يوم سجين الرأي العربي

م. هشام نجار

يوم سجين الرأي العربي

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

إخوتي وأخواتي

يؤسفني ويؤلمني ان اقول انه لا يبدو في الأفق اية صورة متفائله او أملاً قريباً بالإفراج عن الإنسان العربي المغيب في سراديب المعتقلات العربيه ومنحه حريته المصادره من اجل كلمة حق نطق بها لسانه او حرفٍ خط بها قلمه , ومع ذلك مازلت محتفظاً ببقية امل من ان يقدم حاكم يلحق به حكام بتعزيز هذا الأمل

اعزائي القراء كنت متفائلاً قبل عيد الفطر الفائت من أن يقرأ حاكم من حكامنا ولو بطريق الخطأ او بطريق الصدفه والتي لا تتكرر سوى مره واحده في العمر رسائل من كتاب عرب مرموقين ارسلت عبر مواقع عربيه عديده لأصحاب الجلاله والسياده والسمو يرجونهم فيها منح إنسانهم المغيب وراء بوابات معتقلاتهم العتيده حريتهم المصادره وعودة المهجرين الى احضان اوطانهم الدافئه, وتمنينا عليهم ان يجعلوا من شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد مناسبة للم شمل الأمه, وإعادة سداها إلى لحمتها ففي جمعهما تحصين لنسيج الأمه وهيبة لها امام اصدقائها ورهبة لها امام أعدائها حتى يعود الأب الى اطفاله وعائلته ..والشاب والشابه الى بيتهم وجامعتهم.. وكل صاحب كفاءة واختصاص وخبره الى عمله لبناء وطنه فيكون عيداً مباركاً يظلل كل ابناء الأمه بمظلة واحده منسوجة بيد ابنائها وليست مستوردة من بلاد اعدائها.الا ان ظني قد خاب من ان اجد حاكماً شجاعاً واحداً يحيي املاً مفقوداً ويضيئ شمعة ولو نحيلة تنير درب أمته...فمات الرجاء.واليوم ونحن على ابواب عيد الأضحى أكرر الرجاء من جديد يشاركني به ملايين العرب ليتم الإفراج عن عشرات الألوف من معتقلي الرأي في أوطاننا العربيه والتي ينصب لها في كل يوم فخ جديد من دول حاقده تجهز لحروب صليبية بادية المعالم لايمكن إحباط مخططاتها ومواجهتها الا بنسيج متين لا رقعة فيه ولا ثقوباً تملأ بنيانه 

اعزائي القراء

ضمن هذا الواقع العربي التعيس ,كيف يمكن لهذه الشعوب العربيه ان تتفائل بنصر إذا كان خيرة أبناء الأمه مغيبه في زنزانات الحكام او مُهجّره قسراً...وكيف يمكن لهذه الشعوب العربيه ان تشعر بكرامتها إذا كانت خيرة ابناء الأمه تقف على ابواب السفارات الأجنبيه مستجدية تأشيراتها... وكيف يمكن لهذه الشعوب العربيه ان تثق بنفسها اذا كان ما تبقى من خيرتها في وطنها ليس بمقدورها ان تنبس بحرف واحد امام سائق تكسي او امام بائع متجول او حتى امام حاجب إدارته.

كيف يمكن لأجيال هذا الواقع العربي التعيس ان يُسّلم الأمانه لأولاده وأحفاده من ابناء الغد  اذا كان فساد علية القوم قد ضرب اطنابه ومجالس نيابيه شكليه لا تستطيع ان تحضر مواطناً صغيراً من اتباع السلطه لمحاسبته فسايرت هذه المجالس فساد الحكام فتحول الجميع الى رجال اعمال تحت حماية السلطه وتحولت الأوطان الى سوبر ماركات يباع فيه كل شيئ حتى كرامة الوطن. حتى ان احد رجال الأعمال والحاصل على عضوية مجلس محاسبة الحاكم في احدى الدول العربيه يقتل إنساناً بريئاً وينجو من حبل المشنقه لأنه ابن النظام ,كيف يمكن لأجيال هذا الواقع العربي التعيس ان يُسّلم الأمانه لأولاده وأحفاده من ابناء الغد اذا كان الفساد قد وصل حتى القضاء.

اعزائي القراء

كما ان للإستقلال يوماً.. وللشهداء يوماً.. وللأرض يوماً.. وللأم يوماَ.. وللأب يوماً..وللعامل يوماً تُخلّد فيها مناسبات ورموز الأمه , فإني اقترح على منظمات حقوق الإنسان العربي وهيئات ونقابات ومنظمات المجتمع المدني العربيه تخصيص يوم في السنه يدعى يوم سجين الرأي العربي في سجون حكام العرب. تنظم فيه إحتجاجات رسميه مع إصدار كتيب في ذلك اليوم يتضمن كافة اسماء المعتقلين مع سيرتهم الشخصيه وتنشيط  جميع مجالس حقوق الإنسان العالميه وهيئات الأمم المتحده المتخصصه في حقوق الإنسان وذلك بممارسة اقصى ما يمكن من ضغوط بغية تحرير سجناء الرأي وعودة المهجرين القسريين إلى اوطناهم.

اترك مقترحي هذا ايضاً بين ايدي كل من يستطيع ان يؤدي خدمة لوطنه بتحرير ابناء وطنه..والله من وراء القصد

مع تحياتي