السلام المرواغ

م. الطيب بيتي العلوي

السلام المرواغ،

وسذاجة ترشيد الصراع العربي- الإسرائيلي

م. الطيب بيتي العلوي

مغربي مقيم بفرنسا

باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس

[email protected]

كيف تحولت الأنظمة الثورية العربية الى"كيانات سايسكوبية" بعد حرب رمضان(1)

"اذا أرخنا للمعارك الاستعمارية، فقد أخفق الاستعمار، ويكفي أن نؤرخ للعقليات، لنتبين أننا ازاء أعظم نجاح في كل العصور.،وهوأن أروع ما حققه الاستعمار، هو مهزلة تصفية الاستعمار،...فقد انتقل البيض الى الكواليس، لكنهم لا يزالون مخرجي العرض المسرحي." .Christan Maurel. Maurel ,L’exotisme colonialeالأكاديمي.." كريستيان موريل

لا مناص من العودة الى تاريخ المنطقة القريب ،وأن لا نمل من اعادة قراءته،لأن الأحداث تتناتج وتتوالد وتتوالى، وكأنها تحدث اليوم ،وكأن الأشخاص هم الأشخاص،وسياناريوهات الأمس تتكرر بحذافيرها ،ولأن التاريخ ستظل عيونه دوما لامة، ونظراته الى الحقائق شاخصة ، ليطبق أحكامه النافذة،ولو بعد حين..

ومن هذا المنظور،فيبدو أن كل الآمال العربية قد تم تدميرها وسحقها –بعد حرب أكتوبر-،ما بين كماشة"ثقافة السلام"،وتحت هراسة سراب التغريب والرفاه والتحديث، والتيه وراء فلسفة براغماتية(لا أخلاقية ولا انسانية)، تبعد هذا الشرق عن مشرق الشمس، لترمي به في متاهات غروبها المعتمة الظلمة ،اشباعا للميولات النرجسية لبعض الساسة والنخب، في التخلص من عقدة "عبء وطأة التاريخ الثقيل" للمنطقة،بعقد اتفاقية "كامب ديفيد" المشؤومة، عندما "استثمر" انتصار حرب رمضان في غير موقعه ولافي موضعه ،بالتهافت على أعتاب الغرب واسرائيل ،بتحويل هذا الانتصار الكبير(المادي والمعنوي)عن مساره الطبيعي المفترض فيه أن يؤصل لبداية نهضة عربية حقيقية(بعد العثرات النهضويةالسابقة )،حين تحولت أنظمة عربية ثورية -عقدت عليها شعوب المنطقة آمالها وطموحاتها-، الى مجرد كيانات متسولة وممارية ومداهنة ، تغرر بالأمة باسم "الواقعانية" والفلسفات العضوانية الجديدة الغربية، التي ملأت الساحة منذ السبعينات، لتنحشرالشعوب في متاهات،و خيبات، وسقطات،ومذلات لاتنتهي ، لهثا وراء السراب ،حيث لم يترك هؤلاء الساسة-وشيعتهم من" المثقفين "،-من يومها بابا موصدا الا وطرقوه، ولاممرا ضيقا أو نفقا معتما الا وعبروه، ولا بيتا مشبوها الا وولجوه، ولا قشة مهترئة الا وتشبثوا بها ، متنقلين عبر قاطرة الوهم من"السلام المزعوم" الى"السلام المرواغ "، ف" السلام الملغوم" وصولا الى" محطة السلام المستحيل" الذي تفصح عنه اسرائيل بكل اللغات المباشرة والرمزية والمذلة والمصادمة، متحدية "المجتمع الدولي" المزعوم- بالخروقات التحقيرية" للأمم المتحدة منذ عام48(التي لم يضع أسسها روزفلت-ونفذها ترومان- الا لاجبار الدول الأعضاء بفرض اسرائيل على البشرية ،حيث انتهي دور المنطمة –عمليا - صبيحة اليوم الثاني للتصويت على الكيان الصهيوني  فكانت مهمة انشاء الأمم المتحدة هو التبرير" للتحايلات القانونية الدولية" لتغطية وحماية وتسويغ 65 خرقا، للقوانين الدوليةعلى مدار 60عاما لنشأة اسرائيل، نكاية بالدول الأعضاء مجتمعة ، ومحققة بذلك الرقم القياسي في تاريخ الأمم من حيث استعمال العنف والاضطهاد والعنصرية والتجاوزات اللاأخلاقية في معاملة البشر،

ولعل أهم انجازحققته الأنظمة العربية المتسولة ونخبها،- بعد اتفاقية كامب دايفيد-،هو الاسهام الكبير والخطير(ولأسباب مشبوهة) في تفعيل،وتحقيق أهم الأساطيرالتي تسيطرعلى العقل الصهيوني منذ نشأته،ألا وهو، أسطورة "استمرار" اسرائيل الكبرى" التي تقول"بأن يهود العالم الحديث هم ورثة مباشرون لقبائل اسرائيل القديمة ،وما حكومة اسرائيل الحالية في فلسطين المحتلة الا"كومنولث" اليهود الثالث(باعتبار أن الكومنولث الأول حطمه الأشوريون في عام 721ق.م،و حطم الرومان الكومنولث الثاني عام 70ق.م)  فلا بد -والحالة هذه -من الاستماتة للحفاظ على هذا الكومنولث الثالث والأخيرمن الزوال تمكينا للسيطرة –مستقبلا-على العالم ، حسب مزاميرهم.،وسجع كهانهم

بعض الخلفيات "الأنثروبو- ثقافي- سياسية" لحقبة ما بعد حرب أكتوبر

ولقد لعب الاعلام الغربي وكتاباته الفكرية في السبعينات لعبة قذرة في"مسخ "عقليات هؤلاء الساسة، وتطويع النخب المثقفة"الثورية" قصد احتوائهم ،بتضخيم" نرجسيتهم،-اعلاميا-،عن طريق اغداق الجوائزالأدبية،والألقاب الأكاديميةالفكرية،من منظمات ومؤسسات ذات توجهات مشبوهة،-محليا ودوليا- ومتمظهرة بعناوين براقة،حتى استقر في أذهان بعضهم ،بأن دورهم "التاريخي"، وربما "الرباني" في المقام الأول ،هو في "تفكيك" ثوابت الأمة "الأركية المتهالكة" في نظرهم، واحلالها "بقيم التسامح"و"الانفتاح" و"قبول الآخر"، شريطة ألا ينفتح هؤلاء "العباقرة" على قيم شعوبهم ،وألا يتسامحوا مع متطلعات أمتهم، حيث يكفي الاطلاع على نماذج من تخريجات هؤلاء النخب النرجيسيين ،الذين يحتسبون 'فتوحاتهم" من صميم التحليل العلمي ،والمنهجية السوسيو-أنثروبو-ثقافية، بخصوص احتقارهم للأمة ورموزها ،على هدي "الانفعالات العلموية"،حتى انقلبنا على أيدي هؤلاء نروم "تحليل"المجتمعات العربية،وتطويرالعقليات،وقلب"الثوابث" و"تنوير" واقتياد "القطيع العربي" بالتطبيع مع كل "الغرابات" والانحرافات ،بتفكيك البنيات الأسروية والفردية ، وتكييف"حركة التاريخ"'(هذا التاريخ الذي أنهاه الغرب،ووأده وأدا، وأوقف عقارب ساعته بسايكس –بيكو، وكامب –دايفيد، وبارجاع العراق الي العصرالحجري،) بالمشاريع التفكيكية الكبرى، والصغرى التي أقحمت الأمة في التطاحنات الاثنية الداخلية الرعناء ،والخلافات الفقهية التفريعية الفارغة، والاختلافات الطائفية العبثية ،وبالباس الأمة قشرة "الحضارة "، بغرس أساليب المحاكاةmimésis  الفولكلورية الهجينة ،لدمجها في بوتقة عوالم "محو الحدود الاقليمية" –كما يسميها متخصصي "أنثروبولجيا الحضارات" لتصبح المجتمعات العربية مجرد "مجتمعات نفايات" استهلاكية حتى لا توصم بممارسة "الحداثة العرجاء" –كما سماها أحد عباقرتهم، بتشييع" الثقافات الجديدة ل"لا جدوى "الشعارات"و"المبادئ" و"المواقف" و"الانتماء" والنضال " والمقاومة" و"الشرف " والعروبة " والاسلام "،وبأن "القطرية الأنانوية"  égocentrismeالمغلقة والمنغلقة ،هي المخرج الأوحد، والسبيل الرشاد الى المستقبل المشرق.، ولتكن "قطرية" اسرائيل ،هي القدوة لكل الأقليات الاثنية-وما أكثرها في المنطقة بالمنظور(الاثنو-أنثروبو-تاريخاني) الغربي،.كما تمخضت عنه اللقاءات المكثفة بين الكتاب الاسرائليين الثمانية والثلاثين  المستضافين كضيوف شرف في المعارض الدولية للكتاب بأروبا مع "مثقفي" الأصوليات الاثنية للمنطقة، من أمازيغية ،وسودانية ،وصومالية ،وتشادية مؤخرا، ودعوة هؤلاء الى تل ابيب لدراسة اعتماد النموذج الثقافي الاسرائيلي" كمشروع لانجاز أطروحات " المابعد" للمنطقة

الدخول الى أزمنة" اللاجدوى" الصعبة

ولقد كانت زيارة كيسينغر المشئومة للشرق الأوسط،هي المفصل الذي تمحورت حوله كل مشاكل المنطقة اللاحقة ،بعد لقائه مع العاهل السعودي المرحوم فيصل ، حين التقط هذا الملك بحسه البدوي العروبي الصافي،مرامي مهندس السياسة الدولية الماكر، وأدرك خفايا عقليته اليهودية التوراتية المتحجرة واللولبية،فكان أن تم التخلص من العاهل السعودي،باشارات رمزية خفية من كيسينغرالذي كتب تقريره المشئوم للرئيس نيكسون "بأن خطورة هذا الملك وبدوه هو كونه "متزمتا"حين أقسم بأنه سيصلي في القدس،ولأن بدو المنطقة ورعاعها،يجلسون" بمؤخراتهم" على ينابيع الطاقة الدولية التي ستظل لعقود طويلة مقبلة"عصب التنمية الغربية، لكي يتم التخطيط في عام73 لتدريب فيالق طوارئ مدربة للتدخل السريع لتطويق آبار البترول في منطقة الخليج كلها، (هذا الملف الذي كان وراء التخطيط العملي لحرب الخليج الاولى عكس ما يعتقد الكثير من المحللين)- كما نشر ذلك صحفيون أروبيون زمنها- لينفرد الذئب بعدها بالشياه العربية القاصية والمتعثرة ،

فكان أن انحصردور"كيسينغر"منذ لقائه الأول مع السادات في اقناعه "بلاتاريخية مصر"، و"لاتاريخية" فلسطين،و مهددا اياه غيرما مرة –لاحقا- بالانسحاب من المفاوضات مع بيغين، لو تفوه بذكر"خصائص المنطقة التاريخية "وتلك كانت البذرة الأولى لترويج أطروحة" ما بعد التاريخ" حيث بدأت الكتابات السياسية في الغرب (المدعمة بالاطار الفلسفي الجديد) منذ ذلك الحين تركز علىالطرحين التاليين

أولا

-"لاجدوى لفلسفة التاريخ ،التي تدرس التطورالاجتماعي، وقوانين نشوء الحضارات وتطورها، ومستقبلها باعتبارها مجرد فلسفة "تقديرية" كما روج لهذا الطرح"مورتون وايت" أستاذ الفلسفة ، والأكاديمي بجامعة هارفارد، وأتباعه في بريطانيا،كرائد للموجة الجديدة للجيل الثاني للمدرسة البراغماتية الجديدة( بعد الجيل الأول"ل بيرس" و"د يوي" و"وليم جيمس" و"تشوسني رايت و"هولمز" ،حيث عمد هذا الجيل الجديد الى التقعيد ل" لاجدوى استخلاص العبر من التاريخ" كما أصل لها " مورتون وايت " في مؤلفه الأكاديمي " أسس المعرفة التاريخية" فأصبح التاريخ بمنظورهاتين المدرستين الجديدتين (الأمريكية ،والأوروبية)هو" مجرد نظرة ذاتية محضة"  ثم الدعوة – عبرالدراسات الأكاديمية- الى" فلسفات لمجتمعات بلا مستقبل" حتى لا تمد البشرية أبصارها الى الآفاق الموحشة التي تنتظرها على هدي "اللاتاريخ" وأطروحات "المابعد" التي وصلت الى أوجها مع الجيل الثالث لبراغماتيي الثمانينات ،مع نهاية الحرب الباردة المتجلية في أطروحات "صراع الحضارات" وأطروحات الفوضى" وبراغاديمات "المابعد"

ثانيا

-"لا جدوى التمسك بالايديولوجيات "في أزمنة الحروب والفتن ،بل الاهتداء فقط بقاعدة" ماكيافيللي" الشهيرة"بأن المصلحة هي الشيء الوحيد الثابت في المواقف السياسية"، (كما نعيشها حاليا مع الخلافات الداخلية في العراق وفلسطين ولبنان) التي كانت القاعدة الذهبية لثعالبة دهاة الساسة البريطانيين والفرنسيين في المنطقة "منذ اقتسام تركة "الرجل المريض" ووعد بلفور المشئوم وسايكس- بيكو، حيث يطغى هذا الشعاراليوم على الكثير من النخب التي  لا تقرأ كتابات الغرب  الا من آخرها،

 

أزمة الفكر السياسي الغربي بعد حرب أكتوبر

وفي خضم موجة التهافت اللامشروط للكثير من النخب والساسة وراء الوهج الغربي، ولمعان بريق مشروعاته الوهمية لعوالم الجنوب المتخلفة، قام هؤلاء بارتكاب خطايا تاريخية كبرى، في حق شعوبهم، في فترة كان الفكر السياسي والفلسفي الغربي يمران بأصعب الأزمات، فيما بين الحربين ، وتفاقمها بعد الحرب المدنية العبثية الجشعة-لتضارب مصالحها الامبريالية-، المسماة  بكبريات "الديموقراطيات" الأوربية،والتي أطلق –زورا-على هذه الحروب الامبريالية فيما بينها بالحرب العالمية (وبقية العالم منها برئ)، حيث زادت من أزمة الغرب في السبعينات ،عندما تهاوت كل النظريات السياسية والفلسفية والاقتصادية التي قامت عليها الحضارة الغربية الرأسمالية التي بدأت تتعرض للنقد القاسي والمرير،تحت ضربات متمرديها الكبار(ماركيوز،فوكو،دريدا،سوسير،شتراوس، بارت،ألتوسر،كريستيفا ،ديلوز، دوران،توران،موران، وكل الهيغليين والكانطيين الجدد ،ومدارس واتجاهات اللامعقول،والرفض، وسائر السارتريين والعبثيين والوجوديين وغيرهم) ،في حين انساق-للغرابة- المفكرون العرب الجدد(من كتبة وشعارير،ومبدعين ومتفلسفين) الى كل أشكال الفلسفات الغربية البورجوازية الجديدة، التي  تنادي"بالابتعاد عن كل أشكال الايديولوجيات"،لكونها مجرد"مجموعة من الأفكار التي تعوق العقل الانساني" والدعوة الىاطروحات جديدة تنادي بتقارب النظام الرأسمالي، والنظم الاشتراكية،و"الانسانوية"Humanistes كما روج لها فلاسفة كبار،- دخلوا-أو سقطوا- في اللعبة- أمثال "آرثر شيلزنجر"و"وولت روستو" و"ريمون آرون"،عندما اصطدم الفكر السياسي الغربي، بعجزه ،زمنها ،في تقديم أفكار جديدة ،لاقناع الدول المتحررة حديثا- بطوباوية "التعايش بين الأشتراكيات، والمبادئ الثورية ،مع الأنظمة الرأسمالية المستعمرة سابقا(بكسر الميم) ، فتم الترويج لهذه الطروحات دعما للمشروع الأمريكي الكبيرفي مغامرته القذرة للاطاحة بكل الأنظمة "المارقة"، تحت دعاوى "بأن التمسك بالسيادة من جانب الدول المتحررة لم يعد يتفق مع حقائق العصر، بل أنه لم يعد أخلاقيا(هكذا؟؟).، ويؤكدون على أن مسالة "السيادة "لا تعد وأن تكون مفهوما ذهنيا عفا عنه الزمن" فكان أول ضحية هذا التقارب،هوالدب الروسي الذي سقط في وهم التقارب المزعوم،و ما يزال يعض على أنامله، بسبب ا قصائه من حلبة المنافس الأوحد للأمبراطورية الأمريكية، وزجه في ما بين الصراعات الداخلية "لنوستالجيي" الشيوعية ، وبين المافيات المالية ، وسماسرة الأمركة الداخليين،وما بين الاكتفاء بلم شعثه ورفاته ومداواة جراحه.-وكرامته الملثومة

