كلمة

odaba

في مطلع عام 2001 تأسست رابطة أدباء الشام، وفي صيف عام 2003 يظهر موقعها الإلكتروني على الإنترنت، وهي قبل ذلك وبعده موجودة في ضمائر أعضائها وأنصارها وإنتاجهم الأدبي والثقافي داخل الإقليم وخارجه.

الشام جزء جغرافي من الوطن العربي أو هي قلب العالم العربي والإسلامي على حدّ سواء.

لأمر ما يتعرض هذا الإقليم وأهلوه لأعاصير وزلازل داخلية وخارجية، وفي كل مرة يخـرج الإقلـيم

منتصراً على نفسه  وجراحه فضلاً عن انتصاره على أعدائه، ويعكس الأدب والثقافة هذه المعارك السياسية والحضارية صفحات نور وعزة.

واليوم.. نستنفر أنفسنا وإخواننا أبناء هذا الإقليم للإسهام الأدبي والثقافي في إغناء هذا الموقع بالإنتاج والحوار والاقتراح والتسديد، مع التذكير بأن خيمة (الأدب) ليست مفصلة على (قدّ) المصطلح المتداول (فنياً) بل هي في معناها "الواسع" وفي مدلولها الرحب المتداول عند العرب.

"والثعالبي" صاحب "يتيمة الدهر" أفرد باباً أو فصلاً في كتابه هذا للحديث عن أدب بلاد الشام، فقال:

"لم يزل شعراء عرب الشام وما يقاربها أشعر من شعراء العراق، وما يجاورها في الجاهلية والإسلام، والكلام يطول في ذكر المتقدمين منهم.. على أن في الطائييّن اللذين انتهت إليهما الرئاسة –أبو تمام والبحتري- في هذه الصناعة كفاية.. فأما العصريون ففيما أسواقه من غرر أشعارهم أعلى الشهادات على تقدم أقدامهم، والسبب في تبريز القوم قديماً وحديثاً على من سواهم في الشعر: قربهم من خطط العرب، ولا سيما أهل الحجاز، وبعدهم عن بلاد العجم، وسلامة ألسنتهم من الفساد العارض.. ولما جمع شعراء العصر من أهل الشام بين فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة".

هذا في الماضي أما في الحاضر فإن أدب الإقليم لا يخوض معركة منافسة مع أشقائه بل يخوض معركة البقاء مع أعدائه، ونحن واثقون بأنه سينتصر بإذن الله تعالى، إذا حقق شروط النصر ومقوّماته في حياته المجتمعية، وإذا تهيأ له الرجال الأكفياء المخلصون الشجعان، فللنصر رجاله، ومقوماته، وللنهوض من الكبوات والعثرات وألوان الانحطاط رجاله ومقوماته، ونرجو أن يكون في أدباء الشام، وكتّابه، ومفكّريه، وشعرائه، أولئك الرجال الذين ألمحنا إليهم.. يبرزون إلى الميدان، ليكونوا المنارات بما يقدّمون للأمة من نتاج أصيل سوف يظهر على هذا الموقع الذي سيكون ملتقى أدباء الشام وكتّابه وشعرائه ومفكريه.

إننا نمدّ أيدينا إليكم يا أدباء الشام حيث كنتم، وندعوكم إلى دعم رابطتكم هذه، بسائر أنواع الدعم.. بما تقدّمونه من مواد للنشر، وبالتعريف بها في الأوساط الثقافية، وبتقديم النصح والنقد الإيجابي البناء، وبأيّ إسهام ترون فيه خيراً لهذه الأمة، من خلال هذا الموقع الذي هو منكم وإليكم.