نيلسون مانديلا

هيثم المالح

إعلان

تستضيف رابطة أدباء الشام في غرفتها على البالتوك: الأديب الشاعر الأستاذ:

يحيى بشير حاج يحيى

وذلك في تمام الساعة الثانية عشرة من ليل يوم الثلاثاء 29-07-2008

نحن في انتظار الأحبة

*    *    *    *   *

بإمكان الإخوة الراغبين بالمشاركة في غرفة رابطة أدباء الشام والتفاعل معها:

التعرف على برنامج البالتوك وتحميله من خلال هذا الرابط:

http://www.paltalk.com/ar/index.html

للوصول إلى الغرفة يرجى تتبع ما يلي:

حين تفتح على البالتوك تجد على اليمين كلمة all rooms

اضغط عليها تجد على اليسار كلمة middle east

اضغط عليها تجد في أسفل الصفحة تقريباً syria

اضغط عليها تجد عنوان الغرفة : syria justice and freedom

اضغط عليها تجد نفسك في غرفة أدباء الشام  وأهلاً بك وسهلاً بين إخوانك

حاول أن تضغط على المفضلية وأنت في الغرفة حتى تختصر في المرات القادمة كل هذه الطرق التي فعلتها قبل قليل.

 

شاكرين لكم مشاركتكم وتفاعلكم.

رئيس رابطة أدباء الشام

              

المحامي هيثم المالح *

تابعت منذ أيام على شاشات بعض الفضائيات -غير العربية- مشاهد احتفالية بمناسبة عيد ميلاد التسعين لنيلسون مانديلا أعظم شخصية في القرن العشرين – فيما أعتقد -

كانت المشاهد تتعاقب أمامي وأنا أقف مذهولاً من رؤية هذا العملاق "الأسود" الذي قاد حزبه للنصر على النظام العنصري في جنوب أفريقيا وانتزع حق شعبه في العيش بكرامة بعد نضال طويل قضى فيه أكثر من ربع قرن في سجون البيض المتحضرين الذين خرجوا أفواجاً من بلادهم ليمتصوا دماء الشعوب الأخرى حاملين رؤى كاذبة، عن حرية، وديمقراطية، وحقوق الإنسان، فكانوا هم أول من داس هذه الشعارات، لأنهم غير معنيين بها خارج أوطانهم.

كنت وأنا أشاهد هذه الاحتفالات وأرجع بالذكرى إلى سنوات خلت حين كان هذا العملاق مانديلا يقاوم الظلم والطغيان من داخل سجنه بينما يناضل حزبه دون كلل ولا ملل.

نال مانديلا حريته، وانتخب بالاجماع رئيساً لدولة جنوب أفريقيا وأمضى مدة رئاسته، ثم ترك لغيره الدور كي يتابع المسيرة، ومع أن هذه الشخصية المتميزة كان يحق لها أن تمارس الحكم دورات ودورات و"إلى الأبد" ولكنه لم يفعل بل ظهر مانديلا زاهداً بالمنصب الذي اعتبره خدمة وعبء لا شرفاً، بل هو الذي شرّف المنصب وليس العكس، لقد دفع جل عمره في النضال والسجون والتعذيب ولم يطلب ثمناً لنضاله بأن يبقى على كرسي الرئاسة إلى أبد الآبدين، وحين تسلم الرئاسة لم يجعل همه بسط هيمنة بني جلدته، ولكنه طرح شعار التسامح والتعايش بين جميع مكونات الشعب، وهكذا تسامى على جراح ومآسي الماضي ليبني مستقبلاً مشرقاًً لأمته، ومارس الديمقراطية بأجلى معانيها.

حين كنت أشاهد الاحتفالات التي جرت بمناسبة عيد ميلاد مانديلا التسعين صغرت في نفسي، وأنا الذي أعرف أن بلدنا سورية كان أول البلاد التي نالت استقلالها في المنطقة العربية والأفريقية، ولكن الانقلابين العسكر أنقضوا على مستقبل الأمة ليرسموه بأنفسهم وعلى هواهم، فارضين وصايتهم على الشعب ولم يتعظوا بمن تولى الرئاسة فكان غير متشبث بها من أمثال الرئيس الوطني شكري القوتلي الذي سلم الحكم إلى عبد الناصر وأدار طواعية ظهره للكرسي وبريقه، ومن العسكريين أديب الشيشكلي الذي آثر حقن دماء المواطنين وغادر السلطة والبلاد حتى لا تقع في فتنة الاقتتال، وذلك بعد وقوع ما سمي عصيان حلب، وأتساءل كثيراً هنا لماذا تتراجع بلادنا وتعود القهقرى في هذا المجال، أقول هل أجدبت البلاد أن تنجب القادة والعظماء؟وهل لا نزال فاقدين للرشد السياسي منذ أن غاب هذا الرشد عقب أفول عصر الخلفاء الراشدين وحتى الآن؟

لقد قام حزب البعث على شعارات ثلاث:

وحدة - حرية - اشتراكية

ونادى في أول تأسيسه بالديمقراطية وتحقيق العدالة إلا أنه انقلب على هذه المفاهيم والشعارات مكرساً نفسه قائداً للدولة والمجتمع في المادة الثامنة من الدستور كما سعى لتأليه الفرد.

نرى دولاً كثيرة سبقتنا في مضمار الحريات وحماية حقوق الإنسان، ومنها دولاً محيطة بنا، في الوقت الذي نعود نحن القهقرى في هذه الناحية.

منذ وقوع أول انقلاب عسكري على الشرعية في عام 1949وحتى تاريخه نُصّب علينّا رؤساء فرضوا على الأمة طريقهم للحياة السياسية والاجتماعية وعاملوا شعبهم كما يعامل القطيع.

ترك مانديلا الحكم بعد انتهاء ولايته ولم يطلب التجديد مع أنه هو من قاد شعبه للنصر وحزبه للحكم، فتنحى طواعية تاركاً لغيره المشاركة في تسلم مهام الحكم حتى تسير عجلة الحياة، فلم يستأثر ولم يطالب أنصاره بأن ينص في الدستور على الحكم "إلى الأبد"! ما هذا الرقي والتقدم، وكيف استطاع هذا الشعب الأسود الذي ذاق ويلات الاستعمار والعنصرية أن ينتفض ويرشح من يراه هو لا من يراه "الزعيم"؟ فهل بلغ هؤلاء الرشد السياسي بينما نحن تراجعنا، ويقينا عالة على الشعوب ننتظر أن يأتينا الترياق من.. جهات لا تحمل لنا الخير؟

هل كتب علينا وإلى الأبد أن نحكم بنظام عسكري ليس لديه أي رؤية للحوار مع مكونات المجتمع المدني؟ وهو لا يزال يرى أن السجون والمعتقلات ودور التوقيف والأجهزة السرية تحت الأرض وفوق الأرض هي الحل لمعضلات الوطن؟

هل سيستمر النظام يتهم الشعب بالخيانة والتآمر والتجسس لمجرد المطالبة بالحقوق المسلوبة والحريات المفقودة؟

سنون طويلة وأنا أبعث بالرسائل هنا وهناك بدء من السيد الرئيس وانتهاء بالقادة الأمنين ولا من مجيب!!

زياد رمضان الذي ورد اسمه في تقرير ميليس في جريمة اغتيال رفيق الحريري، سلمه أهله بمعرفتنا في جمعية حقوق الإنسان حين كنت رئيساً لها؛ إلى الأمن العسكري، وأمضى ثلاث سنوات في سجونه، دون أن يصار إلى الإفراج عنه، وقد أرسلت مطالباً بإطلاق سراحه ولكن لا جدوى من المطالبة، علماً أنه ليس للمذكور أية علاقة بحادث الاغتيال سوى صداقته لمن سمي "أبو عدس" الذي قيل أنه اغتال الحريري وهي التي جرته إلى ما هو فيه.

لقد قيل قديماً "التقي من أتعظ بغيره، والشقي من أتعظ بنفسه".

فهل يمكن لنا أن نأخذ الدروس والعبر من أولئك الذين يجتهدون في بناء غد مشرق لأجيالهم؟ أم أننا سنستمر نرسف في قيود العبودية "إلى الأبد"؟

لقد قال لورد أكتون "كل سلطة مفسدة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة"!!

وقال مونتسكيو "موقف الطاغي هو موقف ذلك الذي يقطع الشجرة لكي يقطف الثمرة"!

فهل سوف يأتي علينا زمن يسترد فيه الشعب حقوقه ويشعر أنه قد بلغ الرشد السياسي ولا أحد يملي عليه ما يريد؟!

 إنها أمنية كل مواطن

              

* محام سوري وناشط في مجال حقوق الإنسان - دمشق.