ميثاق شرف وطني للعدل المستقبلي

زهير سالم*

في يوم بدر يوم نصر المستضعفين

دعوة للوعي

زهير سالم*

[email protected]

يمعن أعداء شعبنا في صب أشكال الظلم من قتل وانتهاك وتعذيب وتهجير وتدمير على سورية إنسانها وعمرانها وحضارتها وتراثها وحاضرها ومستقبلها ..

وفي ظل لحظة تاريخية منفلتة من قوس إنسانية الإنسان يخلو الجو للطغاة حول العالم فيخلّون بين القتلة المجرمين وبين بغيتهم من دم الشعب السوري وعرضه وماله .

في الشرق العربي اليوم وفي  سورية على وجه الخصوص  وفي هذه اللحظة التاريخية التي تسوس فيها الغرائزيةُ البهيمية  العالمَ ، يتشكل حلف للشر واضح القسمات ، بيّن الملامح ، جريء المفردات ينغمس أجمع في صنع محرقة ( هولكست ) للسوريين أطفالا ونساء ورجالا ، هولكست طائفي ديني ومذهبي وعرقي  يشكل جريمة إبادة كاملة ضد إنسانية الإنسان . هولكست تشترك فيه وتتواطأ عليه كل قوى الشر في العالم ، داخل سورية وخارجها على السواء . كما تشارك فيه دول كبرى وأخرى إقليمية بعضها ناطق وبعضها صامت ، تشارك فيه قوى ومكونات مجتمعية مذهبية ودينية تعيش قريبا منا ، أو تنتشر بين ظهرانينا، طالما رعيناها وحميناها وبذلنا لها من الأمن والأمان أكثر مما بذلنا لأنفسنا .

تستغل هذه الدول والقوى والمجموعات والأفراد لحظات السيطرة الغرائزية على القرار الدولي ،  فتسعى لتدرك من أبناء ( الشام ) ثأرا تاريخيا توارثته كابرا عن كابر ، فتترك للمجرمين على مدى أكثر من ثلاث سنوات أن يتفننوا في القتل وفي الإجرام ، وأن يستخدموا كل ما في أيديهم من تكنولوجيا حربية متقدمة ضد مدنيين عزل ، وأحياء سكنية وعشوائيات متهدمة ، وأن يكون بعضهم لبعض ظهيرا خرقا  لما يسمونه القانون الدولي أو انتهاكا لما يدعونه حقوق الإنسان .

وهكذا تحارب على الأرض السورية اليوم روسية الدولة وإيران الدولة ، والعراق الدولة ، والمجاميع الطائفية المذهبية والدينية والعرقية المنظمة والمدربة والمدعومة من صانعي السياسات إلى قارئي نشرات الأخبار..

أيها السوريون ...

لقد أطمعهم فيكم تواطؤ حبكوه مع كل قوى الشر في العالم عليكم ، وجرّأهم على العدوان عليكم خذلان لمسوه بأيديهم من كل مدع لحماية الحرية أو لرعاية حقوق الإنسان   ..

أيها السوريون ...مازال الكثير منا  مع الأسف يرجو جلاده ، ويقف بباب قاتله ، ويطلب الرحمة من الباغي الذي بغى أو من الخاذل الذي خذل ، وينتظر العدل من الظالمين الفاسدين المستبدين ...

أيها السوريون ..

لقد ثار شبابكم طلبا للعدل والحرية والكرامة الإنسانية ، فأجمع العالم على حرمانكم مما طلبتم ، وعلى محاصرتكم في دائرة العبودية والذلة والمهانة ، وأطلق المتحكمون فيه كل كلاب الشر التي دربوها وتعهدوها فنهشت لحومكم ، وانتهكت أعراضكم ونالت حتى اليوم من مئات الألوف من أطفالكم ونسائكم ورجالكم ...

أيها  المرابطون على أسوار العرض والأرض والكرامة والعدل إن من بعض الوفاء للذين وفّوا وقضوا ومضوا وللواتي وفين وقضين ومضين أن نعلن اليوم ، وهم يحاولون إنهاكنا لنضعف ونستسلم ونخور، عهدا مع الله ربنا ، ووفاء لمن مضى من أطفالنا ونسائنا ورجالنا أننا على العهد باقون وعلى طريق الثورة ماضون ...

وأن نعلن اليوم عهد بر ووفاء ميثاقا نعقده مع الله ونشهد عليه كل الناس أن دماء شهدائنا لن تذهب هدرا ، وأن آهات المعذبين من المعتقلين والمشردين لن يستهين بها على هذه المسكونة طاغية مستكبر...

ستنتصر ثورتنا المباركة بإذن الله ، وإن أبى الخاذلون والمتخاذلون ، وسيكون للعدل ، عدلنا نحن، لواء ننصبه لحساب كل المجرمين والقتلة والغادرين والمتواطئين من أبناء هذه الأرض ، لواء للعدل ننصبه لكل من شارك في قتلنا أو ظلمنا أو أعان عليه مهما طال الزمان وامتدت الأيام . سنلاحقهم بالعدل  ونقاضيهم بالعدل حتى ينالوا الجزاء الوفاق ...

ولينام شهداؤنا قريري العين يجب أن نجعل مطلبنا في العدل ميثاقا ومطلبا نأخذ به أنفسنا جيلا بعد جيل  ..

ولن يفلت مجرم من عقوبة ، بإذن الله ، لن يفلت مجرم من عقوبة ما دام في صدور أبناء سورية قلوب وفي قلوبهم عزائم لا تلين ولا تستكين ...

سيدور الزمان ، وستأفل شمس الغرور والغطرسة ، وتستعيد الإنسانية النازفة ألقها ، ويعود العدل أساس الملك وغايته . وستشرق شمسه بفضل ثورات الشعوب المستضعفة على العالمين .

أمر واحد يجب أن نرفضه ونخافه ونحذره أن تنتقل غرائزيتهم بالعدوى إلينا . سنبقى نحن الصورة الأرقى للإنسان المخلوق في أحسن تقويم . ولن يستجرونا أبدا إلى دركهم المردود إلى أسفل سافلين ..

ميثاق بر ووفاء وعهد نقطعه على أنفسنا أمام الله والناس ..

ميثاق نعلنه في ذكرى يوم بدر يوم نصرة المستضعفين.

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية