خيـلٌ صيـامٌ
خيـلٌ صيـامٌ
يطل هذا التحديث مع إطلالة شهر الصوم، برمزيته وروحانيته وبأسراره الخاصة في وصله للمخلوق بخالقه، حيث كان رمضان الوعاء الزمني لتنزل كلمة الله الخالدة التي تنير للإنسان السبيل عبر القرون (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان..)
و(الفرقان) هو التأكيد الواضح على ثبات مقومات الحق والخير والجمال في حياة
الناس، وعلـى مرجعيـة
القرآن الكريم المطلقة في التمييز بين الزبد الذي يذهب جفاء وبين ما ينفع الناس.
يطل علينا رمضان، وأرض الإسلام في خراسان والعراق وفلسطين تتفجر ينابيع شهادة قانية حمراء، تذكرنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من كَلْمٍ يُكْلَمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كُلِمْ اللون لون دم، والريح ريح مسك..) وتنتقل إلينا مع أغاريد الشهادة أغاريد طيور الجنة الخضر تستقبل أرواح الشهداء.. (أرواح الشهداء في حواصل طير خضر في الجنة..)
يذكرنا قوله تعالى (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون..) بقوله (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم..).
وطالما تمنينا أن تكون غير ذات الشوكة لنا، ولكن ها هي ذات الشوكة تسعى إلينا وتفرض نفسها علينا،على كره منا فعسى أن يجعل الله فيما نكره خيراً كثيراً.
وأول هذا الخير ما نلحظه في تزيل الكثير من أهل الريب من بني جلدتنا عن مواقعهم، حتى لنسمع اليوم أقواماً هنا وهناك يخلعون جلودهم، ويقطعون أنسابهم وأرحامهم وهم طالما أوضعوا فينا، خلال قرن مضى، يبغوننا الفتنة يتلبسون بجلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا..
فعلى أرض الكنانة وعلى غير أرض الكنانة دعوات مريبة تدعو للبراءة من الأمة نسباً وحضارة وتاريخاً.. وهي شنشنة قديمة طالما سعى لها كل دعي زنيم.
تفتح اليوم أبواب الجهاد، ويندفع الغر من أبناء الأمة إلى الشهادة، فيضعنا كل هذا ويضع أعداء هذه الأمة أمام أول الغيث، وأول الغيث قطر ثم ينهمر وبين المندفعين والمتريثين نذكر في شهر الصوم قول النابغة..
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاجة وخيل تعلك اللجما
زهير سالم