رد التحية إلى المنتفضين من شعوب إيران..
لا لعدمية الولي الفقيه ..نعم لحرية وكرامة الإنسان
تتلخص الرسالة التي ترسلها الشعوب الإيرانية إلى نظام الملالي المتمترس وراء تراكمات الحقد والجهل ، والمستثمر في التعصب المذهبي والطائفي ، والمستجيب للروح الهتلرية النازية في السعي إلى تحطيم كل حسن جميل ، وتدنيس كل مقدس ، والادعاء على كل الناس هي : أن الكرامة الفردية والجماعية للبشر فوق كل مشروعات النفوذ والهيمنة ، مع ما تجره مشروعات الهيمنة والنفوذ من حروب ، وتستدعيه من ارتكاب للجرائم والانتهاكات والحماقات ..
من حق المحتجين على سياسات نظام الملالي في إيران أن يتلقوا الدعم والتأييد من كل دعاة الخير في العالم . ومن حقهم أن يسمعوا أن وراءهم في العالم الفسيح ، وفي دول الجوار القريب طلابَ عدل يتفهمون مطالبهم ، ويؤيدونهم في مسعاهم ، ويقفون إلى جانبهم في مشروع إعادة روح السلام والوئام في كتلة حضارية عملت دولة (الولي الفقيه) ، على مدى أربعة عقود ، على تفتيتها ، وضرب أبنائها بعضهم ببعض .
ومن حق المحتجين على سياسات (الولي الفقيه) في إيران ، وهم قد جعلوا في رأس شعاراتهم رفض حرب الاستكبار والهيمنة والنفوذ (في سورية) ، أن يسمعوا من أحرار الشعب السوري بشكل خاص ، أنهم معهم في مطالبتهم بحقوقهم الأساسية في الكرامة الإنسانية ، والكرامة الوطنية ، وعن حقهم ، على اختلاف انتماءاتهم ، في سهم كل مواطن منهم في ثروة وطنه وفي سلطته ..
ومن أولى من الشعب السوري الحر الكريم الأبي أن يدرك معنى الحرمان من هذه الحقوق الأولية ، وسط عالم من الهرج والضجيج والادعاء ..؟!
لم تكن حروب الهيمنة والنفوذ والتدمير من خيارات الشعوب قط ؛ وقد آن الأوان للشعب الإيراني بكل مكوناته أن يأخذ على أيدي المفسدين المبيرين . الذين أدخلوا الشعب الإيراني ، بغرورهم بما يدعونه انتصارات ، في أضيق المسالك التي سلكها هذا الشعب الكريم عبر التاريخ .
تشكل انتفاضة الشعب الإيراني اليوم محطة ذهبية لقوى الثورة والتحرر العربي لتمد يدا واعية وفية لقوى الثورة والتحرر الإيرانية . لطي صفحة أربعة عقود من السخيمة والنفث والنفش ؛ فتحها الغالي بغلوه والجاهل بجهله ، والمتعصب الأعمى بتعصبه .
وإنها لفرصة تاريخية للشعوب والدولة الإيرانية أن تنفض عن نفسها عبء الإرث التاريخي المثخن الذي حمّلها إياه الولي الفقيه وقاسم سليماني في إيران وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن ..
وإن الفرصة لمواتية أكثر اليوم لمخاطبة ضحايا هذا المشروع من أتباع المذهب الحقيقيين في العراق وفي لبنان وفي اليمن وفي البحرين ..أن أفيقوا قبل أن تندموا ولات حين مندم ..
إننا وإزاء كل التطورات على الأرض الإيرانية وتداعياتها لنعلن بكل وضوح أننا ..
* ندين منهج الولي الفقيه المنغلق والمتعصب . وندين التشويه المتعمد الذي طال عناوين مثل (الثورة الإسلامية )، و (الجمهورية الإسلامية ). و ( الحكومة الإسلامية ) و( المشروع الإسلامي) ، حيث لم يمثل كل ذلك في إيران غير ثورة تاريخانية مذهبية متعصبة ، تنضح بالحقد والكراهية والبغضاء، وتتشح بالعدمية والغطرسة والغرور ، وحب السيطرة والنفوذ .
* إن ما سمي ( التجربة الإسلامية ) في إيران ، والتي اقترنت عبر تاريخها القصير ( أربعة عقود ) بالكثير من المعارك الساخنة والباردة ضد الدول العربية ، والهوية الإسلامية . لقد قتل قادة هذا المشروع المشبوه في العراق وسورية واليمن عشرات الآلاف من النفوس المعصومة ، كان في مقدمتهم العلماء والخبراء وأصحاب الطاقات . وكل ذلك يجعلنا نقرر ، بما لا يدع مجالا للشك أن تجربة ملالي طهران في تشويه المشروع الإسلامي ؛ لم تكن إلا النسخة الأولى لما أحدثه وتجرأ عليه ، بعد ، وجههم الآخر من الغلاة ز
* ندين سياسات الولي الفقيه ومدرسته التي فتقت في عالمنا الإسلامي جروحا ، وخدت؛ أخاديد ظنّ كثير من العقلاء ، لحين من الدهر، أن أمتنا قد تجاوزتها ، أو أنها قادرة على تجاوزها بريادة العقلاء والمثقفين ، وبقدرة القادة الحقيقيين ، القادرين على استشراف حجم التحديات الحضارية الأكبر والأضخم من الانشغال بضريح هنا ، والتشاغل بذكرى أربعينية لميت منذ قرون هناك..
* وندين رابعا سياسات ( التقيّة ) في نفاق الظاهر والباطن . في الشعارات المريبة المستعلنة بحق قوى الاستكبار العالمي والمشروع الصهيوني مع التنسيق المسبق للنوم في مخدع الاستكبار والصهيونية معا ، ثم السير في ركابهما ، وتنفيذ مخططاتهما ، في فتح معارك في جنب الأمة تشغل عن هؤلاء وأولئك ..
* نؤيد الحراك الشعبي الإيراني الرافض لمنهجية الولي الفقيه ، ولسياسات الولي الفقيه ، ولممارسات أتباع الولي الفقيه المفسدين في إيران وفي أفغانستان وفي العراق وفي سورية وفي لبنان ..
* ونشد على أيدي رجال الحراك المجتمعي ونسائه داخل إيران وخارجها . ونسأل الله أن يلهمهم رشدهم ، وأن يسدد على طريق الهدى والحق والخير والحب والألفة خطاهم ..
* نقول للولي الفقيه ولقاسم سليماني ولحسن نصر الله الذين استطالوا في عدوانهم على الشعب العراقي والشعب السوري والشعب اليمني، معتمدين على كل أشرار العالم : (( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )) .