قطع العلاقات الكلية وتكريس إيران الولي الفقيه عدواً مبيناً، كان وما زال مطلباً رسمياً وشعبياً
بادرت المملكة العربية السعودية ، على ضوء التطورات المترتبة ، على تطبيق أحكام القضاء بحق المواطن السعودي نمر النمر ، إلى إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ، وطرد الدبلوماسيين الإيرانيين . خطوة تنم على وعي كامل بحقيقة الدور الإيراني ، وبحقيقة ارتباطات هذا الدور التي كشفتها الاصطفافات الدولية المنحازة إلى عصابة الولي الفقيه سواء في موقفها المزدوج من حق العربية السعودية في تنفيذ قوانينها على مواطنيها ، وما يسكت عنه ( المجتمع الدولي ) من تصرفات بشار الأسد وداعميه من أنصار الولي الفقيه على كل المستويات .
نقدر عاليا القرار السعودي الرشيد بقطع العلاقة مع جمهورية الولي الفقيه ، وطرد الدبلوماسيين الإيرانيين من الأراضي المقدسة ، وننظر إليه كقرار طال انتظاره من جماهير الأمة المسلمة على محور طنجة – جاكارتا ونرى في القرار الرشيد خطوة أولية على طريق التصدي العملي للغطرسة الصفوية المدعومة بلا حساب من قوى عالمية نجحت خلال عقود باصطناع عداوة دعائية مدعاة بينها وبين ( الجمهورية الصفوية ) العنصرية قوميا ومذهبيا ..
نقدر عاليا القرار الرشيد كخطوة أولية تبادر إليها المملكة العربية السعودية وننتظر مثلها من كل الدول العربية والإسلامية انتصارا أولا لدماء المستضعفين من العراقيين والسوريين واليمنيين الذين ما زال سلاح الولي الفقيه يقتل أطفالهم ونساءهم ويدمر عمرانهم ، وردا ثانيا على كل التصريحات المتغطرسة التي صدرت عن المسئولين الإيرانيين بحق دولة مثل العربية السعودية لها مكانتها ورمزيتها في قلوب العرب والمسلمين .
نقدر عاليا القرار السعودي الرشيد ونتساءل : هل من الحلم البعيد أن تبادر الجامعة العربية إلى صحوة من غيبوبة طالت ، بإعلان قرار مؤيد وداعم للدم العراقي والسوري واليمني والبحريني واللبناني وأخيرا وأولا للقرار السعودي وللموقف السعودي في رد بغي البغاة وغطرسة المتغطرسين ؟! ..
نقدر القرار السعودي عاليا وننتظر مثله هذا القرار الرشيد أيضا ، من جميع القوى الشعبية الإسلامية والعربية ، ننتظر ذلك من الأحزاب والجماعات والنخب ومؤسسات المجتمع المدني . ومن المنظمات الإسلامية العليا وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي ، والتنظيم العام لجماعة الإخوان المسلمين ، وجميع التنظيمات الإخوانية القطرية ، ننتظر مثل هذا الموقف الواضح كتعبير عن رفض أساسي لاستهتار حكومة الولي الفقيه بحقوق الأخوة الإسلامية المزعومة ، وبأخلاقيات حسن الجوار ، وبمبادئ القانون الدولي ..
ليرتبط بهذه الخطوة ارتباطا أساسيا تكريس إيران الولي الفقيه ( عدوا مبينا ) لهوية هذه الأمة ، وحضارتها ، وشعوبها حتى تنزع هذه الحكومة عن سياسات البغي والعدوان والاستهتار . وأن يعتبر كل من يماري في عداوة إيران الولي الفقيه لهذه الأمة شريكا في الدماء المسفوكة ظلما وعدوانا بسلاح البغي الإيراني في كل من العراق وسورية واليمن .
وإن من حقنا نحن أبناء الشعوب التي تكتوي بنار حقد الحرس الثوري الإيراني وعصابات الولي الفقيه من الحشد الشعبي وحزب الله وكتائب أبي الفضل العباس وكتائب ( الفاطميون ) و ( الزينيبون ) أن ننظر إلى كل الذين يناورون أو يداهنون في الاعتراف بعداوة إيران لهذه الأمة بعين المقت نفسها فلقد أسفر الصبح لذي عينين ، وما جعل الله على بصيرة أحد من عباده الصالحين غشاوة ...
إن ما تقوده إيران في عالمنا العربي والإسلامي هو مشروع للشر متكامل الأبعاد ، مشروع مشتق في أهدافه وأساليبه وأدواته من المشروع الصهيوني بكل أبعاده ، ويزيد عليه أنه يجد موالج يلجها ومدخلات يتسلل من خلالها إلى قلوب بعض السذج والبسطاء بل والمخادعين من أبناء مجتمعاتنا المبتلاة بأنواع من الجهل والتضليل ...
القرار السعودي الرشيد بقطع العلاقة مع إيران الولي الفقيه قرار طال انتظاره ، وينبغي أن يكون له ما بعده على طريق ردع البغي وقمع المعتدين ...