شخصية الشيخ العالم المفسر محمد علي الصابوني في الشعر الإسلامي المعاصر

عمر العبسو

sgshfds1016.jpg

شخصية الشيخ محمد علي الصابوني شخصية أثيرة محببة أثنى عليه العلماء والشعراء وأشاد بجهوده العلمية تلاميذه وكل من عرف فضله، ولقي نبأ وفاة الشيخ العالم المفسر محمد علي الصابوني أصداء واسعة بين العلماء والشعراء ومحبي الشيخ ....

  ولا نجد شعرا قيل في مدحه في حال حياته إلا ما قاله ضياء الدين الصابوني في حفلة تكريمه في اثنينية عبد المقصود خوجة ....

  الشيخ الشاعر محمد ضياء الدين الصابوني:

  وفي حفلة التكريم التي أقامها عبد المقصود خوجة ألقى الشاعر محمد ضياء الدين الصابوني قصيدة يقول فيها:

وعليٌّ أخي أديب جريء عالم عامل عزيز اللحاق

راح يُثني عليك في كل حب نابع من قلبه الخفاق

وأياديك في النوال عظام ذكرها خالد والفضل باقي

إن حفل التكريم خير وسام ولقد ناله عن استحقاق

إن في التكريم معنى جميلاً لذوي الفضل طيبي الأعراق

ليس مثل التكريم مسعى حميداً والثناء الجميل للخلاق

وقال ضياء الدين الصابوني أيضا:

لك يا علي مآثر محمودة لا زلت في التفسير خير إمام

ولقد شعرت بأنني في روضة ليست بأحلام ولا أَوهام

أصداء الرحيل:

ضَيفُ السَّماء:

  وكتب إسماعيل الحمد قصيدة في رثاء فضيلة الشيخ محمد على الصابوني بعد أن مر على رحيله عشرة أيام .

على شَرَفٍ تَلقّاهُ التُّرابُ فَطارَ بِهِ لِبارئِهِ السَّحابُ

تَغمّدَهُ الَّذي أعطاهُ عِلمًا بِمَنجًى لَيْسَ يُخزيهِ مَآبُ

فلا أسَفًا على دُنْيا جَفاها كَأَنّ هَوانَها عَجَبٌ عُجابُ

جَناحَ ذُبابةٍ لَيسَت تُساوي وَساءَ مَكانةً فيها الذُّبابُ

فلمْ يُخدَعْ بِما أغرتْه مِنها وأيقَنَ أنَّ بارِقَها سَرابُ

طوَى فيها الحَياةَ على يَقينٍ مَتينٍ أنَّ آخرَها حِسابُ

وَعاشَ لِرحمةٍ في يَوْمِ عَدلٍ نِهايَتُه ثوابٌ أوْ عِقابُ

وَجالَ بها يُعمِّرُها بِعِلمٍ ودِينٍ لَيْسَ يُدركُهُ الخرابُ

فَجدَّفَ في تحدّي اليَمِّ مِنْها بِصاريةٍ يُغالِبُها العُبابُ

مَشَتْ فيهِ السِّنينُ تمُرُّ تترى تَئِنُّ بِهِ الفُتوّةُ والشَّبابُ

إلى الخمسين فالسّبعين أفضَى وأولَجَه إلى التّسعينَ بابُ

طَواهُ مُغيّبُ الأعمارِ لمَّا قَضَى أجلًا فَغيَّبه الغِيابُ

وَبانَ عَنِ العُيونِ وظلَّ فيها يُذكِّرُها بِسيرَتِه الكِتابُ

  وأشاد الشاعر بعطاء الشيخ العلمي ولاسيما كتابه صفوة التفاسير ....

( فَصفوتُه) التي طابَت مَذاقًا بِطَعمِ الشَّهدِ غَشّاهُ الرّضابُ

سَقَاها الظَّامِئِينَ فَطابَ مِنها لِشاربِها على الظَّمَأِ الشَّرابُ

وصور الشاعر حزن السماء وأهل الأرض على الراحل، فقال:

بَكَتْ شُهُبُ السَّماءِ عَلَيهِ حُزنًاوضَاقَت أن هَوَى مِنها شِهابُ

فَكَمْ غامَت عُيونٌ شَيَّعَتْهُ بأدمُعِها وجَلَّ بِها المَصَابُ

فيا ضيفَ السَّماءِ حلَلْتَ أهلًا وطابَ النّزلُ وابتَهجَ الرِّحابُ

   رثاء الشيخ العالم المجاهد محمَّد علي الصَّابوني رحمه الله تعالى:

    وكتب الشاعر الإسلامي الكبير مصطفى عكرمة قصيدة أهداها إلى علمٍ علَّمَ الكتابَ في زمانه فضيلة الشيخ العالم المجاهد محمَّد علي الصَّابوني رحمه الله تعالى، جاء فيها:

عِشْتَ الكتابَ مُعَلَّمًا ومُعَلِّما حتى حسبنا أن خُلِقتا توأما

وإليكَ عادَ الأقدمونَ بعلمِهمْ فغدوتَ في عِلمِ الكتابِ الأعلما

هي حكمةٌ للهِ جدَّدَ علمَهُ ليظلَّ بينَ العالمين مُحكَّما

كم ذا وهبتَ له اهتمامَكَ راغبًا ليزيدَ منه العالمونَ تَعَلُّما!

والشيخ الصابوني تعتز به أسرته وبلدته وأمته:

أبواك َيا فوزاهُما بكَ صالِحًا إذ كانَ همُّكَ أن تنالَ الأعظما

ولأمَّةِ الإسلامِ تسعى جاهدًا كي لا ترى منهم فقيرًا مُعدما

وأشاد الشاعر بصفات الشيخ الكريم من عقل وجد وعلم، فقال:

والجِدُّ عندكَ فطرةٌ قد صُنتَها وأبيتَ ما في الأرضِ عنها مغنما

فغدوتَ من يسعى إليهِ أخو النُّهى ليكونَ في علمِ الشَّريعةِ أفهما

فَلَكم إليكَ العالمون تزاحموا ليكونَ علمُهمُ لديكَ مُتمَّما

صابون قلبُ الرَّاغبينَ بغسلها لتكونَ من كلِّ التباينِ أسلما

ماكانَ سعيُكَ لامرئٍ أو معشرٍ لكنَّ سعيَكَ أن يكون مُعمَّما

والنَّاسُ كلُّ النَّاسِ عندَكَ واحدٌ تسعى إليه لكي يكونَ المُسلِما

واللهُ ربُّك قبلِ ما تسعى له قد كانَ يُلهِمُكَ السَّبيلَ الأقوما

قيَمٌ لعَمرو اللهِ صُنْتَ سُمُوَّها إرثًا يكونُ إلى الصَّلاحِ المُلهِما

ولدى الجِهادِ الحقِّ كُنتَ مُقدَّمًا وتراهُ في نيلِ الحقوقِ مُحتَّما

جاهدْتَ في نشرِ الهِدايةِ للورى وبكلِّ ساحٍ كنتَ فيه المعْلَما

ماذا أُحدِّثُ عنكَ يا علمَ الهُدى وأقلُّ ما قدَّمتَ يبقى الأعظما!

للهِ أمرُكَ ما سواهُ بقادرٍ في أنْ نراهُ لما بذلتَ مكرِّما

أكرمتني يومًا بخيرِ هديةٍ هي من كريمِ يديك أعظمُ مغنما

واليومَ أنت قد اصطفاكَ لقُربِهِ ربٌّ أقامكَ في الحياةِ مُعلِّما

فانعَمْ بلقيا اللهِ مدعوًا لهُ لترى به الرَّبَّ الكريمَ المُنعِما

ويظلُّ عِلمُكَ في الكتابِ مُجدَّدًا ومُجدِّدًا مهما الزَّمانُ تقدَّما

رابطة أدباء الشام وسوم: العدد 921

الشيخ المجاهــد محمد علي الصابوني ــ يرحمه الله ــ في جنات الخلود إن شاء الله

  وكتب الشاعر الاسلامي الكبير (شريف قاسم ) قصيدة يقول فيها:

ضجَّتْ لغيبـةِ وجهِــك الشَّهباءُ وبكتْ بيومِ رحيلِـكَ العلماءُ

ودمشقُ واجمةٌ وسائرُ شامِنا جـلَّ المصابُ وسارت الأنبـاءُ

وهناك في أمِّ القرى عين بكتْ والإخوةُ الأبناءُ و الآباءُ

وعلى الثغورِ مجاهدون عيونُهم بالدمعِ فاضتْ والدموعُ وفاءُ

واشتدَّ حزنُ القومِ فيك وإنَّمـا يُبْكَى الضحى إنْ هاجتِ الظلماءُ

فلِمثلِ صوتِك عاشَ يُصغي جمعُنا في الشامِ لـم يَفْتِنْهُمُ السُّفهاءُ

قد كنتَ بدرًا في سماءِ ربوعِنا ولـك المدارُ الحُلوُ واللألاءُ

وتلوحُ إن دهتِ النوازلُ في الدجى كالصَّارمِ البتَّـارِ ليس يُساءُ

بالحقِّ جالدْتَ الذين تلوَّنوا زورًا كمـا تتلونُ الحِـرباءُ

ونهضتَ بالشَّرعِ الحنيفِ كمـا أتَتْ بِسَنَى علاهُ السُّنَّةُ الغــرَّاءُ

تأبى المِـراءَ: غباءَ نفسٍ أدلجتْ والعينُ في تَطوافها عمياءُ

ياصاحبَ التفسيرِ صفوتُـه لهـا في العالمين أخـا الهدى أصداءُ

وعقيدةُ السَّلفِ الكرامِ نظمتَها فَهَفَتْ إلى أفيائهـا العقلاءُ

يستجلبون النهجَ نهجَ نَبِيِّنَـا فَتُرَى عليه السِّيرةُ الحسناءُ

فمؤلفاتُـك لـم تزلْ نورا لمَن نادتْ رؤاهُ الدعوةُ العصماءُ

قـد عشتَها أيامَ خيرٍ ملؤُهـا التأليفُ والتبيانُ والإنشاءُ

وأتيتَ بالقيمِ الأثيرةِ لا كمـا جاءت بهـا لفسادِهـا الآراءُ

أما الميسرُ للبخاري فانثنى لمَّـا بـدا في شرحه الخبثاءُ

أحقادُهم ركلت بأحذيةٍ ولم يصمد أمامَ بيانها اللؤماءُ

فعقيدةٌ سبئيةٌ مأفونةٌ غمرتْ فصولَ غثائها الأنـواءُ

ووقفتَ كالجبل الأشمِّ مؤيَّدًا بالحـقِّ حيثُ استعصمَ البلغاءُ

تسعون عامـًا مالوتْ عزمًـا سَخَا عند الهبوبِ بدربك النكباءُ

إذ هكذا العلماءُ عاشوا في الورى لهـم السيادةُ: أهلُهـا الأكفاءُ

هذي رسائلُك الكريمةُ صوتُهـا أصغى إليه شبابُنا المعطاءُ

إذْ في العقيدةِ والصلاةِ وسِفرِها جَلَّى هُداهـا النُّطقُ والإيماءُ

أغرت رجالَ العلمِ في أزماننا ماعابهـا دجـلٌ ولا إخفــاءُ

أمُّ القرى تبكي عليك مودةً وبها تطيبُ الدعوةُ السَّمحاءُ

والمسجدُ الميمونُ لاينسى وقد أوفى الحديثَ لأهلِه الإفتاءُ

وعكفتَ فيها باحثا متبحرًا في العلمِ لمَّـا حثَّـكَ الإحياءُ

والمستشارُ بهيئة الإعجازِ لـم تجفلْ فأنتَ لركنهـا البنَّـاءُ

فبها الهدى والعلمُ والأفذاذ عاشوها وفيهـا العصبةُ الحكماءُ

تبقى من الحرمين تحملُ مشعلا للعالمين هُدىً يـدٌ بيضاءُ

فللحرمين أعلامُ الهدايةِ إنهـم حِرزُ الهدى وجبينُهم وضَّاءٌُ

ياقائد العلماءِ في شامِ النَّدى ذلَّتْ أمامَ صمودك الأعداءُ

والعزُّ للشعبِ الأبيِّ ولـم يزل في صفِّـه علماؤُه الفضلاءُ

اللهُ يرفعُ قدرَهم بين الورى والشَّاهـدُ القرآنُ والعليـاءُ

مضتِ القرونُ وذكرُهم باقٍ على أفقِ الخلودِ فشأنُـه الإعلاءُ

علماؤُنـا الأخيارُ ما هانوا ولا لانوا وحالُ شعوبهم نكراءُ

هاهم وقد طغتِ الخطوبُ وأوجعتْ كبدَ الشعوبِ الغارةُ الشعواءُ

يسعون بين الناسِ لم يهدأْ لهم بالٌ ولـم ترهبْهُمُ الهيجاءُ

هم صفوةُ القوم الذين اختارهم ربُّ السَّـما في العصر والغرباءُ

علماءُ دينِ اللهِ في أقطارِنـا لهمُ الفدا والهمَّـةُ القعساءُ

والموتُ حـقٌّ ، فالمقالةُ والعَزَا ماترتضيه المـلَّةُ الغــراءُ

كم عالم لقي الشهادةَ باسما إذ بورك العلماءُ والشهداءُ

وكم اشمخرَ بوجهِ مَن ظلموا ومَن قتلوا الشعوبَ سفاهـةً وأساؤوا

ماهـم سوى العلماءِ مَن وجدوا لهم إرثَ النَّبَيِّ ومنهم الفقهاءُ

والصَّابرون على الأذى لـم يحفلوا بالنَّائباتِ وإنَّهـم سُمَحَاءُ

تمضي الحياةُ وإنما غدا الجزا للأشقياءِ، وللهداةِ جزاءُ

في جنَّة الفردوسِ مأواهـم وفي طيبِ النعيمِ سيخلدُ السُّعداءُ

تُزجَى لهم نفحاتُ ربٍّ راحمٍ ماشابهـم كدرٌ ولا إعياءُ

عذرًا فقيدَ ركابِنا، فلكم على أمثالِنـا شجنٌ طغى ورثاءُ

ولقد بكينا يامحمدُ مَن قضوا وتلألأت بسمائنا الأسماءُ

علماؤُنا شهداؤُنا، واللهُ لن ينسى وقد فاضت هناك دماءُ

والأمَّـةُ الثكلى تنوحُ وتشتكي وكأنمـا أبناؤُهـا الضعفاءُ!

لكنهـا صبرتْ، وآنَ لدينِهـا عــَوْدٌ لهـا وبـه لديك رجاءُ

فانصرْ إلهي أمَّةً يحيـا بها مـا سَفَّهَ الطاغوتُ والإزراءُ

ويعودُ بالإسلامِ وجهُ زماننا طلقًـا تغرِّدُ حولـه الشعراءُ

الدُّرُّ المكنونِ في رثاء العلَّامة الشَّيخ محمَّد علي الصَّابونِي رحمه الله تعالى:

الأحد 21 شعبان 1442 - 4 أبريل 2021

وكتب الشيخ عمير الجنباز من حماة قصيدة رثاء يقول فيها:

إذا حلـب سـتذكـرُ بـافـتـخارٍ شـيوخًا أنـجـبت علمًا ودينـا

فـفـيها الـخُـسرويَّة نهج عـلمٍ مـنــارٌ لــلدُّعـاة الـنَّاهـضيـنا

فـكم قـد خرَّجت طـلَّابَ عـلمٍ بأرض الشَّـامِ أعدادًا مِـئـينا

إذا آوى إلى حلبٍ فسادٌ شـراذمُ لا تضــرُّ الـطِّـيِّـبـينا

لــئـن ذَكروا بهـا فـنًّـا ولـهـوًا فأهلُ الـخـير كانوا الـغالبينا

دليلُ الـمـتَّقين قلىً لـدُنـيا أرى الـصَّابونِي شيخَ الـعاملينا

بـعـصـرٍ قد غوى علماء زُورٍ قلـيلٌ من نجـا فـتـنًا سِـنـينا

تأسَّـى بالـنَّـبيِّ كريـمَ نـفـسٍ فيا حُـسن الـهُدى بـالمُرسلينا

يكـفُّ تورُّعًا شهـواتِ نـفـسٍ بروحٍ حلَّـقت في الـعالمينا

فـبـيـنَ عبادةٍ أمضى حياةً وتألـيـفٍ يُنــيـر الـجاهـلـيـنا

فـفي الـتَّفسير صفوتُه وفـتحٌ تـسـامَى في رواءِ الـطَّالبينا

هدوءُ الصَّوتِ يسري في قلوبٍ فأغـنى عن جهـير الـصّيِّتينا

فـكنتَ الـقدوةَ الـمُـثلى بـعصرٍ أعدتَ الـعلمَ نـهجَ الـسَّالفينا

إذا العلماءُ قد فُقدوا بأرضٍ سـتـبكي في أسىً لـلرَّاحلينا

ولـلصَّابونِي ندعو فـوزَ أخرى بجـنَّـاتٍ بمـأوى الـمُـسلمينا 

وسوم: العدد 922

في رثاء العالِم “محمد على الصابوني”..

 وكتب الشاعر: سلطان إبراهيم المهدي يقول:

نبأ ارتحالك شيخنا “الصابوني” أذكى المواجدَ واستثار شجوني

 تبكي بلادُ الشامِ يبكيك الورى في كل أرضٍ فاض ماء عيونِ

 يا رائدا في العلم في أيامنا لك “صفوة التفسير” والتبيينِ

 في صحبةِ القرآنِ عشت مُحلّقا وإليك يُهدي الله فيض يقينِ

 لك في ربوع الأرضِ غرسٌ مزهرٌ تحكي الدُنا عن سعيك الميمونِ

 في “مصر” يعشقك الرواق بأزهرٍ عُلِمْتَ فيه ..وردت صفو معينِ

 وب “مكة” الغراء صرت مُعَلِّما للحق تهدي في امتداد سنينِ

 “أم القرى” شهدت بهمة باحثٍ أحيا التراث وقام بالتدوينِ

 بَيّنت إعجاز الإلهِ وقد أتى متوافقا والعلم دون ظنونِ

 واخترت للتدريس أعظم مسجدٍ وقعدت للفتيا ونصح أمينِ

 ورددت عن خير الورى سهم العدا وكشفت زيف مُدلسٍ وخئونِ

 ولسائر الشُبهات جاء مُفَنِّدا بالحق تكشف فرية المفتونِ

 أمضيت عمرك داعيا ومربيا وبذلت جهدك.. كنت غير ضنينِ

 الآن نَم بعد ارتحالك سيدي ابشر إذا ما حان وقت منونِ

ولكم دعا في الأرض من داعٍ لكم وأسال من دمع ـ عليك ـ سخينِ

 يارب نحسب سير عبدك للهدى ولأنت خير مُكافئٍ وضمينِ

رباه فاقبل سعيه واحسن له واشمله بالغفران يوم الدينِ

 في زمرة العلماء معْ خير الورى يحظى هناك بجنةٍ وعيونِ

جريدة الأمة الثقافية

دمعة وفاء ورثاء:

على العلامة المفسر الشيخ محمد علي الصابوني

(1349- 1442ه/ 1930م- 2021م)

  وكتب الأخ الشيخ سيد احمد السيد من منبج يقول:

جاشَ القَرِيضُ بِخَاطِرِي, وشُجُوني فَـأفَاضَ مِـنِّي عَبْرَتِي وشُؤُونِي

مِنْ بَعْـدِ إخْـبَـارِ الـنُّـعَـاةِ بِـفَـقْدِه بِـوَفَاةِ حَضْرَةِ شَيْخِنَا الصَّابُونِي

مُذْ قالَ طُلَّابِي: تَرَجَّلَ شَيخُنا وسُقِي بـِ "يَالُوْوَاء" كَأسَ مَنُونِ

* * * ... *                            

شَيْخُ الهُـدَى حَـبْـرُ الـعُـلُومِ وبَـحْـرُهَا ومُـبَـرِّزٌ , مُــتَمَــيَــزٌ بِـفُنُونِ

لا سِــيَّما بِعُلُــومِ قُـرْآنِ الــسَّــنَـا وعُلُومِ سُنَّــةِ أحْمَـدَ الـمَـيْمُون

وبِقِـيَّةُ مِن صالِحِي أسْلافِنَـا وهُدَاتِنَـا, و نُجُومِ هـذا الدِّينِ

ومُفَـسِّرُ الفُـرْقَانِ؛ فِي تَـوْضِـيـحِهِ آيَاتِهِ؛ بِالشَّرْحِ والتَّبْيِـينِ

غَوَّاصُ آياتِ الكِـتَابِ ومُخْرِجٌ دُرَرًا بِهَا كَـالـعَـسْـجَدِ الـمَـوْضُونِ

مُسْـتَخْرِجٌ مِن بَحْرِهِ لِجَـواهِـرٍ وفَوَائِدٍ , كالـلُّـؤْلُـؤِ المَـكْـنُـونِ

* * * ...                                

                         

شَيخٌ مِنَ الـشَّـهْـبَاءِ هَلَّ هِلَالُهُ وبِهـا نَشـا؛ مُـتَـمَـسِّكًـا بِالدِّينِ

فِي ظِلِّ والدِهِ "جَـمِـيلٍ" ذِي الـتُّـقَى والـعِـلـمِ , قَدْ رُبِّــيْ بِـخَـيْرِ قَـرِيـنِ

وعلـيـه قد بدأ الـتـعـلُّـمَ آخِـذًا بـعضَ الـمعارف فـي اقتبال سِنِينِ

* * * ...                               

                         

ثَمَّ انْــبَــرَى لِـلْـعِـلْـمِ يَرْضَــعُ ثَــدْيَــهُ فِـي"الخُسْرُوِيَّةِ"؛ فَـخْمَةِ الـتَّكوِينِ

دَرَسَ العُلومَ؛ شَـرِيـعَـةً, عَـرَبِــيَّـةً فَــأفَـادَهـا, مَـــعَ هِمَّـةٍ وحَنِـيـنِ

نَهَلَ المَـعَـارِفَ مِـنْ شُــيُـوخٍ جِلَّـةٍ فِـيـهَـا أجَادُوا عِلْمَـهُمْ بِـيَـقِينِ

ك"الإدْلِــبِـيِّ مُـحَـمَّـدٍ"و ك"أحْــمَـدَ الــشّْ شَـمَّـاعِ", و"الـطَّبَّاخِ" ذِي الـتَّمْكِينِ

و كَذَا الـنَّجِـيبَانِ؛ "الــسِّـرَاجُ مُـحـمـدٌ" و سَمِـيُّـهُ "خَــيَّـاطَـةٌ" ؛ كَـمَـعِـيـنِ

و بِ"خُــسْـرُوِيَّـةَ" قـد أتَمَّ دِرَاسَةً وبِـها تَخَـرَّجَ , مُتْــقِـنًـا لِــفُــنُـونِ

* * * ...                                

وبُعيدَ ذا قَدْ أمَّ مِصْرَ مُـيَـمِّـمًـا وَجْهًا لَهُ؛ لِــلأزْهَـرِ الـمَـمْـنُونِ

وبِظِلِّ "كُلِــيَـةِ الـشَّـرِيعَـةِ" أرْبَعًا حِـجَـجًا قَـضَـى, مُـتَخَرِّجًا بِـزُكُونِ

* * * ...                              

ومَضَى لِـنَـشْـرِ عُـلـومِـهِ فـــي سُـورِيَـا و بِمَــكّــةٍ , و سِـوَاهُـمَا , لِــسِــنِـيـنِ

سِتٌّ عُــقُـودٌ, قد قَـضَـاهـا خـادِمًـا لِـلـعـلـمِ , لِــلـقُـرآنِ غـيرَ ضَـنِـيـنِ

ومُدَرِّسًــا؛ بل باحِثًـا ومُؤَلِّـفًـا لِـمُـصَـنَّـفَـاتٍ؛ ثَـرَّةِ الـمَـضْـمُـونِ

* * * ...                                                         

لِلَّهِ دَرُّكَ! صَادِعًا بِالحَقِّ لا تَخْـشَى الأذَى مِـن حَـاكِمٍ مَأْفُونِ

ذَكَّرْتَنَا الأخْـيَارَ مِن أسْلَافِنـا في قَوْلِــهِـم لِلحَقِّ، والـتَّـبْـيِـينِ

ك"ابْنِ الـجُـبَـيـرِ"وعِزِّنَا عَــبْـدِ الــعَـزِي زِ ابْــنِ الـسَّـلَامِ بِـمَا مَـضَى لِـقُرُونِ

ما بِعْــتَ دِ يـنَـكَ لِـلـطُّـغَاةِ الأشْـقِـيَـا كَ"سَفِيلِ جُمْعَةَ", والدَّنِيّْ"حَسُّونِ"

أيَّدْتَ ثَوْرَةَ شَـعْـبِـنَـا في سُورِيَـا مُذْ قامَ ضِدَّ الـمُجْرمِ الـمَوْهُونِ

في وَجْهِ بَشّارِ الـرَّذِيـلَـةِ والـخَـنَـا القـاتِـلِ الــسَّـفَّـاحِ؛ شَرِّ قَرِينِ

شَرْوَى "مُـسَيْلِـمَةٍ" بِكِـذْبٍ فاضِـحٍ وفُجُـورِهِ, وبِـقَـمْـعِهِ الـمَجْنُونِ

ومِـئَاتِ آلافٍ أبَادَ, مُـشَرِّدًا لِمَلَايِـنٍ أخْـرَى , خِـلَالَ سِنِـيـنِ

ومُـنَكِّلًا بِأُلُوفِــهـمْ, ومُعَــذِّبًــا بِـزَنَـازِنٍ كَـالـوَحْشِ ضِـمْنَ سُـجُونِ

* * * ... * * *

لِـلَّهِ دَرُّكَ! عالِمًــا ومُصَنِّــفًــا لِـمُــؤَلَّـفَــاتٍ جَمَّـةٍ, وفُـنُونِ

لله أسْفــارٌ - كَــتَــبْـتَ – نَفَائِـسٌ حَفَلَـتْ بِـعِلـمٍ نافِـعٍ ورَصِيـنِ

عَشَرَاتُ كُــتْــبٍ باسِـقـاتٍ, أُكْــلُـهَـا هُوَ دائِمٌ لا يَـنْـقَضِي في حِـينِ

أثْـرَى بِهَا الـعُلـمـاءُ أعْلَامُ الــهُـدَى والـمَـكْـتَبَاتُ؛ تَسُـرُّ كُلَّ فَـطِـينِ

في "صَفْـوَةٍ لِـتَـفَـاسِرٍ" كَــمْ مُـتْـعَةٌ؟ هُـوَ تُحْـفَـةٌ أغْنَــتْ عن الـتـبـيـينِ

فَبِـهـا كِتابُ الله أضْحَى واضِحًا ومُـيَـسَّـرًا لِـلـنـاسِ؛ دُونَ حُزُونِ

و "رَوَائِـعٌ لِــبَــيَـانِ قُـرآنِ الـهُـدَى آيـاتِ أحْـكـامٍ" بِـــهِ , كَـمَـصُـونِ

و"نُـبُـوَّةٌ والأنْـبِـيَـاءُ" و "واضِـــحُ الـتّْ تَـفْـسِيرِ"شَرْوَى الــوَرْدِ والـنِّـسْرِينِ

* * * ...     

يَارَبِّ فارْحمْ شَيْـخَـنَـا وتَـوَلَّــهُ بِـمَـراحِـمٍ تَــتْـرَى لِـيَـوْمِ الـدِّيـنِ

رَحَــمَـاتِـكَ - الــلَّـهُـمَّ - أغْــدِقْـهَـا عَــلَــى قَــبْـرٍ - بِـإسْـطَـنْبُولٍ ثَـمَّ - رَهِـيـنِ

رَبَّاهُ أكْـرِمْ نُزْلَهُ فـي لَـحْدِهِ واجْـعـلْ قِــرَاهُ لَـيْـسَ بِـالـمَمْنُونِ

أسْكِـنْـهُ رَبِّي في الـفَـرَادِيسِ الـعُـلَى واجْعَـلْـهُ مَـعْ أخْــيَارِ عِـلِّـيِّـينِ

المراجع:

1- "الموسوعة القرآنية الميسرة". بالتفسير الوجيز للشيخ وهبة الزحيلي.

2- مقالة للأستاذ محمد عدنان كاتبي عن "الشيخ محمد علي الصابوني" في "رابطة العلماء السوريين" قبل سنتين.

3- "الجزيرة نت". على الشابكة.

4- "وكالة الأناضول" للأنباء, على الشابكة.

5- "المعجم الوسيط". مجمع اللغة العربية بالقاهرة, ط 2, 1972م.

6- "رابطة علماء الشام". على الشابكة.

7- "ويكيبيديا, الموسوعة الحرة". على الشابكة.

٨- رابطة أدباء الشام- وسوم: العدد 921