حول اتفاق كيري لا فروف، هل هو وقف للحرب أو شرعنة للإمعان فيها ...؟!

زهير سالم*

حتى يعلم الناس ، أننا لا نشتط ولا نخدع نعلن ...

نحن أولا:

 ضد الحرب ، ونرحب بأي وقف جاد ذي مصداقية لوقف النار في كل ظرف وآن. و نعتقد أن ( وقف الحرب ) أو ( وقف إطلاق النار ) أو ( وقف الأعمال العدائية ) ، وبأي مسمى كان ، هو المدخل الأساس لأي حل سياسي ، إذا صدقت النوايا في الذهاب إلى حل سياسي في سورية ، وليس إلى فرض حل عسكري ، بقوة القصف والقتل والتدمير كما هو جار أمام أعيننا حتى الآن .

ونحن ثانيا :

 ضد الإرهاب بكل راياته وهوياته ومصادره وحامليه . ونؤمن بضرورة أن تتوحد كل قوى الخير في العالم ، ضد شر الأشرار ، وإرادة الإرهابيين الفجار . كما نعتقد ونؤكد أن الانتقائية في تصنيف الإرهابيين أو في إعلان الحرب عليهم ، هي نوع من الإرهاب الفاعل الخفي المغذي للإرهاب المنفعل ؛ الذي يمارسه ويحمل راياته المتطرفون والمنغلقون أو الموظفون لدى دوائر الاستخبارات العالمية ، للتغطية على عملية الحرب على المسلمين ، وتقتيلهم في سورية وتهجيرهم ، وتدمير بلادهم.

ونؤكد في هذا السياق أن أي تصنيف للإرهاب في سورية لا يشمل العصابات الطائفية ، التي تتقاطر على سورية ، تحت عباءة الولي الفقيه لتعمل في السوريين تقتيلا وتهجيرا ، هو تصنيف انتقائي منحاز ، يصطف إلى جانب الجلاد ضد الضحايا الأبرياء .

ثالثا :

 نرى أن ما صدر عن السيدين : كيري – ولافروف في جنيف ليل 10 / 9 / 2016 ، وبعد مخاض عسير وطويل ، لم يحمل في طياته أدنى ما كنا ننتظره ، من وقف حقيقي للنار ،يضع حدا للتقتيل والتهجير. ولا يصلح ليكون مدخلا لحل سياسي حقيقي وعادل ، كالذي بادرت الهيئة العليا للمفاوضات بتقديم إطار له ، فلم يلق من المعنيين الدوليين ( الأسديين والروس ) إلا التجاهل واللامبلاة والاستخفاف ، ومن ( الأمريكيين ) إلا طلب المزيد من التنازلات. المزيد من التنازلات من شعب يذبح ويهجر ويستباح !!

إن الإعلان عن وقف كاذب لوقف النار مع الاحتفاظ بالحق للاستمرار بقصف من يطلقون عليهم الإرهابيين ، ما هو إلا عملية خداع للرأي العام الإنساني والإسلامي والعربي ، بعد أن ضجت لهول الجرائم التي ينفذونها ويتواطؤون بالصمت عليها العقول والقلوب ..

وما هو إلا مدخل عملي لاستكمال عملية احتلال حلب ، وتهجير سكانها ، وكسر إرادتهم ، لإعادتها تحت النير الأسدي .

وما هو إلا غطاء لشرعنة الحرب على المسلمين في سورية ، بهويتهم ورجالهم ونسائهم وأطفالهم . حيث ما زالت السياسات والمواقف الدولية تتعاون على هذه المهمة ، بين مباشر ومتواطئ .

إن السؤال الذي نطرحه في هذا المقام على كل صاحب عقل وقلب ، ونحن نتابع الروس والأمريكيين ، يتمسكون بحقهم في قصف أطفالنا ونسائنا وأهلينا وديارنا تحت عنوان زائف كذاب لحرب الإرهاب والإرهابيين : متى كان الروس والأمريكيون يحاربون في سورية غير الإرهابيين ؟ ! ليعلنوا اليوم أنهم سيقتصرون في حربهم فقط على هؤلاء ؟!

أليس تحت ذريعة حرب الإرهاب والإرهابيين قصف الروس والأسديون المساجد والمدارس والمعاهد والمستشفيات ودور الولادة ومحاضن الأطفال ؟!

أليس تحت عنوان الحرب على الإرهاب والإرهابيين حوصرت حلب وداريا والمعضمية ومضايا والزبداني وبلدات القلمون والقصير وغيرها كثير ؟!

أليس تحت عنوان الحرب على الإرهاب والإرهابيين تم تهجير ثمانية ملايين سوري من بلادهم ونثروا في أصقاع الأرض ، وبعض هؤلاء شاركت الأمم المتحدة في إخراجهم وتهجيرهم ..؟!

اسألوا بشار الأسد – إذا شئتم - هل يقصف في سورية بالبراميل المتفجرة غير الإرهابيين ؟!

اسألوا حسن نصر الله : هل يقتل في سورية غير التكفيريين الإرهابيين ؟! 

اسألوا عصابات وميليشيات الولي الفقيه وقاسم سليماني بكل طبقاتها وألوانها : هل جاءت إلى سورية إلا لقتل التكفيريين والإرهابيين ؟!

اسألوا لا فروف نفسه ووزير دفاع بوتين ومطران الكنيسة الأرثوذكسية : هل قصف الطيران الروسي في سورية ، الذي ما زال يقصف منذ عام وبمئات الطلعات اليومية وبطائراته العملاقة وصواريخه بعيدة المدى، غير الإرهابيين ..؟!

اسألوا كيري : هل قصف طيران التحالف في سورية غير الإرهابيين ؟! ولا تنسوا ان تذكروه بنتائج التحقيق في قتل الطيران الأمريكي لأطفال المدارس ...

ما الجديد إذن في إعلان (كيري – لافروف ) الذي هلل له المهللون ، ورحب به المرحبون ، وصفق له المصفقون ...

ومع وضوح كل هذا نعلن :

* نعم للحل السياسي في سورية ...الحل السياسي الذي يستظل بظل القيم الكونية والإنسانية ، ويلتزم القانون الدولي ، ويسوي بين البشر ويحقق العدل ، ويرفض الطائفية والعنصرية .

* نعم لوقف شامل لإطلاق النار يكون مدخلا وشرطا للحل السياسي الذي نؤمن به ونتطلع إليه ...

* نعم لرفض الإرهاب ، ومحاصرته ، ومقاومته بكل ما يستحق من وسائل المقاومة الموضوعية العلمية المجدية ، التي لجأت إليها كل الشعوب في محاربة الإرهابيين التي خرجت على مجتمعاتهم ..

* لا .. للتصنيف الانتقائي الهوياتي للإرهاب .

* إن الإرهابي الأول في سورية بمعايير: عنف الجرائم ، وحجمها ، والمسئولية القانونية عنها ؛ هو بشار الأسد وحلفاؤه الأدنون ، والباقون هم مجرد أدوات اصطنعهم وصنعهم المستفيدون والمتذرعون ..

أيها السوريون الأحرار ، أيها المجاهدون الأبطال ...

إنما النصر صبر ساعة

(( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ))

وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ..

أضحى مبارك بالعزة والنصر والتمكين

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية