وللحرية الحمراء.. رفيق الحريري!

عبد الله زنجير

وللحرية الحمراء.. رفيق الحريري!

عبد الله زنجير

بذات الأسلوب الذي زعموا مكافحته ،قتلوا الرجل والإنسان والزعيم بامتياز(رفيق بهاء الدين الحريري) ورفاقه البررة.. وإذ نأسف لهذا المستوى الواطي في ممارسة السياسة ، نتقدم بأحر آيات العزاء لأسرة الشهيد الكبير، ولكل لبنان والعرب والإنسانية.

إن بيروت الأوزاعي وقد تضرجت بدماء هؤلاء الأحرار ومن سبقهم بإحسان، بدأت تتململ من هذا الطغيان الفاشي المتفشي . وها هي صحافتها وأقلامها ومداراتها الفكرية والثقافية والفنية، قد شمّرت عن ساعد المبادرة والمخاطرة، بعدما عيل الصبر وطفح الكيل . فلا بديل عن النضال الديمقراطي السلمي لتفهيم وتحجيم الاستبداد.

وإذا كنا لا نتسرع بتلبيس الحكم السوري هذه الجريمة المجزرة، فذلك يعني بالضرورة- وبغض النظر عن أية نتيجة للتحقيق- براءة المجتمع المدني السوري وقواه الحية الحقيقية، من أية إساءة تلحق بلبنان الحبيب، وتقترف باسم القومية أو العروبة أو الوطنية أو الاستقرار أو وحدة المسارات أو غيرها من مصطلحات إعلام الخشب اليابس وطوارئ النصف قرن. فالنظام الذي لم يستجب لكل إلحاحات ومناشدات الصلح والصفح والعفو والعرف، واستمر في التسويف والتأجيل والتشاطر و(التطنيش) وترويج الوعود والإشاعات وتضييع الحقوق والواجبات، وتحريق قلوب عشرات آلاف الأسر المنتظرة لأحبابها المفقودين أو المنفيين وتيئيسهم من أي أمل كان، رغم تغير الزمن والعالم والبشر. ثم صدَّ وجهه عن كل نداءات العقل والحكمة والضمير والرحم والرحمة، حتى هذه اللحظة وكأن الشعب في سوريا ولبنان ليس بأكثر من كلاب ضالة يجب ترويعها وتجويعها وترويضها وتحقيرها ودعسها بالأحذية والقباقيب، في تفكير وقانون وقاموس أجهزة الجور والتسلط.. هذا النظام لا يمكن أن يمثّل إلا نفسه شاء من شاء وأبى من أبى!

وحين يترجل رفيق الحريري وهو في عنفوان دوره وألقه، فلكي يذكي بالدم الحار مداد الكتّاب والأدباء والشعراء والناثرين، بأشواقهم الحرة للحرية الرهينة. ولأننا في مجتمع سوريا ولبنان لسنا دعاة فتنة، نريد من الفتانين أن يرعووا عن فتنة الإنسان وتقيّده وتكبيله وبيعه في سوق النخاسة الرخيصة. فلهذه الأوطان تاريخ ومستقبل ورسالة ومشروع، ولن تبقى عقوداً أخرى مغلولة الإرادة ومشلولة اللسان والبيان و.. ليلى لم تعد ليلى يا قيس.

وهنا نقول لحزب الله الذي كانت له أهم الأدوار، بأننا نقدّر ونثمن جهده وجهاده، ولكننا لن نتشيع لا على يديه ولا على أيدي غيره.

وأخيراً

لن نبكي رفيق الحريري لأنه لن يرحل، وحياته الآخرة إحياء لحياته الأولى في قلوب المليون الذين شيعوه طواعيةً، وليس بالكرباج والتهديد والوعيد و.. أن يحشر الناس ضحىً.

والحرية التي عاش لها لن نكف عن دق أبوابها ونوافذها بكل يدٍ وريشة، في لبنان وفي سوريا وفي فلسطين وفي كل العالم بالأمس واليوم وغداً. فالحرية قبل الشريعة، والحرية قبل الخبز، والحرية قبل الإبداع، والحرية قبل التحرير، والحرية قبل الوحدة.

وإذ نلفت لصنيع الحريري وعمرانه وحضاريته، نقف لحظة تأمل مع ( أدب المهجر ) بداية القرن الماضي، وكيف تحولنا في الشآم إلى مادة هجرة ومهجر وقصص أغرب من الخيال، نستثير شفقة الآخرين، ويقضي معظمنا نحبه في المنافي والسجون، وفي غيابة الجب، وتحت بسطار الصمت وساطور الصنم..

ورحم الله الشابي حين قال:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة
ولابـد لـلـيل أن iiينجلي

 
فـلابد  أن يستجيب iiالقدر
ولا بـد لـلقيد أن iiينكسر

عاشوراء المحرم / 1426 هـ