من يحتاج الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة !!

زهير سالم*

الشعب السوري الحر لم يحتج الائتلاف، يوما،ً ولم يستفد يوما منه. والائتلاف العتيد، لم يستطع خلال سنوات نضاله الطويلة، ان يحرر لنا سجينا واحدا لا طفلا.. ولا امرأة ..

كل هذه السنوات والائتلاف يشتغل على نفسه، وهذه الحالة من الفصام والجدل والخلخلة لم تتوقف أبدا..

وفي كل مرة تحت عنوان.

أقول هذا وانا اعلم ان الشعب السوري حوصر في زاوية جعلته غير قادر حتى الآن على انتاج بديل وطني فاعل.

الثورة السورية لم تعد بحاجة الى الائتلاف، لأن أصحاب المصلحة مع الثوار منذ الأيام الأولى، وكان هذا مقتلا مقصودا، جسّروا علاقاتهم من فوق رأس الهيئات الوطنية والسياسية جميعا، واشتغلوا على الارض ومع الارض. وهذا توصيف ربما يحتاج إلى تحليل.

بعض الأحباب يتخوف ان الدول "العاملة الناصبة" قد تسحب اعترافها من الائتلاف!! لا تخف يا صديقي هي التي تعوّل عليه، وهي أحوج منا إليه، وهي التي تعيد تشكيله على النحو يجعله أكثر أداء للدور المنتظر المنشود.

ويتداول بعض اعضاء الائتلاف أن احد الكرام فيه قد صرح بأن لديه معلومات من أطراف من النظام أن هناك أشخاصا في الائتلاف على علاقة مباشرة مع أجهزة النظام، يعني مخبرين وعملاء..

شخصيا لا أستبعد هذا ولكن بدون تشخيص.

شخصيا اتشكك في أي تسريب يأتي من طرف النظام، وقد تكون المعلومة المسربة دسيسة، مع الاحترام للزميل صاحب الخبر.

شخصيا لا أعتقد ان في أجواء مؤسسة مثل الائتلاف هناك أسرار تصنف تحت عنوان "سري للغاية" من الخطورة ان يطلع عليها النظام..

اعتقد ان أخطر دور يمكن ان يلعبه هؤلاء الذين أشار إليه الاخ الكريم هو إحداث مثل هذه البلبلة في الصف وأظنهم قد نجحوا..

في أحاديثنا السياسية نركز كثيرا على الخيانة بوصفها نوعا من الكفر السياسي، وأنا أعتقد أن "العباطة" اكثر فتكا في البُنى والمؤسسات من الخيانة. في طفولتنا الاولى كانت تصلنا الى حلب مجلة اطفال مصرية عنوانها "سمير" وكانت على صفحتها الاخيرة تقدم لنا كل اسبوع حكاية عن "سمير الحويط وتهته العبيط" كنا نستمتع كثيرا من تلك الحكايات، والآن بعد سبعين سنة أشعر أنني كنت أستفيد. يوم السابع من نيسان للعام الذي نحن فيه، ذكرني بيوم السابع عشر من تموز، ١٩٦٣، كنت فتى صغيرا وانا استمع الى أحكام الاعدام تصدر عن إذاعتنا السورية بتوقيع تهته نفسه، والملقب يومها "نائب الحاكم العرفي" أول ما سمعت احكام الاعدام كنت أتوقع وأنا فتى في السادسة عشرة انها سوف تخفف، ولكن تهته الذي كان كما تبين لنا من بعد انه لم يكن يدري ماذا يفعل، كان يعقب على كل حكم وقد نفذ الحكم فورا، فيصعقنا. نحن شعب يحب الحياة، ويكره القتل بطبعه، يكره كل عمليات الإعدام والاستئصال والاقصاء. نحب الشراكة حتى على طبق الطعام، انا وأنت نعلم اننا عندما يكون لنا مؤاكل نشعر بلذة الطعام أكثر. في كل الأجسام العامة نوع من قوى العطالة، تحتمل، يحتملها العاملون، في المحرك الكهربائي درسنا يوما "القوة المحركة التحريضية" ما زالت أعشق هذا المصطلح، وأعوّل عليه، وأتطلع إليه.

جمعتنا الأيام بعدُ "بتهته"، السابع عشر من تموز ، وطرح معاذير عباطته، وكلنا سمعناه على قناة الجزيرة!! وما أظن انه أقنع منا أحدا!!ولكنني أعتقد أن كل أنّة مظلوم، واستغاثة منتهكة، وقطرة دم سقطت على الارض السورية منذ ذلك اليوم يحمل تهتهنا ذاك من وزرها أوفى نصيب!! يقول عباس محمود العقاد في كلمة له خالدة: أخطاء القادة في تاريخ الأمم ليست مثل خطأ تلميذ الابتدائية في ورقة الامتحان ترفعه درجة وتخفضه أخرى!!

الخيانة مشؤومة والعباطة مهلكة مردية..

عبيط السابع عشر من تموز /١٩٦٣ قد عرفناه، فمن هو عبيط السابع من نيسان/ ٢٠٢٢

يزعجني ويقلقني وجود العملاء!!

يخيفني ويبكيني تهته الكبير ، مع ان تهته الصغير كان يضحكني.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية