حرب وجود فُرضت علينا.. والمطلوب فورا
الحرب التي تدور رحاها في سورية اليوم هي حرب على الوجود ، هكذا أعلنها بشار الأسد وحسن نصر الله والولي الفقيه وبوتين وداعموهم من المتواطئين ..
حرب وجود على ( الإسلام ) منتهاها : يكون إسلام في سورية بعدها أو لا يكون . وحرب وجود على ( المسلمين ) يكون مسلمون في سورية بعدها أو لايكون . وحرب وجود على العرب يكون عرب في سورية في نهايتها أو لا يكون . وحرب وجود على الأحرار يكون أحرار في سورية أو تعود سورية إلى مزرعة تكدح فيها قطعان من الأقنان والعبيد ...
ولقد دفع أحرار سورية من الذين تشن هذه الحرب عليهم على طريق تحررهم وانعتاقهم أكثر من نصف مليون شهيد ، ومع كل ما نرى من المصابين والمشردين . وكلما حقق هؤلاء الثوار نصرا وما أكثر ما حققوا من انتصارات ضد جلاديهم الأول والثاني والثالث ينضم إلى المعركة بعد كل نصر شرير أرعن جديد . يمعن في الإجلاب عليهم ، وقتلهم وتشريدهم . فبعد الانتصار على الأسد وسارينه وبراميله وعلى حسن نصر الله وعصابات الولي الفقيه الستين دخلت الحرب روسيا البهيمية والرعونة والشر مغطاة بصمت دولي يعينها ويؤزها ويتجاوز عن كل ما تستخدمه من أسلحة محرمة دولية ، وكل ما ترتكبه من جرائم حرب حتى وهي تقصف المساجد والمدارس والمستشفيات ...
ولا غرو أن نفوس بعض السوريين تضعف تحت تأثير المحنة المتمادية المتعاظمة المشتدة ، في ليل لا يبدو فيه للفرج أي أفق قريب . فتميل إلى الدعة ، وتؤثر العافية ، وتتلمس بأي ثمن طريقا للخلاص !! وإذا اعترفنا بحق هؤلاء الذين أبهظهم المشهد ، فباتوا يشعرون بالضعف ، وبعضّة الألم ، وبثقل الصراع بما هم فيه فإن المطلوب منهم فورا ...
المطلوب فورا من كل العاجزين واليائسين والمترددين والمثخنين على كل المستويات الميدانية والسياسية أن ينزاحوا عن طريق هذه الثورة ورجالها ، وأن يتوقفوا عن بث الوهن ، وتسويق المهانة ، وتزيين الهزيمة، مرة باسم الواقعية ، وأخرى تحت عنوان الروح العملية ، وفن الممكن ...
أيها السادة ...
إن عجزتم أو ضعفتم عن أن تكونوا جنودا للثورة ، أوعونا ومددا للثوار ، فلا تكونوا عليهم . ولا تنتقصوا من جهودهم وتضحياتهم ، ولا تقعدوا للثورة ورجالها كل مرصد باتهام وتخوين مرة ، وبإضعاف وتخذيل أخرى ، وباقتراح الاجتراح ثالثة ...
وأنتم أيها الثوار الأبطال ...
فالثبات ..الثبات .. الصبر ...الصبر .. فإنما النصر صبر ساعة . ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ..
(( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ؟))
(( أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ))