نستنكر قتلهم ونشجبه وندينه ونعتبره جريمة

زهير سالم*

نستنكر قتلهم ونشجبه وندينه ونعتبره جريمة

وننتظر منهم معاملة بالمثل لو كانوا صادقين ...مع الفروق

ولأن مواقفنا لا تصنعها أهواؤنا ولا تراتنا ؛ فإنه لا بد لنا ونحن نتابع خط الدم من الكويت إلى تونس إلى مدينة ليون في جنوب فرنسة أن نؤكد مرة بعد مرة براءتنا من المجرمين ، وإدانتنا للجريمة ؛ بلغة واضحة وحاسمة لا تردد فيها ولا لعثمة ولا تأتأة ولا فأفأة . ندين ونشجب جريمة العدوان على مسجد الإمام الصادق في الكويت ، ونعلن تعاطفنا مع أسر الضحايا . ونرسل تعازينا للكويت إمارة وحكومة وشعبا ولأسر الضحايا بشكل خاص وندعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل ..

ندين ونشجب جريمة العدوان على فندق سوسة في تونس ونعلن تعاطفنا مع الضحايا وأسرهم ونعزي دولهم وشعوبهم ..

ندين ونشجب الجريمة بالعدوان البشع على مصنع للغاز في فرنسة ، ومحاولة إقلاق الأمن العام ، وفتح المزيد من أبواب الفتنة والبلاء على المسلمين في كل مكان تفح فيه أفاعي الفتنة فحيحها ..

وبقي أن نقول ، في عالم يراد لسكانه أن يعيشوا في قرية واحدة ، وأن تحكمهم قيم كونية واحدة . وأن تتمثل الإنسانية الواحدة فيه صورة الجسد الواحد ، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ؛ بقي أن نقول : أليس من حقنا أن ننتظر من الذين أدنا قتلهم في الكويت أو في تونس أو في فرنسة إدانة واضحة حاسمة مماثلة بلا تردد ولا تلعثم ولا تأتأة ولا فأفأة ولا اختباء وراء الشماعات المموهة للمؤامرة والإرهاب والمقاومة والممانعة ، إدانة لقتل أطفالنا ونسائنا بالسارين تارة وبالكلور أخرى وبالبراميل العشوائية ثالثة وبكل وسائل القتل تصل إليها أيديهم القذرة رابعا وخامسا ..

 

أليس من حقنا أن نسمع من جميع هؤلاء الملتحفين ملاءة محاربة الإرهاب ؛ إدانة صريحة واضحة حاسمة لما وثقه الطبيب السوري ( القيصر ) بخمسة وخمسين ألف صورة ( وثيقة ) لعملية قتل ممنهج لأحد عشر ألف إنسان ليس في سجن بشار الأسد كما يريد أن يصفها البعض ، بل هي سجون الولي الفقيه ، وسجون حسن نصر الله ، وسجون العالم المتسفل في القرن الحادي والعشرين ...

نحن من منطلق شرعي مبدأي نستنكر ونشجب وندين ونتعاطف ونعزي ، ونحن في الوقت نفسه نتحدى الولي الفقيه وكل مراجعه ومواليهم ومتابعيهم أن يصدروا استنكارا صريحا واضحا لجريمة قتل عشرات الألوف من السوريين في أقبية التعذيب الأسدية الطائفية ...

وهذا أقل ما نطالب به ، وما يجب أن يطالب به كل عقلاء العالم وأحراره ليثبتوا أولا أنهم ليسوا من يؤز نار الطائفية ، ويفح فحيح الكراهية ، ويمول رحى الشر ، ويغذي روح الانتقام

نطالب بهذا واضحا حاسما جازما مع وضع ورقة الفروق بين ما وقع عليهم وما يقع علينا واضحا تحت أبصار الجميع حتى لا يلبس الجلادون ثياب الضحايا ، ولا يختبأ الذئاب في جلود الحملان ...

أولا - إن المجرم الذي يستهدفهم مجرّم ومنبوذ بإجماع دولي وشعبي إلا من الأقل من القليل ؛ بينما المجرم الذي يستبيحنا ويقتلنا يفعل ذلك تحت علم الأمم المتحدة !! فما زال لبشار الأسد ممثله في هيئة الأمم ، وما يزال لحسن نصر الله القاتل القاطع جزء من حكومة في لبنان ، وما يزال الولي الفقيه يمثل ركيزة معتبرة في دول الإقليم ..

ثانيا - إن المجرم الذي يستهدفهم يستهدفنا في الوقت نفسه ، وهو بهذا لا يمكن أن يحسب علينا ، مما يجعل من السخف أن يتخذ منه المتواطئون إلى ذريعة لإعلان الحرب علينا ...

ثالثا - إن الجريمة التي تقع عليهم أو بهم إنما هي ضربة فجأة غادرة عابرة ؛ وأن الجريمة التي تنفذ علينا جريمة ممنهجة مستدامة تنفذ جهارا نهارا يقتلوننا ليل نهار ثم تصدح أصواتهم بالتحدي وبالمزيد من الشحن الطائفي المقيت

رابعا - فروق وفروق تواجه من يريد أن يضع حدا لما يجري من قتل وسفك للدماء وإشعال للحرائق على ظهر المسكونة بصدق . على كل هؤلاء أن يتقدموا المشهد بما عليهم من استحقاقات عملية تتجاوز النفاق اللفظي المزخرف الذي تعود البعض أن يختبئوا خلفه وهم يعلمون.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية