أبشر أبا بدر

شريف قاسم

إلى روح الشيخ الفاضل والفارس المجاهد عبدالله المطوع في جنات الخلود

إن شاء الله

دنياكَ نهجُ الفارسِ المعطاءِ

نضَّدْتَها مجداً ترفُّ بنودُه

ونسجتَها حللاً تميسُ ولم تكنْ

يكفيكَ فخرًا كونُ نهجِكَ بالهدى

أبشر ــ أبا بدرٍ ــ بمنزلكَ الذي

حيثُ الأحبَّةُ والخلودُ ، وجنَّــةٌ

دنياكَ ــ عبدَاللهِ ــ دنيا زاهدٍ

عشتَ التواضعَ والأمانةَ والتُّقى

ومشيتَ في الدنيا كأنسام المنى

بشرى لمَنْ ترعى اليتامى كفُّــه

وتكون عونا للأراملِ لم تذرْ

                                            ***

يا أيها الشيخُ الذي جعلَ النَّدى

تبكيكَ أفئدةٌ تجلَّى حبُّهــا

فاضتْ أماقٍ ــ يا أبابدرٍ ــ وقد

وشكتْ إلى الرحمنِ أنَّـاتِ على

في عصرٍ غيٍّ قد تكاثرَ خبثُه

وبه الجُناةُ  وما تورَّعَ حِسُّهم

لولا هُداكم ، والمآثرُ ما رأى

أنتم سحابُ الخيرِ يروي أنفسًــا

وعلى خُطاكم أنبتَ الفضلُ المنى

وإذا ذُكرتُم فالأمانُ رسالةٌ

لم تألفوا ظلما ، ولم تستسهلوا

أنتم أقلتُم عثرةَ العاني ولم

وسترتم العوراتِ لمَّـا استحكمتْ

أنتم رجالُ اللهِ لمَّـا أدبرتْ

معروفُكم هيهاتَ يُنسَى ، والمدى

يبكي على الأحبابِ، يبكي رِفعةً

يبكي على الإسلامِ حاصره العدا

آهٍ ... أبا بدرٍ : رثاؤُكَ لم يكنْ

فلأنتَ أهلٌ للثناءِ وإنما

والله أسألُ أن يثيبَك جنَّــةً

والله أسألُ أنْ يفرِّجَ كربَنا

طوبى ــ أبا بدرٍ ــ لمثلِكَ راحلا

في سيرةٍ تسمو بلا إخفاءِ

فوقَ الرُّؤى ، في قِمَّــةِ الجوزاءِ

إلا بكفِّ النُّجبِ والعظماءِ

يزهو  بنورِالشِّرعةِ السمحاءِ

أعلاهُ ربُّ العرشِ في العلياءِ

بشَّتْ لمقدمِ موكبِ الصُّلجاءِ

لم يكترثْ بالجاهِ والإثراءِ !!

والجود فاضَ من اليدِ المعطاءِ

تهبُ الصدورَ أطايبَ الأشذاءِ

وتعينُ ذا الحاجاتِ في البلواءِ

من حسرةٍ و تأوُّهٍ و شقاءِ

      ***

بابًـا لأهلِ العسرِ والضَّــراءِ

في يومِ فقدِك يا أبا الفقراءِ

سكبتْ دموعَ محبَّةٍ و وفاءِ

فقْدِ الأباةِ السَّـــادةِ الأكفــاءِ

وانهالَ فوقَ الناسِ بالإيذاءِ

عن فعلِ كلِّ قبائحِ الخيلاءِ

خيرا بنو الدنيا على الغبراءِ

تاقتْ لفطرةِ ربِّهــا البيضاءِ

فتورَّدتْ كالجنَّــةِ الفيحاءِ

تسري مباهجُهــا على الأحناءِ

إلا جميلَ الطيبِ في الإنشاءِ

ترموه للنكباتِ والإزراءِ

أحوالُ أهلِ الضِّيقِ في الضَّراءِ

هممُ الرجالِ لسيِّئِ الأهواءِ

كلُّ المدى يغشاهُ حُلوُ إياءِ

ومكانةً في أطيبِ الأفياءِ

وبكم يُقاتلُ أشرسُ الأعداءِ

بقصيدةٍ هلَّتْ بخيرِ ثناءِ

هذي مشاعرُ مهجتي  و عزائي

بجوارِ أحمدَ سيِّدِ البطحاءِ

ويقيلَ عثرةَ أمَّةِ الحنفاءِ

بالصَّالحاتِ ، وما الثوابُ بنــاءِ

نُشرت بمجلة المجتمع ــ العدد 1734 ـــ وتاريخ 24/12/1427هـ