مقابلة مع المخرجة ميادة الحاج

عبد الله زنجير

المخرجة ميادة الحاج

أجرى الحوار: عبد الله زنجير /سوريا

عضو رابطة أدباء الشام

[email protected]

المخرجة الواعدة / ميادة الحاج ، صوت إبداعي متميز ، عرفنا أعمالها مؤخرا من خلال قناة طيور الجنة وغيرها.

ولأن ما يقدم للطفل العربي من أعمال فنية ، عملة نادرة وعملية مهمشة - مع الأسف - كان لا بد من إلقاء الضوء على هذه التجربة ، على أمل أن تأخذ برامج الأطفال حظها من الرعاية والمتابعة والتكريم

س 1 / هل يمكن أن نتعرف على الهوية الشخصية ؟

مياده الحاج، فلسطينية الأصل، كويتية المنشأ، أردنية الجنسية والمواطنة، وإن سئلت عن وطني فهو كل أرض عشت فيها وأحببتها وأهلها. كاتبة وملحنة ومخرجة مختصة في مجال الأطفال، حاصلة على شهادة الباكالوريوس في العلوم الحياتية في الجامعة الأردنية، وأتم آخر سنة لي في ماجستير علم النفس التربوي في الجامعة الأردنية أيضا.

س 2 / منذ متى بدأت رحلتك مع عالم الطفل ؟

منذ سبع سنوات عندما كنت في عامي الثاني في الجامعة أثناء دراسة الباكالوريوس. كنت أدرس علم الأحياء، وكانت توجهاتي الأكاديمية علمية، لكني لم أتخل عن مواهبي الأدبية. كنت نشيطة في مسرح الجامعة وحفلاتها، وكنت أكتب الشعر الوطني والعاطفي، إلا أنني و بالصدفة انتقلت توجهاتي للكتابة والتلحين للأطفال.

س 3 / ماهي أبرز الأعمال التي أخرجتها للطفل ؟

في البداية كانت أعمالي تقتصر على الكتابة والتلحين، وتم إصدار عشرات الأشرطة مثل صغار وبس، ونجحنا، فجر الياسين، زي العسل، يا طيبة، لبيك رسول الله. ولكنني بطبيعتي أرغب بالتطور والإضافة دائما، فانتقلت للإخراج، ومن أبرز الأناشيد التي أخرجتها: ساق الله أيام زمان، يا طيبة، وين ايامنا، كنى بنستنى، ما أروع الأضواء، ناديت وقلبي، لبيك رسول الله

س 4 / كيف تقومين الأعمال الاعلامية والفنية التي تعرض للطفل العربي هذه الأيام ؟

سأحاول أن لا أكون سلبية في كثيرا في رأيي، فهناك كثير من الأعمال الجميلة، التي تلمس إحساس الطفل وتحكي اهتماماته، ولكن الأكثر الغالب مع الأسف إما أن تكون أعمالا تجارية تبتغي الربح وحسب غير آبهة بتربية الطفل ونفسيته، مستخفة بعقله وذوقه، أو أن تكون صادرة عن جهات أو أشخاص غير مختصين وبالتالي فهي ترتكب الكثير من الأخطاء التربوية الفادحة.

س 5 / ما هي طموحاتك الشخصية في ميدان ثقافة الطفل ؟

لقد حولت اهتماماتي الأكاديمية من دراسة علم الأحياء، إلى دراسة علم نفس الطفل، لأنني أردت الكتابة للطفل عن علم ودراية وتخصص، وأتأمل في المستقبل أن أقود توجها خاصا يرفع ذوق الطفل وثقافته وأخلاقه، ويرسم للآباء دربا معينا على تربية أبنائهم بأقل معدل ممكن من الأخطاء التربوية. وأزعم أنني في أناشيدي التي كتبتها ولحنتها قد صغت مدرسة وذوقا خاصا بمياده، يختلف عما هو موجود في الساحة، وربما خير أمثلة على ذلك أناشيد، بابا تلفون ، يا بابا اسناني واوا، بغسل وشي من بكير، يا رب ترجعلنا، راحوا عبيت الجيران، عيد مبارك، مرة طلعنا ومشينا، وغيرها.

س 6 / ما رأيك باستخدام اللغة الفصحى في أنشودة الطفل ؟

أنا أعترف أنني مقلة في استخدام الفصحى لأناشيد الأطفال، ولكني مع استخدامها ضمن أطر وشروط حادة جدا. فينبغي على أغنية الطفل أن تكون بسيطة محببة، تحكي بلغة الطفل واهتمامات الطفل، وليس بلغة الكبار وما يرغبه الكبار من الصغار. كما يجب أن تناقش مواضيع تهم الطفل وحياته وحاجاته ورغباته ومشاكله.

س 7 / ما هي في رأيك أبرز معوقات الإنتاج الهادف للطفل العربي ؟

عدم وجود مختصين أكفاء في هذا المجال، مما يتيح للقراصنة ممن هب ودب أن يدخل مسرح الطفل ويبيع في دكانةٍ لأجل كسب المال وحسب. بالإضافة إلى قلة المنتجين أو الممولين المهتمين في هذا المجال، ولا ننكر أن العامل المادي عامل مهم لنجاح الإنتاج الهادف للطفل. وأستغل هذه الفرصة لتوجيه رسالة إلى كل المستثمرين وأصحاب الأموال أن يعيروا هذا المجال شيئا يسيرا من الاهتمام، لأنه سيساهم بذلك في حفظ أبناءهم وأبناء العالم من تيارات الابتذال التي تكاد تحيط بالأطفال وتغرقهم. وهذه دعوة أيضا لكل المختصين ومن يملك الموهبة المناسبة، لنتكاتف جميعا لبناء سفينة نوح، كي ننقذ أبناءنا من طوفان الثقافة الهشة والمبتذلة التي باتت تحيط بنا.

س 8 / كيف تنظرين لفكرة حماية حقوق المؤلف في الوطن العربي ؟

مع الأسف، فأنا من ضحايا هذه القضية، وكثير من الأناشيد التي تعرض على إحدى القنوات العربية لا تحفظ حقي فيها وتنسبها لنفسها. لا أظن حسب علمي أن هناك قانون ناضج بعد يحفظ للمؤلف حقه، إنما يعتمد الأمر على ضمير المنتج، وما أكثر الضمائر النائمة!

س 9 / باعتبارك أيضا شاعرة أطفال هل يمكن أن تطلعينا على أحد النصوص المختارة ؟

هذه عينة بالفصحى وأخرى باللهجة العامية

رسولنا وصانا

رسولنا وصانا بمكارم الأخلاق

من نبعه سقانا من كوثره الرقراق

بحبه حبانا وسبانا باشتياق

****

سقانا الوفاء والجود والعطاء

ما منا بخيل لأهله أساء

أو خائن دخيل بالفتنة قد جاء

****

رسولنا وصانا بالصدق والأمانة

لا نكذب لا نسرق لا نغتاب أخانا

لا نسعى بالنميمة فعنها قد نهانا

****

من صحبنا لا نسخر عليهم لا نكبر

ونصل الأرحام لا نترك القيام

قال لنا لا تغضبوا وخير الناس صاحبوا

حكايات البابا

بابا بابا بالساعات بيؤعد يحكينا حكايات

بيكتب كلمة وفكرة وعبرة ما بننساها للممات

ما أحلى حكايات البابا يا الله ما أحلاها

زيد وسمعنا يا بابا رح نفهم شو مغزاها

****

جندب تعبان وكسلان عم يتمشى بالبستان

مو لابس بالشتوية وماسك بطنو شو جوعان

للنملة ناوي يبكي وعن جوعو بدو يحكي

يا الله لو تعطيني نتفة من قمحا بلكي

كانت تجمع بالحبة بالصيف وقمح تخبي

بتجهز للشتوية والشتوية شو صعبة

****

بابا بابا بالساعات بيؤعد يحكينا حكايات

بيكتب كلمة وفكرة وعبرة ما بننساها للممات

ما أحلى حكايات البابا يا الله ما أحلاها

زيد وسمعنا يا بابا رح نفهم شو مغزاها

****

والعنزة العنيزية عم تحكي شوية شوية

وصت بنتا عنّوزة أوعي التعلب يا عنيّيّ

والتعلب كان بيسمع خلف الكوخ بيطّلع

ناويلو نية سودة لما عنيزية تطلع

عنّوزة شو قصتها كلمة ماما نسيتها

لما التعلب دق الباب فتحتلو ما سمعتها

****

بابا بابا بالساعات بيؤعد يحكينا حكايات

بيكتب كلمة وفكرة وعبرة ما بننساها للممات

س 10 / ما هو سر تعلق الأطفال بالأناشيد أكثر من تعلقهم بالكرتون ؟

الإنسان بطبيعته يشده غناء العصافير، يحب اللحن والنغم العذب، ، لذلك كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتغنى بالقرآن، لأن اللحن يضفي على الكلمة جمالا فوق جمالها.

وفوق جمال الأنشودة، فهي سهلة على لسان الطفل، يرددها في باص المدرسة أو في السيارة، في طابور الصباح أو في الرحلة أو في البيت.

وكما نعلم فإن الأطفال يتفجرون نشاطا وحيوية ويحبون الحركة كما يحبون التنفس، والأنشودة العذبة هي من تستطيع أن تحرك الأطفال مع إيقاعها بشغف.