ضوضاء «القواعد» من النساء… وأسرار زواج عايدة ومحرم فؤاد!

سليم عزوز

ليس دائماً «الدهن في العتاقي»!

والدهون معروفة، أما «العتاقي» فيطلق على الدجاجة كبيرة السن، فتسمى في الريف المصري «عتقية» ومن هنا جاء المثل الشعبي في وصف خبرة ووعي وحنكة كبار السن، بهذه الحكمة البليغة؛ «الدهن في العتاقي»!

وهو مثل تفرضه «المرحلة» التي أصبح «البيض» هو عنوانها، بعد الضجة التي فرضها حضور النائبة، والكاتبة، والمذيعة، فريدة الشوباشي في برنامج «نظرة» على قناة «صدى البلد» عن أزمة التراث، تقصد به التراث الديني، وبالتحديد التراث الإسلامي، الذي ميز بين الرجل والمرأة، وكيف أن والدتها كانت تفضل شقيقها الذكر عندما كانت طفلة، فتمنحه بيضتين للإفطار، بينما يقتصر الأمر بالنسبة لها على بيضة واحدة، وقد أثار الأمر ضجة؛ ذلك بأن المتحدثة عن «عقدة البيض» لم تكن في وعي كامل، بأن هناك من يعلمون بقصة تحولها للإسلام، وأنها كانت في طفولتها مسيحية الديانة، من أب وأم مسيحيين، فمن أين جاءت التفرقة، وهي خاصة بالميراث في الإسلام، للذكر مثل حظ الانثيين؟!

ولم تكد ضجة «البيض» تتوقف، حتى بدأ العام الدراسي الجديد، وهو ما فرض الاقبال على «البيض» لزوم السندوتشات التي توفرها الأسر للأبناء، فاذا بالتجار الجشعين يرفعون سعره، ليتراوح طبق البيض بين خمسين إلى ستين جنيهاً، حسب المنطقة، ليجدد هذا الأحزان التي لم تكن قد توقفت على الزمن الجميل، عندما كانت الحياة ميسرة، و»البيض» متوفراً ورخيصاً، وبدا حديث «فريدة» عن البيض فال شؤم على البشرية، وكأن التجار تعاملوا معه على أنه دعاية للبيض، فرفعوا سعره، في بلد من انجازات أهل الحكم فيه، قبل إنجازهم في مجال الكباري والجسور، هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من البيض. إي وربي!

ففي الشهور الأولى للانقلاب العسكري تم الإعلان عن أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من البيض، ولم يكن يخطر ببالي أن المحروسة تستورده، لكن هذا ما حدث، وبعد عام تم النشر من جديد، أن مصر تحقق الاكتفاء الذاتي من البيض، وأصبح مطلوباً من عامة المصريين وخاصتهم، أن يتوجهوا بالشكر للنظام الحاكم على هذا الدور التاريخي، في تحقيق الاكتفاء من البيض، حتى وإن لم يكن هذا بسبب قيام السلطات بإنشاء مزارع جديدة للدواجن، واستيرادها لنوع من الدجاج يبيض مرتين في اليوم، مما كان له أبلغ الأثر في تحقيق الهدف الاقتصادي الاستراتيجي بزيادة محصول البيض!

أجواء البيض

وفي أجواء كلها «بيض» جمع «بيضة» ننظر للمشهد على اتساعه، لنكتشف كيف أن أهل الحكم اعتمدوا نظرية «الدهن في العتاقي» فأينما تولي وجهك تجد «العتاقي» يحاصرونك في كل مكان، وكانت البداية بالنائبة فريدة الشوباشي (84) سنة، ومع الدعاء لها مخلصاً بطول العمر، أؤكد جازماً، وبرؤية انثروبولوجية عميقة أن البشرية لم تكن في طفولتها قد توصلت بعد إلى اختراع البيض، فالدجاج على أيامها كان يلد ولا يبيض، ومن هنا فإننا نشكك في روايتها شكلاً ومضمونا.

فاذا تركنا المذيعة السابقة في راديو «مونت كارلو» السيدة الشوباشي، وجدنا حضوراً لـ «العتاقي» في كل المحافل، بما في ذلك محفل الإلهاء، وإن كنت أتوقف عن هذا القدر من ذكر اصطلاح «العتقية» جمع «عتاقي» لأن المفردة قد لا تكون شائعة خارج الحدود المصرية، وتستغني عنها بوصف «القواعد من النساء» وهو الوصف الذي طرأ في ذهني عندما وجدت القاعدة عايدة رياض، في ضيافة القاعدة لميس الحديدي، لكي يتحدثن في موضوع يليق بمرحلة البيض والذي ارتفع سعره بشكل غير مسبوق، بعد حديث القاعدة الشوباشي، والمقصود هنا بالوصف ليس للدلالة العمرية، وهو صحيح في حقهن، لكن ما استهدفه أنهن من القواعد مهنياً، ومن هنا يكون مناسباً أن تستخدم الاصطلاح العسكري «متقاعد» فالمتقاعدة لميس الحديدي كانت تستضيف على قناة «أون» الفنانة المتقاعدة «عايدة رياض» ولا تترك هذه الفقرة قبل أن تقول يا سبحان الله. فهل لا تزال الحديدي تقدم برنامجاً إلى الآن، ولولا نشر هذا الفيديو من حلقتها لما تذكرت أنها عادت لتعمل مذيعة!

«العتاقي» إلهام شاهين، ورانيا يوسف، وانتصار، والراقصة دينا، جزء من عمليات الإلهاء للمرحلة، وهنا يقاومن الزمن وأحكامه، وقد قلنا إن الأكثر دقة هو لقب «القواعد» قبل أن نتركه إلى «متقاعد» مذكر «متقاعدة» وإن كانت مشكلته إذا جمع، لذا عدنا لاستخدام «العتاقي» من باب اللياقة، لاسيما وأنه وصف يقال على سبيل التكريم؛ «الدهن في العتاقي»!

لا يذكر أحد ما هو آخر عمل فني قامت به الهام شاهين، وكذلك رانيا، ودينا، وانتصار، ولهذا فهن يفرضن أنفسهن على المشهد بالإثارة في القول والفعل، كأن تقول إلهام شاهين إن والدها كان يريدها الالتحاق بالأزهر لعدم الاختلاط، وفي كل أسبوع لها «موشح» جديد، تقاوم به التقاعد الوظيفي!

لقد أعلن الرباعي التبرع بأعضائهن عقب الوفاة، في جولة من جولات الإلهاء التي يقوم بها النظام الحاكم للتغطية على فشله، ولسان حالهن يقول: «الدهن في العتاقي» لأن الإنسان بعد الخامسة والأربعين من عمره تصبح أعضاؤه «خُردة» لا تصلح للتبرع. وفي الأخير فليس هناك جمارك على الكلام، وعندما كان مقرراً في السابق إقرار قانون لتنظيم التبرع بالأعضاء، وحدث تباين في فتاوى رجال الدين، كان شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، مدافعاً شرشاً عن الاباحة، وعليه قرر التبرع بأعضائه بعد موته، ومات وذهب بكامل أعضائه إلى قبره!

الحديث عن محرم فؤاد

وإذ التقت اثنتان من القواعد على قناة «أون» وجدتني مضطراً لتكبير الفيديو لمحاولة الوقوف على اسم القناة، فلم أعد أتذكر لميس لكي أتذكر إنها عادت.

لقد عادت لكنها منعت من الحديث في السياسة أو التعليق على الأحداث الجارية، وقد مرت بتجربة التأديب، إذ ظنت في لحظة أنها شريكة السيسي في الحكم، فعلا صوتها بالنقد، فأحالوها للتقاعد، ثم تبين أنه استيداع، وفي فترة احتاجوا لقوات الاحتياط، لشغل الناس عن قنوات تركيا، فعادت مع آخرين كما عاد توفيق عكاشة من قبل، وقد بذل جهداً خارقاً في تقليد نفسه لكنه فشل، فأعادوه للاستيداع مرة أخرى، فقد كان جسداً بلا روح!

وعاد محمود سعد من الاستيداع، وهو الذي كان يقوم بدور الزعيم السياسي بعد الثورة وفي عهد الرئيس محمد مرسي، ليقدم برنامج «حكاوي» لكنهم في الأخير استغنوا عن خدماته وأحالوه للتقاعد، ومما قاله محمد الباز في تبرير الأمر، إن العائد من البرنامج لا يغطي تكلفته. فأروني برنامجا في كل القنوات التلفزيونية المصرية يغطي تكلفته؟ وكلها عدا «صدى البلد» و»تن» مملوكة للأجهزة الأمنية، ولو توقف الانفاق الأمني عليها لأغلقت جميعها عدا «تن» و»صدى البلد»!

عادت لميس ولم تعد، وذهبت تقدم برنامج منوعات، تنافس به برنامج «صاحبة السعادة» مرة، وبرنامج «منى الشاذلي» مرة أخرى، وسر نجاح الأول، أن اسعاد يونس لم تقدم نفسها للمشاهدين على أنها زعيمة سياسية، أما الشاذلي فهي تقاوم بالبهرجة والإثارة الشيخوخة، وإن حقق مشاهدات كبيرة فعلى السوشيال ميديا، وليس عبر الشاشة، ومن خلال فقرات قصيرة وليس لكامل الحلقة، وهي مشاهدات زائفة، ولا تتسع المساحة للتطرق لهذه الزاوية!

انتهت عايدة رياض كفنانة منذ سنوات بعيدة، لكن لأن المصائب يجمعن «المصابينَ» فقد كان اللقاء، للحديث عن زواجها من الفنان محرم فؤاد، لتكشف بعد وقوع الطلاق بأكثر من ثلاثين سنة عن أسرار هذا الزواج، وكيف أن الزوج كان غولاً وقد ضربها في لندن علقة موت، وأنها لم تتزوجه عن حب، لكن لكي تكيد به أخرى.

أبانا الذي في المباحث: «سينما أونطة هاتوا فلوسنا»!