هل من مسوغات عقلانية للتنازلات العربية المذلة ؟

ويسجل لنا التاريخ اليوم، علو كعب العرب المحدثين –ساسة ونخبا ومثقفين –في قدراتهم  وملكاتهم على"فبركة" التنازلات المذلة في حق الشعب الفلسطيني،مما لم يزد اسرائيل سوى غطرسة واذلالا وقهرا للفلسطينيين،فتحولت بالتالي العلاقات العربية-الاسرائيلية على مدار كل هذه السنوات –(والتي كان ثمن هذه المماطلات ، والتنازلات واللقاءات، هو اللعب اليومي بأرواح البشر،وتسويغ أكبر "أبارتايد في التاريخ البشري")-، أقول تحولت هذه العلاقات الىمظاهر شاذة غير طبيعية،على شكل تجمعات سرية مشبوهة للتطبيع، ومعاملات تجارية ومالية،وسياحية سرية وعلنية، يستغلها تجار"الظروف الصعبة" والنصابين، وسماسرة الأسواق السود ،حيث طبعت هذه العلاقات –وما تزال- طابعا"باثولجيا مرضيا"،تتجلى فيها تعقد تلك العلاقات المستعصية-سيكولوجيا- بين "الطالب والمطلوب " والراغب والمرغوب" والمحب والمحبوب" ومايترتب عنها من تجليات مرضية"سادو-مازوشية"معقدة غير قابلة للعلاج ،والتي تحمل في طياتها –دوما-عواقب وخيمة على المدى البعيد، وحجة "هؤلاء "هو الأخذ بجانب" العقلانية السياسية" لتجنيب شعوبهم ويلات الحروب والدمار، والتركيز على التنمية والحداثة والرقي،وكأنهم لم يمهدو ا لتدميرالعراق،  ومسحها من الخريطة،وتخريب لبنان،وغزو افغانستان والتحريض على ضرب ايران وسوريا، والابادة العرقية للفلسطينيين،وتخليص المنطقة من كل أشكال المقاومات(اسلامية أو عروبية) بل أمعنوا في افقار شعوبهم  والحط من كرامتهم الانسانية والمعيشية، وفتحهم المجال للصوصية الغربية، ولمافيات "حكومات الظل "من مصاصي دماء الشعوب المهيمنة على ما فيات "الثمانية الكبار" لاكتساح كل ما تبقى من خيرات هذه الأمة، والكرة الأرضية تحت أسماء ومسميات ابليسية، بمشاريع التفقير، والتجويع والحروب الابادية، حتى لا يبقى لكريم،و لاشريف موطأ قدم في هذا الكون .

والنتيجة ، أنه كلما ازداد الساسة ،و النخب العرب ولها ودنفا في"ذباذيب" اسرائيل والغرب،كلما تعشق هؤلاء باذاقتهم الهوان والذلة والمسغبة والمسكنة.،عبر المؤترات واللقاءات الدولية والاقليمية." فيزداد في الاعلام الدولي الغربي تمجيد 'الاسرائيلي" والاعلاء من تراثه "المافوق- قبري "،(تتويج اسرائيل "بلقب "الثقافة النموذجية" للبشرية في كل المعارض الدولية للكتاب في هذا العام)

وفي الصورة المقابلة نشهد في الاعلام الغربي" قتل "صورة "العربي، بتضخيم صورته في مخيلة الانسان الغربي بكل المعاني السلبية في"زمن الاعلام المفتوح والمنفتح" بتشويه حضارته، وتحريف ثقافته، وتكرارتلويث سمعة نبيه'،وتعفيرها بالتراب، باسم حرية التعبير(،بينما وزراء الاعلام العرب "يتعبقرون" في صياغة قوانين تكميم أفواه التعبير، ومراقبة قنوات "مارقة" ومراقبة برامجها، ومنع بعضها عن البث)

كما أنه كلما زاد اصرار العرب على المضي في طرق التسوية السلمية ونبذ "الخيار العسكري"، الا وواكبه الاصرارالاسرائيلي على التمادي في السياسة العدوانية والتوسعية والعنصرية.،.فكان اجتياح لبنان عام 1982، أي بعد قرابة عشر سنوات من حرب أكتوبر، واقتلاع الثورة الفلسطينية من لبنان، وضرب بنيتها التحتية، واستشراء الاستيطان ،الى غير ذلك من الخروقات العابثة والمحقرة لعرب دعاة السلام ،الذين رغم تكديسهم للأسلحة واقتنائها مثل "كادجيات" لعب الأطفال) ظلوا يلوحون بأغصان الزيتون،وبتكثيف الرحلات السرية والعلنية بين تل ابيب وواشنطن وباريس ولندن وبروكسل،يلهثون وراء الوهم الناتج عن النظرة السطحية والادارة الساذجة للصراع- العربي الاسرائيلي، وكانهم يتعاملون مع دولة"طبيعية".ذات نظام سياسي طبيعي،.فكانت انتفاضة الأقصىالبطولية التي أشعل فتيلتها "الجزار شارون" التي غيرت كل المستجدات وخلطت الاوراق، فيما بعد

 والعبرة،أن كل التراجعات التي قدمها العرب-وسيظلون يقدمونها بدون أي تفسير عقلاني - لن تشبع النهم الاسرائيلي ، لكون ساساتها-بكل اختلافاتهم السركية- يعرفون عقلية الساسة العرب، وخبايا نفسيات نخبها ومثقفيها، وما مدى قدراتهم الفعلية- .حيث نجحت في الحد من فعالية الانتفاضة، ،وسحب البساط من تحت أقدام السلطة الفلسطينية، وتصدير الأزمة الىداخل المنظمة،بشراء ذمم بعض المناضلين المحسوبين عليها على هدي" ابن العلقمي" الذي استنسخ منه "الدحلانيون" في فلسطين والعراق ولبنان، واستنباث التناحرات الفلسطينية-الفلسطينية.،ثم المآسي السابقة للتناحرات اللبنانية –اللبنانية

أما تجمع "أنابوليس" المذل فكان تلك القشة التي قصمت ظهر البعير الذي،زاد في وهن  السلطة الفلسطينية،بتمريغ سمعتها في الوحل محليا وعربيا ودوليا،(وكان هؤلاء لا يقرأون  الصحف الدولية) بعد أن حاصرها الغرب في "زاوية"  الدفاع عن نفسها، وتبرير أخطائها ورزاياها،.بمباركة عقلانيي "التجمع الدولي والاقليمي" الذي تمخض عنه الاعلان الرسمي الدولي" بالطابع "-التوراتي" لدولة اسرائيل(وهذا انقلاب وتطور خطيرحتى على مبدأ"هرتزل المؤسس الروحي للدولة الصهيونية) ثم مجيء سيد البيت الابيض الأمريكي– "راعي السلام العالمي،و السلام في الشرق الأوسط"- للتأكيد على "يهودية" الدولة العبرية، ورفضه طلبات الوفد الفسطيني ومقترحات المجموعةالعربية " ويده على الزناد

وأما اليوم، فان الكيان الصهيوني يتلهى، ويخدر العالم مدغدغا مشاعره،  بفبركة جديدة للانقسامات المسرحية داخل اسرائيل، بين الكتل والأجنحة الصهيونية "بحرفنة" تقسيم الأدوار،"بالتمظهرات السركية الديموقراطية"، للظهور بسياسة جديدة ،كتكتيك لولبي  جماعي، للالتفاف على كل المحاولات السابقة لمشروعات السلام،و للبدء في مهزلة جديدة خبيثة ، ولجر اللاهثين نحو السلام-" كخيار استراتيجي"- للدوران من جديد في حلقة مفرغة، مع مفاوضين إسرائليين جدد ، وبشروط جديدة ،وبادخال المفاوضين الفلسطينيين في دوامة الى قيام الساعة،وما على فلسطينيي غزة إلا مواجهة مصيرهم المحتوم بلا ولي ولا نصير، سوى رب العالمين.

للبحث صلة.