ملحمة كسر الحصار عن حلب

زهير سالم*

السادة القرّاء الأكارم حصل خلل فني حال دون صدور العدد : ٦٨١ في موعده .

نرجو منكم المعذرة وسوف نتغلب على الخلل ويصدر العدد بعون الله تعالى

وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، نصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا شيء قبله ولا شيء بعده ...

الحمد لله ينزل الغيث بعد القنوط ، وينعم بالنصر وقد بلغت القلوب الحناجر ، ويظن الموعودون أنهم قد كُذبوا ، وتبلغ قلوب المتخوفين الحناجر ..

الحمد لله ..ولم يمض على حصار حلب بمن فيها من مجاهدين ونساء وأطفال غير أسبوع ، وقد ظن الماكرون بالثورة السورية وإنسانها أنهم قد أحكموا مكرا وسوء وخبثا ، ليأتي النصر العزيز يصفعهم على وجوههم ، ويرد كيدهم في نحورهم ، ويوقعهم في حبائل مكرهم ، فإذا رحمة الله أقرب إلى الأطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء المستضعفات والمجاهدين الصادقين ( قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما يمكرون)

لقد كان ضرب الحصار على حلب مخرج مؤامرة دولية – إقليمية عمل عليها الماكرون ليل نهار ، وتعاونت عليها كل أيدي الشر في العالم تخطيطا وتنفيذا ، لإجهاض ثورة الشعب السوري، وإعادته تحت نير الذلة والعبودية والطائفية ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) ، فرد الله مكرهم عليهم ، وألهم المجاهدين الصادقين المبادرة إلى الانتصار وألزمهم كلمة التقوى ، وكتب على أيديهم ما تقر به أعينهم وأعين كل بر تقي وحر أبي من أبناء الشعب السوري المستضعف الذي تآلبت عليه كل قوى الشر حول العالم حتى أثخنته وبالغت في آذاه ..

وأول الحق في هذا النصر العزيز المؤزر رفع آيات الحمد والشكر للمولى الناصر عزوجل في ظلال قوله تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) طمعا بالمزيد من نصر الله حتى تفرج الكربة وترفع عن شعبنا الغمة بنصر عزيز يرد الحق إلى نصابه ، ويظلل سورية وإنسانها مع الأمن والأمان الحرية والكرامة كسائر أبناء الأرض في هذا العالم ...

ثم التوجه بالشكر والامتنان والتقدير والاعتبار لكل مجاهد شارك في ملحمة حلب بجهد أو بجهاد . اللهم اجزهم عن سورية وشعبها وإنسانها خير ما جزيت المجاهدين الصادقين ، اللهم تقبل شهداءنا  في عليين وشاف جرحانا وواس مصابنا يا رب العالمين ...

لقد كانت ملحمة كسر الحصار عن حلب بحق، معركة كل السوريين الأحرار ، تعانقت فيها القلوب ، وتشابكت السواعد ؛ وقد أدرك قادة الفصائل وأفرادها كيف ينجز الاتحاد النصر ، ويقربه ويكفي هذا وحده مغنما ومكسبا ..

أيها المجاهدون الأبطال ...

لقد حققتم بما أنجزتم الكثير ، وما تزال امتكم وأهلكم في سورية ينتظرون منكم الأكثر ، وإن من حق أبناء هذه الأمة على بعضها ( التواصي بالحق والتواصي بالصبر ) وإذا كان العالم الحديث قد أقر للحرب قوانين ومواثيق فإن كتاب ربنا قد سبق وربط المجاهدين بمواثيق وحدد لهم  شروطا في رحابها يجاهدون : ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ) . إن حفظ حدود الله في التعامل فيما بينكم وفيمن يليكم ، وفيمن تحاربون ، هو خير ما تكون الوصية به ..فأروا الله ثم المؤمنون ثم العالم من أنفسكم خيرا ، وكذّبوا كل ما يشيع أعداء الله وأعداؤكم وأعداء ثورتكم وشعبكم عنكم ، وهذا هو العهد معكم وحسن الظن بكم .

وأنتم أيها المستضعفون السوريون  ، أبشروا وأملوا واصبروا وصابروا واعلموا أن النصر صبر ساعة وقد صبرتم وأحسنتم وأجملتم نبارك لكم النصر ونهنئكم بانكسار الحصار واعلموا أن الله معكم ولن يتركم أعمالكم

لقد راهن أشرار العالم على تركيعكم بتجويعكم ، راهنوا على ذلك في كل القرى والبلدات والمدن ، وكان رهانهم الأخير على حلب أم القرى في سورية الأبية ، فكان الجواب فوق الصبر والمصابرة والإباء هذا النصر العزيز المؤزر ..

اقلبوا المؤامرة على عدوكم وأحسنوا في نصركم كما أحسنتم في صبركم ( إن الله يحب المحسنين ) وإنه  

نصر من الله وفتح قريب بإذن الله

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية