أبو الهدى

د. محمد الخليلي

xbxvnn968.jpg

في رحيل الغرِّيد أبي الهدى ؛ عبد الله صايم الدهر، صاحب الهجرتين،، رحمه الله:

...وما طالَ عيشٌ لهم سَرمَدَا

ليبقى لنا في الدُّنَا أَبَدَا

هي الدارُ لمعُ وميضٍ ويمضي

ليأتيَ عيشٌ هناكَ غَدَا

فإمَا خلودٌ بنارِ السَّمُومِ

وإمَّا نعيمٌ بفيضِ ندى

؛؛فطَارَ شَعَاعَاً إلى ربِّهِ

وزادُ الرَّحيلِ فيوضُ هدى

*********

لقد صَامَ عن كلِّ فحشٍ وزورِ

يذرُّ الهدى من معارجِ نورِ

فكانَ مديحُ الحبيبِ هواهُ

يبثُّ هُداهُ كنشْرِ العُطُورِ

فحازَ من المسلمينَ قَبولاً

وزَّكى الجِنانَ بأغلى المهُورِ

لعلَّ الكريمَ يمنُّ عليهِ

بأعلى أعالي ... أعالي القُصُورِ

*****

حنانيكَ غبْتَ بغيرِ وداعْ

ولمَّا نذقْ بعضَ بعضِ سماعْ

فيتَّمْتَنَا يا حبيبُ بحَيْنٍ

وذابتْ نفوسُ الورى بالتياعْ

فهلاَّ بطيفِ منامٍ نراكَ

وهلاَّ برؤيَا وأُنْسِ اجتماعْ

حنانيكَ إنَّ المحبينَ كُثْرٌ

وقد حسَّهُمْ بالحِمَامِ ضَيَاعْ

*********
فيا صاحبَ "الهجرتين" تنعَّمْ

بما قد حَبَاكَ إلهكَ ، واغنمْ

تركْتَ الدَّيارَ وفزْتَ بدينٍ

وربُّك "بالهجرتينِ" سيُكرمْ

؛ فقد هاجرَ الحِّبُّ من مكةٍ

إلى يثربٍ حيثُ يبني ويَسْلَمْ

وأجرُ المهاجرِ أجرٌ عظيمٌ

وهل مثلُ ربِّكَ ربٌّ سيُنعمْ؟

فيا ربِّ هبْهُ الجِنَانَ بفضلٍ

ومَنٍّ ؛ فجودُكَ يا ربُّ أكرمْ

*******

رأيْتُ العصافيرَ في الدَّوحِ تبكي

تقصُّ أسَاهَا بحزنٍ وتحكي

؛فقد غيَّبَ الموتُ أستاذُها

؛؛ فباتتْ يتامى.. حصيداً لشوكِ

مزاميرَ داودَ أُوتيَهَا

تأوِّبُ معْهُ الجبالُ وتبكي

فأقسَمَتِ اليومَ : لا .. لن تُغنِّي

وقد أطبقتْ فكَّها فوقَ فكِّ

وكيف يطيبُ الغناءُ لها

وقد حلَّ حَيْنٌ بحتفٍ وفتكِ؟