اقتحام حقول الألغام في المسألة السنية الشيعية
لقاء على البال توك
تستضيف رابطة أدباء الشام في غرفتها على البالتوك (غرفة سوريا العدالة والحرية):
الأستاذ القاص: محمد السيد
يحاوره الدكتور: عثمان المكانسي وذلك في الساعة الثانية عشرة / منتصف ليل الثلاثاء على الأربعاء القادم بإذن الله (بتوقيت دمشق) والواقع في الرابع عشر من الشهر الجاري.
ندعوكم إلى مشاركتنا في هذا اللقاء الطيب
والسلام عليكم ورحمة الله ،،،
* * * * *
بإمكان الإخوة الراغبين بالمشاركة في غرفة رابطة أدباء الشام والتفاعل معها:
التعرف على برنامج البالتوك وتحميله من خلال هذا الرابط:
http://www.paltalk.com/ar/index.html
للوصول إلى الغرفة يرجى تتبع ما يلي:
حين تفتح على البالتوك تجد على اليمين كلمة all rooms
اضغط عليها تجد على اليسار كلمة middle east
اضغط عليها تجد في أسفل الصفحة تقريباً syria
اضغط عليها تجد عنوان الغرفة : syria justice and freedom
اضغط عليها تجد نفسك في غرفة أدباء الشام وأهلاً بك وسهلاً بين إخوانك
حاول أن تضغط على المفضلية وأنت في الغرفة حتى تختصر في المرات القادمة كل هذه الطرق التي فعلتها قبل قليل.
نوال السباعي
كاتبة عربية مقيمة بإسبانيا
حملات التشيع في طول العالم وعرضه اليوم ، واقع لايمكن لأحد أن ينكره ، مهما ارتفعت الأصوات بالشتائم والإهانات لكل من تجرأ فتعرض لهذا الملف الصعب !حتى لو كان كبير علماء هذه الأمة !!، لقد وصلت هذه الحملات إلى صفوف الجاليات الاسلامية في أوربة ، وبدأ شباب وشابات من المولودين في أوربة إعلان تشيعهم وانفصالهم عن آبائهم وأمهاتهم ، حملات التشيع المذهبية الدينية هذه ركبت موجة السياسة لتصل إلى قلوب الناس خاصة فيم اتصل بالجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين ، وَرفعت شعارات الفداء والتضحية بقيادة "حزب الله " في لبنان ، والتي لايستطيع مخالفتها ولا مراجعتها ولا نقدها أحد كائنا من كان!! ، وإلا كان له من التكفير والإهانة والتوبيخ نصيب لايستهان به!.
هذا الخلط الخطير والكبير بين قضيتين منفصلتين إحداهما سياسية والأخرى مذهبية دينية يشكل اليوم واحدة من أهم الإشكاليات في المنطقة العربية ، والتي تختنق بعض نواحيها كمنطقة الخليج وبلاد الشام بجو طائفي مقيت ، جعل من السياسة مطية للدين ومن الدين مطية للسياسة! ، واختلطت الأوراق فيه إلى درجة جعلت شباب الأمة ومن كل الاتجاهات ينخرطون في مهاترات الكترونية عقائدية طائفية تنذر بشر مستطير مالم تجد الأوساط السياسية والدينية لها مخرجا .
أمران اثنان أديا إلى اختلال المعادلة الدينية السياسية في المنطقة بطريقة أسقطت التاريخ القديم على الجغرافيا الحديثة ، وجعلت من هذه المسألة حقل ألغام بالغ الخطورة يهدد كل من يحاول اقتحامه بالهلاك ، أولهما ماشهدناه في لبنان خلال هذه السنوات من تطورات ، وماقام به حزب الله من جهاد وكفاح جعل منهما "الإعلام العربي" شيئا استثنائيا في تاريخ الأمة! ، ضاربا عرض الحائط كل تضحيات الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الصامتة منها أوالرنانة ، إضافة إلى الاغتيالات المؤلمة التي نالت القيادات ورموز الأمة في فلسطين ، والتي تسببت أولا في خلو الساحات وخاصة "الاعلامية" تماما من "المجاهدين" ضد الاستيطان الاسرائيلي ، مما جعل من "حزب الله" اللبناني قائداً أوحداً في هذا المجال ، وجعل منه في ذات الحين رائدا دينيا توجيهيا عقيديا في حياة ملايين الشباب في المنطقة ، الضائعين المضيعين بين حكومات فاسدة ومرجعيات دينية منافقة في أكثرها ، فهؤلاء الشباب يرون أن المعضلة الحقيقية التي تقف وراء معظم مشكلات المنطقة تكمن في هذه الدولة التي زرعها الغرب في أحشاء الأمة ، والتي تقبع هناك تقتل وتسفك وتشرد والأمة تتفرج، وهم على استعداد للتعلق بأي جهة تدلهم على طريق الخلاص.
