التحالف الدولي من باريس

زهير سالم*

وقاسم سليماني وجنوده على الأرض السورية

زهير سالم*

[email protected]

التقى ممثلو اثنتين وعشرين دولة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء 2 / 6 / في باريس ، ليقدروا ويدبروا كيف يمكنهم أن ( يحاصروا ) أو أن ( يتصدوا ) . ممثلو اثنتين وعشرين دولة وأكثرهم بمستويات دبلوماسية متقدمة أعادوا إنتاج بيانات وتصريحات طالما رددوها عما أعجبهم أن يطلقوا عليه ( داعش ) أو ( الإرهاب ) أو ( التطرف ) . لا تنقص دول التحالف المجتمعة في باريس الرؤية والمعرفة ، ولا تنقصها الخبرة وحسن التقدير ، ولا تنقصها القدرات والأدوات لاحتواء الموقف الملتهب في العراق وسورية ، ومعالجة الأسباب الخفية وراء تكاثر هذه البثور ، أو إذا شئنا التعبير : وراء تفجر براكين الغضب ، في سهول الهلال الخصيب الجميل .

 تعاند دول التحالف هذه ، كل المعارف التي تعرف ، وتعاند كل قوانين الطبيعة ، وقوانين التاريخ ؛ حين تصر على أن تجعل أهرامات من الديموغرافيا البشرية في بلادنا ، تتوازن لتستقر على رأسها .

لقد بدت تجربة الثلاثين السنة الأولى من حكم حافظ الأسد المسكونة بالقهر الذي صاحبها فخاله ( العلماء الخبراء المتحضرون ) نجاحا ، فاندفعوا إلى إعادة استنساخها في العراق . وما زالوا رغم كل زلازل الربيع العربي ؛ يحاولون أن يثبتوا صحة أوهامهم بالكثير من التشويه والاتهام لسكان الشام والعراق والكثير من التدمير وسفك الدماء ...

وبينما تستمر دول التحالف بدوله وقدراته في إنتاج المزيد من البيانات والتصريحات والنداءات ، وبينما تسير على سنتهم معارضات تقول بقولهم ، وتصلي في محرابهم ، وتذكرنا في ارتباطها بهم وبقدرتهم على مضغ الكلام وزخرفته ، بلعبة استنساخ( النعجة دولي من أصلها ) ، بينما يحصل كل هذا ؛ يجوس قاسم سليماني خلال الديار ، ويدنس الأرض السورية حين يطأها غازيا و ممهدا لغزو ، ويطلق تهديداته المرغية المزبدة بين ربوعها ، تهديدات يتحدى بها شعبا أعزل من السوريين ، أجمعت أمم الأرض على خذلانه أو ينكسر ويستكين ..

من سورية الوطن المستباح من قبل ( إيران ) وملاليها وقادة جيوشها وميليشياتها يطلق قاسم سليماني تهديداته للسوريين ومن أمامهم للعالم أجمع ، وبحسب وكالة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية نفسها : ( ما نعده نحن والعسكريون السوريون سيفاجأ العالم ..)

يكذب سليماني حين يقول ( نحن و العسكريون السوريون..) فذكر العسكريين السوريين هنا إنما هو التكأة التي يتكأ عليها ليدفع عن نفسه صفة المحتل الغازي ، فالكل يعلم أنه لم يبق في سورية عسكري حقيقي يمثل وطنا خانه عسكريوه ..

ويكذب سليماني حين يقول إنه ( سيفاجأ العالم ...) ، فما يفعله وسيفعله في سورية ، هو مخطط مرسوم ومتوافق عليه في مخادع القرار الصهيوني – الأمريكي معا ..

ليمضي تهديد قاسم سليماني عابرا ، مثل ذباب ، مرّ أمام أعين الجميع بمن فيهم قادة المعارضة السورية ، فقالوا لهم بأيديهم ( هكذا ) .

وإذا صح ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية اليوم عن وصول سبعة آلاف مقاتل إيراني إلى دمشق طليعة لجيش احتلال إيراني ، لا أحد يدري أين تنتهي ركائبه ؛ فإن الثورة السورية تدخل أفقا جديدا من الصراع ؛ يقتضي موقفا جديدا يحدب عليه المخلصون من قادة الثورة ومنتسبيها ومؤيديها ..

قاسم سليماني ، وروحاني ، والولي الفقيه ، لا يصدرون الكثير من البيانات والتصريحات في الشأن السوري ، وإنما يجندون الميليشيات ، وينفقون المليارات ، ويعملون بجد وليس بهزل انغمست به قوى لم تجد لها في هذه الساحة الملتهبة دورا أو مكانا ...

" ويل للخليين " ثم ويل ..ثم ويل..

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية