نحو منظمة للدفاع عن صورة العربي والمسلم

نعيم الغول

نحو منظمة للدفاع عن صورة العربي والمسلم

نعيم الغول

[email protected]

بمناسبة استمرار مسلسل الإساءات الى العرب والإسلام عبر آخر حلقة من حلقاته المتمثلة بتقديم قاموس وبستر بنسخته الإلكترونية تعاريف مهينة ومسيئة لصورة العربي والإسلام ومحرفة لمفهوم "اللاسامية" صار اتخاذ خطوة شعبية عملية ضروريا.

مسلسل الإساءات الى العرب والمسلمين عبر حملات التشويه ونشر الأفكار المغلوطة عن الدين الاسلامي الحنيف  بغرض تشويه صورة العربي والمسلم في أذهان الأوروبيين والأمريكيين والشعوب الاخرى مسلسل طويل بدأه المستشرقون منذ قرون عديدة وما يزال حتى اللحظة يشهد بين حين وآخر ظهور حلقات مشينة منه.وكان الحدث الأبرز فيها هو تدنيس المصحف الشريف في غوانتنامو الذي كشف عن زيف ادعاءات الاستعماريين الأمريكيين بإيمانهم بحرية الأديان واحترامهم لقيم وعقيدة "الآخر". هذا الإيمان الذين يزيفونه على العالم بزعم انهم أصحاب "الحلم الأمريكي" في الحرية والعدالة أثبتت أفعالهم الشائنة أن إيمان  كاذب يغلفون به مصالحهم وحقدهم التاريخي ضد العرب والمسلمين،  وانهم منفصلون عن "واقع " الإنسانية وقيمها الحقيقية. 

في آخر هذه الحلقات ما أعلنته قناة الجزيرة في برنامج "صباح الخير" يوم الاثنين 20 حزيران 2005  من أن موقع شركة ويبستر الإلكتروني وهي الناشر لمعجم ويبستر الشهير قدم تعاريف مهينة ومسيئة للعربي والإسلام وتجاوز حدود المنطق والتاريخ بتعريف مغلوط وسياسي وموجه ومنحاز "للفظة "اللاسامية".

فقد عرف العربي بمعان سلبية وصلت الى العشرين من أبرزها: متشرد، متسكع، غبي، متخلف ، متوحش..الخ.

وعرف الإسلام بأنه  الديانة المعادية للديانة المسيحية والديانة اليهودية؟؟

وعرف اللاسامية بأنها العداء للصهيونية والديانة اليهودية؟؟!

وقد احتجت جامعة الدول العربية على هذه التعاريف وطالبت دار النشر بسحبها والاعتذار عنها. كما تخطط الجمعية الدولية للمترجمين العرب بمقاضاة دار النشر المذكورة وناشدت كل مسلم وعربي بان يقاطع معاجم ويبستر في العالم العربي . ومن المثير للسخرية  أن الدار بررت إيرادها لهذه المعاني بالقول إنها استندت الى مفاهيم القرن الرابع عشر عن العرب والإسلام.وبلغ الاستهتار بالدار حده حين وعدت بسحب هذه المعاني في نسختها القادمة التي ستصدر بعد عشر سنوات؟؟!

وتكمن خطورة هذه الخطوة في أن الألفاظ المعجمية تُـتداول لأغراض تعليمية من قبل  فئات عمرية تتراوح بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين هي فترة تتكون فيها الصور والمفاهيم عن الحياة والناس والأشياء، ناهيك عن الفئات العمرية الاخرى والمستخدمين الاخرين من مترجمين وعلماء وباحثين ؛ فإذا ترسخت صور كهذه في أذهان متداولي معجم الوبستر وهم شريحة واسعة جدا فتخيل حجم الدمار الذي سيلحق بنا كعرب ومسلمين على مدى العقود القادمة زيادة على  ما لحق بنا حتى الآن.

واعتقد أن الموقف الصحيح في مقابل هذه الإساءات هو عدم الاكتفاء بالتنديد والشجب بانتظار الإساءة القادمة بل يجب العمل على أن يفهم كل من يحاول الإساءة الى الإسلام والمسلمين والعرب بان الأمر ليس هينا الى الحد الذي يتصور.يجب أن تكون هناك أعمال "مدنية" إيجابية يعي فيها كل من مسته الإساءة دوره، ويعمل، ويبادر للعمل ولو بأبسط صورة ومن ذلك إرسال الرسائل الورقية والإلكترونية الى الجهات المسيئة، والتبرع بالمال لجهة تـُفوض برفع قضية ضد الجهة المسيئة لاستصدار حكم بإدانتها وجعلها تعتذر - وتسحب مطبوعاتها إن كانت كتبا أو نشرات- . وعلى الروابط والجمعيات والاتحادات والأحزاب والصحف والمجلات أن تقوم بتنظيم محاضرات وندوات ومقالات والخروج ببيانات توصلها الى وسائل الإعلام المختلفة وهناك الكثير مما يمكن للناشطين في مجال الدفاع عن العرب والمسلمين وصورتهم أن يبتكروه بصورة حضارية ليجعلوا العالم يعرف أن حائطنا ليس منخفضا الى الحد الذي يسمح حتى للأقزام أن يتسوروه.

لنبدأ بفعل إيجابي منذ اللحظة يتمثل في تأسيس جمعية قانونية (بمعنى مرخصة) تتولى الدفاع عن صورة العربي والمسلم بكل الوسائل الحضارية الممكنة وتنسيق النشاطات المبعثرة نحو هذا الهدف. 

لنبدأ!!

          

* قاص أردني