً حتى وطئت بحوافر خيلها تربة الصين ، وغرباً حتى خاضت بتلك الحوافر في مياه الأطلسي .!!!
ولقد وصل اليوم ارث النبوة الخالد في البطولة والجهاد والاستشهاد ، الى الأبناء البررة لمدرسة النبوة الشريفة ، وهم المجاهدون الثائرون من شبابنا الطاهر ، ولقد ارتضى هؤلاء الشباب العمالقة الأبرار ، أن يحملوا هذا العبء الثقيل ، في عصر الذلة والغثائية والانبطاح .!!
ولقد ، والله ، كانوا أمينين على هذا الإرث ، وجديرين بهذا الدور ، ولقد قادوا الشعب السوريّ حتى هذه اللحظة بصورة مشرّفة ، ففجروا ثورته ، ورسموا له درب حريّته ونهضته وعزّته ، وضربوا أروع الأمثلة ، في المبدئية والثبات والتضحية والقدوة .. وكانوا بحق ، مدرسة في هذا القرن ، لتعليم الصبر والشموخ والإيمان والعطاء ، وأعطوا المثل الأعلى لكل الشعوب المتطلعة الى الحرية والكرامة والاستقلال ، وأداروا بكفاءة وعبقرية _ هي مدار اعجاب كل العرب والشرفاء في العالم _ أعظم مواجهة مع الباطل والطغيان في هذا القرن .!
وهاهي اليوم تباشير ثورتهم السلميّة ، وجهادهم المبارك ، واشراقات تضحياتهم المتألقة ، تملأ الدنيا ، وتشغل العالم ...
وهاهو الظلم الأسديّ الغادر لشعبنا ، ملعون مقبوح على مستوى العالم .!!
وهاهو الوحش الأمنيّ القمعيّ المتمرد ، محاصر في أضيق زوايا التاريخ .!!
وما اليوم الذي يتهاوى فيه النظام الأسديّ الظالم ، وأجهزته الأمنية الفاجرة ، لتدفن في مز ابل التاريخ ، عنا ببعيد ..!!!
بسم الله الرحمن الرحيم : (( ويسألونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريبا ))
صدق الله العظيم .
الدكتور أبو بكر الشامي
دمشق :في الخامس من جمادى الأولى / 1432 هجري
الموافق للتاسع من نيسان /أبريل / 2011 ميلادي .
الثورة انطلقت بإرادة شعبية حرة...
وإرادة الشعب لا تنكسر
د. لؤي عبد الباقي
رجال الثورة السورية، أبطال الحاضر وأمل المستقبل، استطاعوا أن يمزقوا هيبة نظام الاستبداد الهش القائم على أوهام الخوف والإرهاب مع تمزيقهم لأول صورة من صور الرئيس بشار الأسد.. واستطاعوا ان يحطموا اسطورة الرعب التي يراهن عليها النظام مع تحطيمهم لأول تمثال وأول صنم لرمز الطغيان حافظ الأسد.
لذلك فقد بدأ حاجز الصمت ينهار وبدأت متاريس الخوف تتهاوى الواحد تلو الآخر.. فالأصوات الغاضبة التي تنادي بالتغيير تزداد وتتصاعد كمّا وكيفا يوما بعد يوم، والهتاف الشجاع الذي أطلقته الثورة "لا خوف بعد اليوم" أصبح يجذب ويستقطب المزيد من المتعطشين إلى الحرية التواقين إلى الكرامة والعزة.. بعد عشرات السنين من حياة الذل والهوان في هذا العهد الدكتاتوري البائد.
فماذا تنتظر أيها المتردد بعد ذلك؟ ألا يكفيك صمتا وخوفا؟ ألا ترى أن الخوف والرعب أصبحا يملآن قلوب الجلادين الطغاة؟ فهم الخائفون اليوم وهم المرعوبون بعد أن ثار هذا الشعب المارد وخرج من قمقمه الذي حبسوه فيه عشرات السنين.
لم يبق أي مبرر للخوف، فمئات الآلاف قد خرجت إلى الشارع، من أقصى جنوب البلاد إلى أقصى شمالها، من شرقها إلى غربها، وصرخت في وجه الطغيان والاستبداد..تنادي بالحرية والكرامة.. لا خوف بعد اليوم.. لا صمت بعد اليوم...
بدأت المظاهرات في سوريا كما بدأت في تونس ومصر وكانت بالعشرات ثم بالمئات والآلاف..فعشرات الآلاف، وقريبا إنشاء الله الاعتصام المليوني في دمشق وحلب. لقد زلزلت جمعة الشهداء الأرض تحت أقدام المستبد الطاغية حيث وصل عدد المتظاهرين في جميع أنحاء القطر إلى مئات الآلاف وبدأت الاعتصامات في عدد من المدن السورية.
فمما يخاف المترددون؟ هل يخافون من الاعتقال؟ لقد امتلأت المعتقلات وانتهى الأمر... وقريبا ستبدأ الأجهزة الأمنية تشعر بالإرهاق والإعياء وقد بدأت أعصابهم بالانهيار..هل يستطيع النظام أن يعتقل مئات الآلاف ممن خرجوا وطالبوا بالحرية؟ هل يستطيع أن يعتقل شعب درعا بأكمله.. أو شعب بانياس.. أو أهل دوما؟ هل استطاع أن يعتقل كل من كان معتصما في جامع الرفاعي الذي حوصر لعدة ساعات؟
إن من يراهن على كسر إرادة الشعب واهم واهم واهم...فالثورة انطلقت..ورجالها الأحرار الذين تنشقوا رياح الحرية في شوارع سوريا الحبيبة لن يعودوا إلى بيوتهم ولن يخلدوا إلى النوم حتى تتحرر شوارع وميادين ومدن سوريا من الخوف والذل والهوان. أبطال الثورة عرفوا الطريق إلى الشارع.. فلا رجوع لعجلة التاريخ والذين يعيشون في الماضي الواهمون ستدوسهم أقدام الثوار وتقتلعهم من جذورهم..
يا أيها المترددون الذين تأخرتم عن الالتحاق بركب الكرامة والفخر..مما أنتم خائفون؟ من ضربة عصا هنا أو إصابة هناك في سبيل حياة حرة كريمة؟! هل تريدون أن تعيشوا بقية حياتكم في الذل والهوان.. وأن تورثوا الخوف والرعب والذل للأجيال القادمة من أبنائكم؟ عار عليكم إذا رضيتم بحياة الذل والهوان... عار عليكم إذا رضيتم أن تورثوا أبناءكم العبودية..
والعار كل العار للمتخاذلين والجبناء..
الثورة انطلقت بإرادة شعبية حرة...وإرادة الشعب لاتنكسر.
المطلوب الآن..
استثمار تيارات الشباب المتحرر
صالح خريسات
باستثناء المؤسسة العسكرية، والأجهزة الأمنية، فإن معظم الشباب يفتشون عن تيارات متحررة ومنفتحة، يكافحون ويناضلون بوساطتها، في سبيل كسب مزيد من الحرية. وأعتقد أن اقرب بيئة قريبة من الشباب العربي المقموع، هي التيار الديني غير المتشدد، البعيد عن الجمود والتزمت، ويلجأ إلى التيار المتشدد، جيل من الشباب المنهزم، الذي قرر أن يموت تحت أي مسمى من المسميات، ولا توجد قوة تستطيع أن تثنيه عن عزمه. وهناك جيل آخر يتجه إلى الأحزاب المثقفة، التي تتجه وجهة عصرية في العلم والسياسة، بينما لا يثير الآخرون أي اهتمام أو اكتراث بالأحزاب السياسية، ويشككون بوعودها، ويتهمونها بتواضع المعرفة والجهل بالعمل السياسي، والانتهازية في ظل النظام الحاكم. أما المتنورون منهم، فإنهم ينجذبون إلى التيارات غير العنيفة، ويفضلون الطريقة الهادئة التي تهدف إلى الإيضاح والتنوير، وانتهاز الفرص المناسبة، أكثر ما تهدف إلى توجيه صدمة فكرية وروحية إلى الجماهير المتعطشة للحرية.
الآن وبكل بساطة، فإن جيل الشباب العربي مل عصر الهزائم، والانكسارات الداخلية، وتغييب الحريات، والتضييق على الفكر، ويأملون في الإصلاح فرصة للتجديد الفكري والاجتماعي والسياسي. إننا لم نر في مؤسسات الحكم وقياداته، من له في جيل الشباب تأثيره الفكري الواسع، النابع من البيئة الوطنية، العارف بمشاكلها، وليس هناك من يستوعب جيل الشباب ويقبل آراءهم المتحررة ورغبتهم في التغيير والتطوير. بينما نجد في الدول الغربية الديمقراطية، مؤسسات لا تكتفي بقبول آراء الشباب وإفساح المجال لها، بل تشجعهم على هذه الآراء تشجيعاً واسعاً، وتقرر لهم المال اللازم للبحث والدراسة والتنفيذ، إلى أن يثبت صحة قولهم أو رأيهم من عدمه. ولا بد أن نقف هنا لحظة لنلاحظ نوعاً من التناقض الغريب في داخل الدولة. فالحزب الحاكم مثلاً في بعض البلاد العربية حزباً وحيداً ورجعياً، بل شديد الرجعية. والأحزاب الأخرى إن وجدت غالباً ما تكون مغلقة، لا مبادئ واضحة لها، ولا يكون لها منهج ذو قيمة أو أهمية، ومع ذلك، وهنا التناقض، نطلب من الشباب الانضمام إلى هذه الأحزاب، سعياً لتثبيت التعددية السياسية الخادعة.
وهكذا يظهر لنا الانفصال بين السياسيين الذين يكونون الجسم الأساسي للدولة، وبين الشباب المفكر النشيط، الذي يكون وحده تياراً خاصاً به، ويجمع حوله عدداً من المثقفين الذين يرون في الإصلاح السياسي والاجتماعي، أفضل وسيلة للتغيير والتطوير. هذا الوضع يبين لنا أن هناك أحزاب سياسية لا أثر لها ولا شعبية، مدعومة من أجهزة الدولة، لأنها ترى رأيها وتمشي في مظلتها، هؤلاء لا يعنيهم إلا أن يحافظوا على مصالحهم، بينما هناك تيار آخر منتسب إلى الإصلاح الحقيقي وحرية الاحتجاج والرفض، ولكن لا تحس به الدولة.
هؤلاء الشباب ارتبطوا ببعضهم من خلال التيار الاجتماعي الثقافي، وليس من خلال التيار السياسي، لقد ارتبطوا بالفكر الحر الذي وفرته لهم وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت وبعض المحطات الفضائية، التي فضحت مظاهر التخلف والرجعية في الأنظمة العربية، فأحس بعد أن تمكن من تعليم نفسه وتدعيم ثقافته، إنه يحمل في عقله أراء جديدة، تخالف التقاليد التي ما زالت تعشش في العقول بصورة قاسية، ومن هنا انتظروا الفرصة المناسبة، وخرجوا يبحثون عن صدى لأفكارهم المتحررة الثائرة، فكان الدافع الأساسي لهذه الثورة دافعاً فكرياً، ولم يكن دافعاً سياسياً بحال من الأحوال، وكانوا يأملون بوجود حكومات تفهمهم وتقدر مطالبهم في الإصلاح، وذهب ظنهم بأنها ستقدم لهم الحماية، وتدافع عنهم، فالإصلاح ليس للشباب وحدهم، بل هو للوطن ولمستقبل الأجيال القادمة. ولكن هذه الأنظمة، وقفت بعنف وقسوة في وجه الإصلاح. ولا شك أن هذا الموقف في التقييم السياسي كان خاطئاً، فالشبان الآن أكثر الأحزاب ثورية، وأكثرها قرباً من الشعب، بينما كل العاملين في أجهزة الحكم بعيدين عن الشعب ولا تقبل لهم شهادة.