العيد ليس لنا
العيد ليس لنا
جميل السلحوت
"العيد مش إلنا يمّه ... العيد للمسعدين – السعداء –" هذا ما قالته عجوز فلسطينية لحفيدها الطفل عندما سألها: "ايمتا – متى – العيد يا ستي ؟"
وها هو عيد الاضحى المبارك يطل علينا وأحوالنا لا نملك الا ان نحمد الله عليها لأنه لا يحمد على مكروه سواه سبحانه وتعالى . يأتي العيد ومليون وربع المليون فلسطيني محاصرون في 380 كيلو مترا مربعا في قطاع غزة ، لا يلمكون قوت يومهم ، نفذ مخزون الغذاء ومخزون الأدوية ، فطحنوا اعلاف الدواجن وأكلوها ، واغلقت المطاحن أبوابها لأنها لا تجد ما تطحنه ، والمعابر مغلقة على وكالات الاغاثة الدولية ، لا تستطيع الدخول الى القطاع ونفذت الأدوية ، ونفذ الوقود ، فلا كهرباء ، ولا ماء نقيا ، والمرضى يموتون بصحبة الألم لعدم وجود أدوية ، والجميع يرتجفون في برد فصل الشتاء القارس ، والمواصلات معطلة لعدم وجود الوقود، والمحتلون الاسرائيليون ينعمون بالبترول العربي وبالغاز العربي ، ويواصلون احتلالهم للأراضي العربية برخاء تام فسبحانك اللهمّ.
والمستوطنون الاسرائيليون يعيثون في الضفة الغربية فسادا ، يحرقون ويقتلون ويدمرون ، ويقطعون الاشجار ، ويعتدون بالضرب المبرح على الفلاحين البسطاء الذين يزرعون ما تبقى لهم من ارض ، والجيش الاسرائيلي يوفر الحماية لقطعان المستوطنين الذين وصلت اعمالهم الارهابية الى استعمال الكلاب القوية المدربة لتنهش اجساد المدنين الفلسطينيين العزل ، المستوطنون يعربدون في شوراع الضفة الغربية ، ويحتلون مفترقات الطرق بقوة السلاح وبحماية جيش الاحتلال ويحطمون السيارات الفلسطينية ، ويعتدون بالضرب المبرح على المارة الفلسطينيين . ويتواصل البناء الاستيطاني ، ويتواصل بناء جدران التوسع الاسرائيلية ، ويتواصل شق الطرق الالتفافية التي تدمر الارض الفلسطينية ، وتتواصل حملة التطهير العرقي في القدس ، وتتواصل الحفريات تحت اساسات المسجد الاقصى والابنية التاريخية في القدس ، ويتواصل نبش قبور المسلمين ، بما فيها قبور الصحابة الذين شاركوا في الفتح الاسلامي لفلسطين كما جرى في مقبرة مأمن الله " ماميللا "
ويتواصل الانشقاق على الساحة الفلسطينية ، وتتواصل الحرب الاعلامية ما بين الفصيلين الرئيسين المتناحرين ، والضحية هي القضية والشعب .
وتغلق البنوك العربية في غزة ابوابها لان اسرائيل المحتلة تمنع ادخال الاموال اليها .
وتواصل اسرائيل احتجازها لاكثر من احد عشر الف اسير فلسطيني بينهم نساء واطفال ، وبعضهم امضى اكثر من عشرين عاما .
يأتي العيد والدول العربية الشقيقة تستبدل مقاطعة ومحاصرة اسرائيل بحصار قطاع غزة،والعالم جميعه إمّا مشارك في الحصارأو ساكت عنه.
يأتي العيد والفلسطينيون ما عادوا يملكون في هذا العيد إلا آداء تي العيد والفلسطينيون ما عادوا يملكون في هذا العيد الشعائر الدينية كصلاة العيد ، حتى فريضة الحج وهي شعيرة دينية مُنع منها حجاج قطاع غزة الذبيح .
يأتي العيد والشهداء يتساقطون في فلسطين وفي العراق وفي افغانستان ، وفي السودان ، وفي الصومال وفي غيرها .
يأتي العيد وفرحته محروم منها اطفالنا ، فهل العيد لنا ؟؟
والجواب عند تلك العجوز التي أجابت حفيدها ودموعها تنساب في شقوق وجهها "العيد مش إ لنا يمّه" وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله.