ما العمل؟

عبد الله الطنطاوي

ما العمل؟

عبد الله الطنطاوي

خير وسيلة للوقوف في وجه المد الأمريكي:

- النهوض بالبلاد،

- وإصلاح أنظمة الدولة البالية،

- وتوجيه الشعب نحو الرقي الصحيح،

- ورص الصفوف بالمصالحة الوطنية الحقيقية، ورد المظالم،

- والحياة الديمقراطية السليمة واحترام أبناء الشعب بلا تفريق ولا تمييز بين المنتمين إلى طائفة دون طائفة، أو حزب دون حزب،

- والتمسك بقيم الأمة ودينها وأخلاقها ومبادئها،

- وعدم الركون إلى وعود الأمريكان، وعملائهم،

- ولا الركون إلى أصحاب المصالح الشخصية فهؤلاء لا يهمهم من الوطن إلا نهب ثرواته، وإذلال الشعب، وتمزيقه إلى فرق ومذاهب وأشياع.

- وعدم الاطمئنان إلى الوعود الغربية...

- فإسرائيل من الغرب

- وأمريكا في الشرق

- والوطن أضحى بين براثن من لا يرحم صغيراً ولا كبيراً،

- والاجتياح سوف يقضي على الجميع...

وهكذا يقتضينا أن نهتف بأعلى أصواتنا:

لا تستنيموا ولا تناموا وكونوا يقظين تعدّون وتستعدون..

فالخطر الخارجي، تقابله أخطار داخلية لا تقل أهمية عنه، بل هي مساعدة له على الاجتياح، والاستيطان والاحتلال، وما جرى ويجري الآن في العراق الشهيد أكبر دليل على ما نقول.

فالسياسات الرعناء،

وانعدام الشعور بالمسؤولية،

وتقديم الخاص على العام،

والسكوت على الفاسدين والمفسدين من أصحاب القرار الذين لا تهمهم سوى مصالحهم، ويسعون في الأرض فساداً، ليكون الجميع من أصحاب القرار فاسدين مفسدين،

كل هذا وسواه سوف يودي بالوطن أرضاً وشعباً، ولن يفيد الندم بعد وقوع الكارثة.

الأمراض الداخلية كثيرة وخطيرة، والحكام هم المسؤولون عن الإصلاح أولاً، فإذا رأى العلماء والمصلحون المخلصون الأحرار الأبرار صدقهم، بادروا إلى عونهم، وقاموا بواجباتهم تجاه الشعب، وسوف يعينهم تلاميذهم وسائر الأبرار من شباب هذا الشعب المحبط بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على التخريب الممنهج..

إن قلوبنا تتفطر حزناً على  ما يخطط لأوطاننا،

فالخرائط ترسم من جديد،

والتمزيق والتفتيت أت،

والأرض والأجواء الملوثة مهيأة لقبول الغزاة،

وصار لدى الشعب قابلية للاستكانة بعد عقود القهر التي عاشها شيوخه، وتربى في أحضانها القارصة شبابه الذين لم يشعروا بأي دفء من لدن أكبر متسلط حتى أصغر مسؤول.. أصغر موظف..

ومثل هذا الشعب لا يمكن أن يدافع عن وطنه، فقد استوى عنده الاحتلال الخارجي والاستبداد الداخلي، وهو وحده المسحوق الذي سوف يبقى (متفرجاً) حتى إذا شعر أن أحد ظالميه قد انكسر واندحر، بادر إلى بذل الأرواح والمهج في سبيل ما يؤمن به.. في سبيل دينه الذي انتهك المستبدون حرماته، وفي سبيل أرضه وثرواته التي نهبها المتسلطون، ثم جاء الغزاة ليجهزوا على ما بقي منها.. تماماً كما جرى ويجري في العراق الشهيد، وعندئذ ستكون التضحيات جسيمة.. جسمية في الأرواح والأموال وكل شيء..

يا قومنا استفيقوا..

يا حكامنا اتقوا الله في الوطن..

ولا نامت أعين الجبناء.