الأمر الثاني بالغ الخطورة والذي أدى إلى هذا الخلل الخطير في توازن الأمور كان موضوع "القاعدة" وماترتب عنه وعليه من إعادة غزو أفغانستان واحتلال العراق ، وعلى هامشه هذه الهجمة الكبرى على الاسلام وأهله ، والتداعي المذهل لبعض الأنظمة العربية والتهافت المعيب لبعضها الآخر على نيل رضى الغرب أو التفاوض مع "اسرائيل" بعد طول جعجعات بالصمود والتحدي! ، في ذات الحين الذي برزت في الساحة قوة اسلامية قديمة جديدة تتحدى الغرب ومحاولاته إذلال العالم الاسلامي ، وهي نفسها القوة التي ماتفتأ تتحدث عن الجهاد في فلسطين وتحرير الأقصى الشريف ، وقد فازت بذلك بقلوب الناس وولائهم.
إنه من الغباء المؤلم بمكان أن نعتبر أو أن ندفع باتجاه أن " إيران" هي العدو الذي ينبغي أن تعد له العدد وأن تشترى لمواجهته الأسلحة بمئات المليارات ، ثم تكدس في أقبية التضييع والإهمال وعدم قدرة "الجندي" العربي على استخدامها ، وإنه لمن الحماقة بكل الاتجاهات أن تركب "ايران" موجة المذهبية الدينية لتباشر غزوا دينيا فكريا غريبا من نوعه للعالم الاسلامي بدل أن تلتزم مكانتها باعتبارها بعدا تاريخيا وجغرافيا وسياسيا بالغ الأهمية للمنطقة العربية قلب المنطقة الاسلامية ، وتلزم حدودها بهذا الاعتبار كما تفعل تركيا منذ انهيار الخلافة العثمانية مطلع القرن العشرين.
الوهن والانهيار العام الذي تعاني منه الهياكل السياسية الاقليمية العربية في المنطقة ، والذي يتماشى مع قصور بالغ للحركات الاسلامية في رفع الظلم عن البلاد والعباد وعجزها المدقع عن إحداث تغييرات واضحة جلية في المجال الاجتماعي والانساني ، فضلا عن تقاعسها المخزي في نصرة القضية الفلسطينية ، التي لم تدخل " أجندة" بعضها إلا بُعيد أن بلغ وهج الانتفاضة الأخيرة عنان السماء بدماء أبنائها وأشلاء أطفالها وشهدائها، وخصوصا ماكان ممن يقال أنهم قياديون في تنظيم القاعدة ممن لم تكن فلسطين على رأس ولاجذع اهتماماتهم إلا بعد أن عانى تنظيمهم –سواء كان حقيقيا أم افتراضيا!- من الهزيمة تلو الهزيمة بسبب سياساته الخرقاء في المبالغة في سفك الدماء والاعتداء على الأبرياء في مشارق الأرض ومغاربها ، هذا الواقع العربي الأجرب ، هو الذي ترك الباب مفتوحا على مصراعيه للدعوات الطائفية والمذهبية في المنطقة أن تزدهر على جسر من الكفاح المسلح والإعداد المتميز والإعلام العقائدي الدؤوب الذي يعرف مايريد ، والذي لم يكتف بالدور التاريخي المُشَرف الذي لعبه في هذه المرحلة من تاريخ الأمة فيم يتعلق بالقضية الفلسطينية على أرض لبنان بمشاركة كل الأطياف اللبنانية ، ولكنه تجاوز هذا الدور مستدعيا ملابسات تاريخية قديمة لإحياء نعرات ماكان باستطاعة إمام الأمة بإجماعها الشيخ "يوسف القرضاوي" العلامة المجاهد ضد الاستيطان الاسرائيلي والاستكبار الماسوني في العالم ، ماكان باستطاعته أن يقف مكتوف اليدين صامتا أمام مايجري من إدخال الطائفية كحصان طروادي في لحمة المجتمعات في المنطقة العربية .
كان لابد من التنبيه على الخطر الذي يتهدد المسلمين جميعاً السّنة منهم والشيعة بسبب هذه الحملات التي تنتشر انتشار النار في الهشيم في كل مكان ، تارة بالترغيب – الذي قد وصل "يقينا" في بعض المناطق الى دفع مبلغ ألف دولار عن كل أسرة ! - وتارة بالترهيب وتارة تحت وطأة سطوة إعلامية ناطقة باسم المجاهدين والشهداء والأسرى أبطال المقاومة اللبنانية الشيعية ، باعتبارها البديل الحالي عن المقاومة الفلسطينية المهجرة والمهاجرة ، والتي تم القضاء عليها في لبنان قبل أن تدخل المنطقة زمن الانتفاضة ومن قبلها زمن الصحوة التي يبدو أنها مازالت تائهة تبحث عن صيغ اجتماعية وانسانية قبل أن تتورط في صيغ سياسية لاجدوى منها في سياق هذا الانهيار العام الفاضح الذي تعاني منه الهياكل السياسية للأمة.
حركة التشيع واقع لامناص من الاعتراف به ، ولافائدة ترجى من نفيه وإعلان الحرب غير اللائقة وغير الموفقة ألبتة على من ينادون بالتنبه للاخطار المحدقة بالأمة إن استمرت الأمور على ماهي عليه من تمدد التاريخ ليحتل الحاضر في حركة بالغة الخطورة تهدد بنسف مستقبل الجميع ، إن "المنطقة العربية " مشرفة على محنة تتعلق بصمود هياكلها السياسية القُطرية التي لم تفلح خلال ستين عاما في تغيير شيء من حال البلاد والعباد ، بل هو الخراب والانهدام والفوضى والعودة ببعض الأقطار إلى مراحل ماقبل التاريخ ، وإننا نجد أنفسنا اليوم جميعا سنة وشيعة ونصارى ، أمام أكبر تحد تاريخي يمكن أن تواجهه أمة وهي تعلم !!، إنها مسألة مصير ومستقبل ، يتوقف على وعي الجميع بها أن نكون أو لانكون !، لأن هذه الحروب الكلامية الطائفية الممتدة نيرانا في هشيم شخصيات شبابنا عبر شبكة الانترنيت توشك أن تصبح حروبا حقيقية تمتد عبر حدود العراق إلى وجود الأمة كله.
عار على المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم أن يَتهم بعضُهم بعضَهم الآخر بموالاة الصهيونية والماسونية ، وعار أكبر أن تواجه دعوة الشيخ القرضاوي الجميع سنة وشيعة إلى التنبه والاستيقاظ بمثل هذه الاتهامات وهذا الاسفاف والفجور ، وهذا العار يصبح جريمة عندما يتعلق الأمر بدعوةٍ إلى إيقاف حملات خلط الدين بالسياسة بالتاريخ بالأحقاد والثارات ، عار علينا أن لانفقه دروس التاريخ وأن تستمر المعركة بين "أبي مسلم الخراساني" و"أبي جعفر المنصور" حتى بعد مرور أكثر من ألف عام على وفاتهما ، لم يذهب الرجلان إلى ذمة التاريخ ، يبدو أن ذمة تاريخنا مسألة فيها نظر ، فهي لاتحفظ حرمة للأموات وليست لديها القدرة على تعليم الأحياء دروسا توقف المجازر بين الاخوة الأشقاء مرة بعد مرة ..وكل ذلك باسم الدين ، ثم ..ادعاءً للدفاع عن مصلحة الأمة ضد الأعداء!!.