بوح مهاجر عربي

عبد الرزاق اسطيطو

سوف أهاجر يا أمي

إلى جنان أندلس

فصلي من أجلي

ومن أجل أحلامي

ومن أجل رفاقي ساعة الفجر

سوف نترك عند شط البحر

أناشيدنا في حب الأوطان

وشغب طفولتنا وانكساراتنا

ونمضي خفافا في الظلمات

كالأحلام الهائمة

خفافا..خفافا نبحر

مابين الحياة والموت

بلا وداع وبلا صخب

كي لا يرصدنا الموج

وخفر السواحل

فقد علمونا يا أمي

الوقوف طويلا كفزاعة الطير

تحت الشمس وتحت المطر

بلا أمل ولا عمل

وعلمونا يأمي منذ الصغر

كيف نربي في صدورنا

عشق الرحيل بعيدا عن الوطن

فقد باعوا للغرباء كل شيء

هكذا قالت الصحف والمنابر

باعوا أحلامنا يا أمي

وباعوا شمسنا

وأرضنا وزرعنا

وبحرنا..

وخيرونا يا أمي

مابين الصمت أو السجن

ومابين الذل أو الرحيل

وكان الرحيل يا أمي

أهون في عيني من الذل

فماذا تركوا لنا يا أمي

غير الهجرة وسواد الليل؟  

فإن نجوت يا أمي

فاعلمي بأني قد تحررت

من قفصي ومن قيدي

ومن قهري ..

ومن انتظاري القاتل