حول العدوان الأمريكي على الأرض والإنسان في سورية
حول العدوان الأمريكي
على الأرض والإنسان في سورية
قاتل جديد ينضم إلى الروس والإيرانيين والأسديين
زهير سالم*
وتتساقط الذرائع ، وتتكشف أبعاد المؤامرة الدولية التي أحاطت بالثورة السورية وثوارها ، تنكشف حقيقة الصمت الآثم على جرائم القاتل بشار الأسد وداعميه وحلفائه وشركائه وأدواته ، فيما يقرب من أربعة أعوام من هذا الصمت والتخاذل والولايات المتحدة وحلفاؤها من قادة العالم الحر يختبئون وراء ما يسمونه القانون الدولي ، والقرار الدولي ، والإجماع الدولي ؛ ثم في لحظات نرى الولايات المتحدة تضع كل تلك الذرائع والادعاءات تحت أقدامها وتطلق طائراتها في خمسين غارة في غضون ساعات على أرض سورية وإنسانها ...
فما الذي جرى ؟! في حين أنه لا إطلاق الصواريخ الاستراتيجية على المدنيين ، ولا القنابل الفراغية ولا العنقودية ولا استخدام الطيران الحربي ضد السكان الآمنيين ، ولا القصف بالبراميل الغبية المتفجرة ، ولا استخدام غاز السارين ، ولا غاز الكلور الذي لم يزل يستخدم حتى اليوم – كما أقر به بالأمس وزير الخارجية الأمريكي- ولا قتل ربع مليون مدني منهم عشرون ألف طفل ، ومثلهم من النساء ، ولا قتل آلاف المدنيين تحت التعذيب ، ولا تهجير عشرة ملايين سوري ، ولا تدمير نصف العمران في سورية مدنها وقراها وأوابدها ؛ لا شيء من كل تلك الجرائم والفظائع حرك الضمير الأمريكي ، ولا أثار النخوة الأمريكية ، ولا دفع إلى مبادرة أمريكية جادة لنجدة الشعب السوري المستضعف المظلوم ؛ فما الجديد في المشهد الذي يجعلنا نتابع هذه الهجمة الغريبة الخارجة عن إرادة المجتمع الدولي ،المتمثل في قرار مجلس الأمن ، والمنسجمة مع معطيات القانون الدولي ..؟!!!
ندرك أن ما تتحدث عنه الولايات المتحدة عن إعلان الحرب على ماتسميه ( داعش ) هو الآخر ذريعة إضافية من تلك الذرائع التي كانت الولايات المتحدة تعلل بها صمتها ولا مبالتها . فكما عللت الولايات المتحدة بالكذب صمتها ولامبالتها وإعطائها الفرصة لحلفائها الروس والإيرانيين والأسديين لذبح السوريين وتدمير بلادهم ، تعلل اليوم بالكذب نفسه هرولتها للاشتراك في قتل السوريين على أرضهم وفي عمق ديارهم .
إن القصف الأمريكي على الأرض السورية والإنسان السوري اليوم يعني أن قاتلا جديدا انضم إلى زمرة القتلة المجرمين .
ندرك بكل وضوح أن الإرهابيين والمتطرفين المصنوعين على عين روسية و إيران وبشار الأسد لتشويه وجه الثورة السورية ، ومصادرة مشروعها ، وقطع الطريق على حملة رايتها ليسوا هم الهدف الحقيقي للقاتل الجديد ..
وأن الحرب على ما يسمى ( تنظيم الدولة ..) أو (داعش ) ما هي إلا إحدى الذرائع الأمريكية المتساقطة لاستكمال الحرب على الثورة السورية وإجهاضها ...
ننبه أبناء شعبنا إلى أننا لن ننتظر طويلا لنتابع كيف تمتد الحرب الأمريكية إلى قوى ثورية عنيدة رفضت في أي لحظة ان تبيع موقفها أو بندقيتها للأمريكيين ، أو للولي الفقيه ومشروعه المريب .
مع كل الشعوب المتمدنة في العالم نرفض وجود أي شكل من أشكال الميليشيات المسلحة بين ظهراني الشعوب والمجتمعات ، ونجد هذه الميليشيات في العراق وفي لبنان وفي سورية وفي اليمن كلها إرهابية وكلها خارجة على القانون ، وكلها تستحق الحرب من الجيوش المحلية ومن المجتمع الدولي ولكننا نتساءل : لماذا يسكت الروسي والأمريكي على كل الميليشيات التابعة للولي الفقيه ويعلن هذه الحرب الساخنة على ما عداها ..؟! تساؤل مخيف يتردد في كل ضمير و يحتاج إلى جواب من الساكتين على جريمة إبادتنا وتهجيرنا وتدميرنا أجمعين ؟!
ومن هنا نعلن أننا
ندين الجريمة الأمريكية في الحرب العدوانية الآثمة على الأرض السورية والشعب السوري كما أدنا الصمت الأمريكي على جرائم المجرم الأول في المنطقة بشار الأسد . ونحمل الولايات المتحدة والخمس الكبار في مجلس الأمن المسئولية الكاملة عن هذه الحرب الغبية ، الخطيرة في تداعياتها وانعكاساتها .
ونعتبر صمت بشار الأسد وعصاباته عن العدوان جريمة جديدة من جرائم الخيانة العظمى تضاف إلى سجل توحشه وترديه . فها هو القاتل الذي ما ترك وسيلة للقتل والتدمير إلا واستخدمها ضد أبناء شعبنا تحت عنوان الدولة وسيادتها ؛ يطأطئ الرأس متخاذلا ذليلا أمام العدوان الخارجي بل ويزعم أنه قد أذن للأمريكي أن يطأ الأرض ويجوس خلال الديار ..!!!
نعلن براءتنا الكاملة من كل هيئة معارضة تعطي المشروعية لهذا العدوان، براءة من الهيئات والقوى والتحالفات التي تسكت على هذا العدوان السافر على الثورة السورية وليس على أعدائها . وعدو الثورة السورية الأول هو بشار الأسد وداعموه وحلفاؤه وشركاؤه والصامتون عليه .
نعلن رفضنا وإدانتنا للفكر المتطرف الذي يمثله ما يسمى (تنظيم الدولة..) ، كما نعلن رفضنا وإدانتنا لممارسات هذه ( الدولة وأساليبها ..) ، ونقول لا هي بدولة ولا هي بإسلامية ، ونحمل القائمين على هذا التنظيم مسئولية الإجلاب على هذه الأمة ، وقطع الطريق على مشروع الثورة في سورية ، ومصادرة آمال الثوار السوريين ، وإهدار دمائهم ..
سيمضي شعبنا في طريق ثورته ، مواجها أعداءه كل أعدائه ، محتملا ومضحيا حتى يحقق آماله في العيش الحر الكريم .
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية