إسلامنا ضد الرق ومع تحرير الأرقاء

زهير سالم*

مر بنا منذ يومين ... يوم 2 من كانون الأول / ديسمبر / اليوم الدولي لإلغاء الرق وهو اليوم الذي يذكر باتفاقية الأمم المتحدة بشأن منع الإتجار بالأشخاص واستغلال الغير في البغاء . الاتفاقية ذات الرقم 317 IV والتي صدرت في 2 ديسمبر 1949....

ويسألني أين الإسلام من هذا ؟؟

وأوصى رسول الله بهذه الطبقة من الناس في منطقنا فقال: لا يقل أحدكم عبدي وأمتي، وليقل غلامي وفتاتي.

وأوصى بهم في تعاملنا فقال: إخوانكم - فرفعهم إلى مقام الإخوة - إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس...

وجعل الإسلام تحريرهم عبادة وقربة وكفارة وتطهيرا ...ومنحهم حريتهم بمنحهم حق المكاتبة (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا)

وفرض في تحريرهم سهما في مصارف الزكاة، وفي مصارف الإنفاق العام كما نقول في هذا العصر فقال: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) وقوله وفي الرقاب، تعني شراء الأرقاء وإعتاقهم وتحريرهم، واجب يقوم به الفرد وتقوم به الدولة ما استطاعوا..

وفي عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى سنة 99 للهجرة، عندما فاض المال عن الحاجات الأساسية للمجتمع، جعل رحمه الله تعالى -ما أفقهه- الأولوية لتحرير العبيدـ وإعتاق الأرقاء...

وحين تجد اليوم شبابا يزعم أنه مسلم.. يضل ويشقى ويدعو إلى عودة عصر الرقيق والإماء وملك اليمين، لا بد أن تسأل : مسؤولية مَن هذا ؟؟ مسؤولية من هذا يا عباد الله؟؟

أليست مسؤولية الذين علموا فما أحسنوا؟؟ وتتألبون عليّ كأني أقول في دين الله نكرا..

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عما شهده في حلف الفضول في مكة: لقد شهدت في دار ابن جدعان حلفا، لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت...وكان حلف الفضول يدعو إلى نصرة الضعيف، ومساندة المظلوم..

تراه صلى الله عليه وسلم لو دعي إلى حلف عالمي يصون حرية الإنسان وآدميته وكرامته ماذا كان فاعلا...؟؟

اللهم ارزقنا الفهم عن نبيك...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية